رفعت الأجهزة الأمنية حالة التأهب الأمني بمختلف المدن استعدادا لاحتفالات رأس السنة الميلادية، وتحسبا لأي طارئ أو تهديدات أمنية يمكن أن تعرفها هذه الاحتفالات، خاصة وأن المغرب صار يعرف خلال السنوات الأخيرة إقبالا كبيرا من طرف السياح الأجانب لقضاء ليلة رأس السنة بفنادقه ومطاعمه، كما يجعل بعض المواطنين من المناسبة فرصة للتمرد والسكر العلني في احتفالاتهم. وأكد مصدر أمني ل"التجديد" أن مذكرة رسمية رفعت إلى جميع الأجهزة الأمنية تؤكد على ضرورة توفير تعزيزات أمنية مضاعفة سواء من حيث العدد أو ساعات العمل مشددا أن المذكرة تدعو إلى ضرورة تشكيل فرق مختلطة متكونة من شرطة المرور، الدرك، القوات المساعدة، الاستعلامات، الأمن العام، والوقاية المدنية بغية وضع استراتيجيات عمل وخطط مراقبة لكافة مداخل المدن السياحية الكبرى كالدار البيضاء ومراكش وأكادير والرباط وطنجة التي تعرف رواجا سياحيا وطنيا ودوليا، مع مراقبة الفنادق والنوادي التي شرعت في التحظير لاستقطاب زبنائها كإجراء استباقي لأي انفلات أمني قد يحدث، أو سلوكات متهورة تخرج عن نطاق القانون والأخلاق العامة، حيث التعاطي المفرط للمخدرات والخمر. ويشمل التكثيف الأمني مقرات البعثات الأجنبية والسفارات والقنصليات والمدارات الرئيسية بالحواضر من خلال نصب السدود الأمنية عند مداخل المدن، بالإضافة إلى تكوين فرق خاصة لتشكيل دوريات ليلية من السادسة مساء من يوم الثلاثاء إلى الساعة السادسة صباحا. اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير أيضا كثفت من نشراتها التحسيسية التي تدمج يوم الاحتفالات برأس السنة والعطلة من خلال توعية سائقي السيارات الخاصة، وسيارات الأجرة وكذا النقل العمومي للمسافرين بأخذ الحذر خاصة خلال الليل. وتهدف هذه العملية -حسب اللجنة- إلى التواصل والتوعية والتحسيس بمخاطر حوادث السير نظرا لما تشهده الفترة المتزامنة مع عطلة نهاية رأس السنة من حركة مكثفة لمستعملي الطريق وطلبا متزايدا على وسائل النقل العمومي للمسافرين. وعلى عكس سنوات سابقة، مكن الانتشار الأمني الواسع للدوريات السنة الماضية من الحد من تجليات الجريمة، وتقليصها إلى أدنى معدلاتها، حيث اعتقل عشرات الشباب الذين يستغلون مثل هذه المناسبات للسكر والعربدة، ووضعوا تحت الحراسة النظرية، بتهم السكر العلني البين، أو السكر المقرون بإحداث الفوضى(الضرب والجرح)، والاتجار في المخدرات، كما أسفر التأهب الأمني السنة الماضية عن توقيف، مشتبه بهم، كان البحث جاريا في حقهم، من قبل مصالح الأمن والدرك. هذا وقد استقبل قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي ابن سيناء بالرباط نهاية السنة الماضية أزيد من 48 حالة خلال ليلة رأس السنة، منها 31 حالة تعرضت لاعتداء و15 أصيبت بكسور في مختلف أنحاء الجسم، فيما تم تسجيل انخفاض في حوادث السير مقارنة مع حوادث الاعتداءات بسبب العربدة والسكر الطافح.