عرفت التشكيلة الوزارية الجديدة في ألمانيا، سابقة تاريخية بتعيين امرأة مسلمة كوزيرة دولة لشؤون الهجرة واللاجئين والاندماج، وهو ما لقي ارتياحا كبيرا بين فئات المجتمع من ذوي الأصول الأجنبية. أيدان أوزغوز البالغة من العمر 46 عاما، قطعت مسيرة سياسية مميزة. فقد ولدت وكبرت في هامبورغ شمال ألمانيا، وتشبعت بقيم العائلة التركية المهاجرة التي كانت تعطي للتعليم والنجاح الاقتصادي والعدالة الاجتماعية أهمية بالغة. وعرفت أوزغوز بانتقاداتها اللاذعة لسلفها، وزيرة الدولة السابقة في وزارة الهجرة "ماريا بوم" من الحزب الديمقراطي المسيحي، واصفة إياها، بأنها «مترددة جدا ولا يربطها أدنى شيء بقضايا الهجرة». أما الآن، فتريد هي وكما تقول، وضع «بصماتها الخاصة» في المكتب الوزاري. وبطبيعة الحال رحب مجلس الجالية التركية بتعيين امرأة تركية الأصل في هذا المنصب. هذا وقد رحبت منظمة «برو أزيل» التي تعنى بشؤون اللاجئين بهذا القرار ، واعتبرته بلسان رئيسها غونتر بوركهارت «قرارا ذكيا»، لكونه يخلق «توازنا داخل التشكيلة الحكومية، بحكم أن حقيبة الداخلية عادت إلى الحزب الديمقراطي المسيحي». ويأمل رئيس منظمة «برو أزيل» أن تعمل «الوزيرة الجديدة عكس سابقتها على توفير المزيد من التسهيلات لوصول اللاجئين إلى ألمانيا، ومنح المزيد من الضمانات الحقوقية للاجئين، باعتبار أن هذه النقطة تمّ تجاهلها كثيرا من قبل الحكومات السابقة». ويرى البعض أن تعيين وزيرة مسلمة يعد بمثابة الرسالة الواضحة بأن المجتمع الألماني مجتمع متسامح، يسمح باندماج الآخرين في ثقافته دون قيود أو شروط من شأنها أن تغذي المفاهيم العنصرية التي يدعو لها البعض.َ