قال تقرير اقتصادي متخصص أن الصين حافظت على نمو جيد عكس متانة اقتصادها خلال العقود الثلاثة الماضية حيث سجلت في المتوسط معدل نمو بلغ 10 في المئة كل عام من دون تأثرها بالأزمة المالية الآسيوية في عام 1997 أو بالأزمة المالية العالمية في عام 2008. وأضاف التقرير الصادر عن الشركة الكويتية الصينية الاستثمارية أنه منذ عام 1980 حين بدأت اصلاحات السوق نما الاقتصاد الصيني 27 ضعفا من 300 مليار دولار إلى أكثر من ثمانية تريليونات دولار. وأوضح أنه بذلك زادت سرعة نمو القطاع الصناعي في الصين وبالتالي زادت حاجتها لاستهلاك الطاقة الذي تضاعف ثلاث مرات منذ عام 2000 ليزيد بدوره من 36 كدريليون وحدة حرارية بريطانية (وهي الوحدة التي يقارن بها مختلف موارد الطاقة) الى 115 كدريليون وحدة حرارية بريطانية في 2012. وأضاف أنه في 2011 احتلت الصين مكان الولاياتالمتحدة كأكبر مستهلك للطاقة في العالم مبينا أن "بي بي" تتوقع أن يتضاعف هذا الحجم بحلول 2040. وذكر التقرير أن الصين تشهد هذا النمو في حاجتها لمختلف موارد الطاقة خلال ال30 عاما وحتى 2012 ازداد استهلاك النفط في الصين من 1.7 مليون برميل في اليوم الى 10.2 مليون برميل في اليوم. وأوضح أن التوقعات حول مستقبل نمو الصين تظهر أنه سيكون بمعدل 7 في المئة في العام خلال العقد المقبل وبمعدل متوسط قدره 6.5 في المئة في العام خلال العقد الذي يليه. وافاد بان هذا ما يجعل الصين أسرع دولة نموا من بين الاقتصادات الكبرى بحيث تنمو بضعف متوسط نمو العالم الذي من المتوقع أن يبلغ معدل 3.6 في المئة. وقال إن من المرجح أن يكون النمو المستقبلي للصين أقل من هذه المعدلات المتوقعة بسبب التحولات الهيكلية التي تمر بها مبينا انه اذا كان معدل النمو أقل بنسبة 20 أو 30 في المئة من التوقعات يبقى الفارق ما بين نمو الصين ونمو باقي الدول ملحوظا بما يدعم طلبا هائلا للطاقة. وأوضح ان إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تتوقع أنه في حالة نمو الاقتصاد العالمي بمعدل 3.6 في المئة في العام سينمو الاستهلاك العالمي للطاقة بنسبة 56 في المئة ما بين 2010 و2040 ونصف هذه الزيادة ستأتي من الصين والهند وحدهما. واضاف أن الصين ستحتاج لاستيراد المزيد من النفط لتلبية طلبها بسبب التحديات في انتاجها المحلي كما ستحتاج قريبا إلى استيراد الفحم لأن الانتاج المحلي للفحم بدأ يشهد بعض الضغوط. وبين ان قطاع الفحم يستهلك 17 في المئة من اجمالي استهلاك الصين للماء وفي الوقت ذاته تقع عمليات هذا القطاع في أكثر المناطق جفافا وهي منطقة منغوليا الداخلية ما يخلق عوائق لوجيستية. واوضح ان الغاز الصخري لن يلعب دورا مهما في الصين مع أن الصين تمتلك أكبر مكمن للغاز الصخري في العالم ويعادل 19 في المئة من مكامن العالم وتتمتع أيضا بسياسة تنظيمية تدعم التطوير التكنولوجي للغاز الصخري. وذكر التقرير أنه ليس من المتوقع أن يتغير استهلاك الصين لكل نوع من موارد الطاقة فيما تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن تظل الصين معتمدة على الفحم والنفط بنسبة 80 في المئة من إجمالي احتياجاتها للطاقة في العقدين المقبلين. وتوقع ان تزيد حصة الطاقة المتجددة والنووية بشكل طفيف من استهلاك الصين وتنخفض حصة النفط بنسبة صغيرة جدا وغير ملحوظة