طالب عدد من أبناء المقاومين وشهداء الاستقلال بمراكش في تصريح لالتجديد بتقديم اعتذار رسمي على ما أسموه "وصفهم بدون خجل ولا مسؤولية بالذين يأكلون ولا يشبعون"، في بيان حقيقة صدر عن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، عنون بجريدة الأسبوع بالوصف ذاته، واعتبر أبناء المقاومين أن نعتهم بهذا الوصف لا يعدو أن يكون وسيلة ل "إسكاتنا ولجم أفواهنا، وكأننا ممن يستنزف ميزانية المقاومين"، متهمين في المقابل المندوبية السامية للمقاومين ومجلسها الوطني ب"المحسوبية والزبونية في منح الامتيازات، والمنافع الاجتماعية، والتي يوقع عليها المندوب السامي دون الاطلاع على فحوى الملفات، خاصة بطاقات المقاومة كما جاء على لسانه في برنامج تلفزي مباشر". وكان أبناء المقاومين قد وجهوا رسالة إلى المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وديوان المظالم طالبوا فيها بالالتفات إلى أسرهم المحرومة منذ أزيد من 46 سنة، مذكرين بأن إدارة المندوبية الجديدة لم تنصفهم رغم ما قدمت لهم من وعود خلال لقاءات المندوب التواصلية، وجاء في رد المندوب السامي أن أسر هؤلاء استفادت من عدة منافع وامتيازات تهم أساسا التشغيل والاستفادة من معاش الزمانة، ومن رخص سيارات الأجرة، ورخص حافلات نقل المسافرين... وهو ما كذبته رسالة جديدة ووصفته بالأكاذيب والادعاءات، مؤكدة أن "الحقيقة المرة الغائبة والمسكوت عنها أن أبناء المقاومين أكلوا وذاقوا فعلا ما فيه الكفاية من الحرمان، والتعذيب النفسي والجسدي، وأحيانا التجويع والإهمال داخل المؤسسة الاجتماعية لأبناء الشهداء بمراكش منذ منتصف الستينيات إلى أواخر السبعينيات من قبل إدارة المؤسسة، ولولا التدخل الحاسم والتعليمات الملكية للحسن الثاني سنة 1972 لما تمكن النزلاء الذكور من إتمام دراستهم، أما الفتيات فقد أرغمن قسرا على مغادرة المؤسسة لفائدة إدارة التعاون الوطني، في وقت نصبت فيه المندوبية نفسها، متفرجة على مصيرنا لأننا لا نهمها في شيء"، تضيف رسالة أبناء المقاومين. وتساءلت الرسالة، التي توصلت التجديد بنسخة منها، عن "أي عناية أو رعاية موصولة يتحدث المندوب السامي، في وقت يعاني فيه ابن الشهيد علال امكيك منذ أكثر من 30 سنة من مرض لم تدفع عنه المندوبية ولو درهما واحدا من مصاريف الاستشفاء أو الدواء إلى الآن، بل لقد تبرأت منه بوثيقة رسمية مرفقة بالرسالة، عندما التمس منها إعانة مادية"، وأضافت الرسالة "أن معاش العطب أو الزمانة، الذي يتحدث عنه، هو دون المستوى لهزالته كما يتبين بالأرقام أو بالأحرى من العار أن يصنف في خانة الامتيازات الممنوحة لمن قدموا أرواحهم ودماءهم فداء للحرية والاستقلال". وتساءل أبناء شهداء الاستقلال (آملين أن يكون الجواب بكل أمانة) عن "الأشخاص لا الجماعات المستفيدين من رخص النقل المسافرين الفردية ذات الخطوط الجيدة المدرة للأرباح بالملايين، وعن المقاييس المتخذة في توزيع تلك الامتيازات عليهم، وطبيعة الأشخاص المستفيدين من مربعات أسواق الجملة للخضر والفواكه والسمك، الذين يتعاقبون على تجديد صلاحيتهم للاستفادة منها منذ السبعينات إلى الآن (نموذج مراكش)، والذين لم يكن يتصور أبدا أن يزكيهم المندوب السامي في مناصبهم بعد تعيينه، وبأية صفة تحتكر هذه الامتيازات المدرة لأرباح خيالية من شأنها إعالة عشرات الأسر المحرومة"، كما يتساءلون عن "المستفيدين من المساعدات المالية والقطع الأرضية والسكن والحج وغيرها من المنافع، وما هو نصيب أسرهم من كل هذه حتى يوصفوا ب الذين يأكلون ولا يشبعون". عبد الغني بلوط