تنظم الجهات الأربع لحركة التوحيد والإصلاح مسابقات في حفظ القرآن الكريم وتجويده وتدبره، تبدأ في البداية بأعضاء الحركة ومتعاطفيها الملتزمين في الحضور في مجالسها التربوية، وبعدها تتوسع شيئا فشيئا لتشمل عموم فئات المجتمع. ويؤكد مسؤولوا الحركة بالجهات أن المسابقات تأتي من أجل العناية بالمصدر الأول للتشريع في ديننا وتوثيق الصلة بينه وبين أكبر عدد منم الناس، وإعطائه المكانة التي يستحقها. جهات الحركة الأربع سجلت إقبالا كبيرا على المسابقة سواء على مستوى المناطق أو على مستوى الجهات، وصرح المسؤولون أن المسابقات تعرف إقبالا للنساء أكثر من الذكور، وتعرف مشاركة مهمة أيضا لفئة التلاميذ، وتحرص الحركة في الأحتفالات النهائية للمسابقة على تكريم بعض أهل القرآن. «التجديد» ارتأت تقديم بطاقات عن المسابقات في الجهات الأربع، وما تتميز به كل جهة عن أخرى. حفيان: المسابقة في تنامي والإقبال عليها في تزايد قال إسماعيل حفيان مسؤول قسم التربية والتكوين بجهة الوسط، إن مسابقة القرآن الكريم بالجهة في تنامي وارتقاء والإقبال عليها في تزايد، وأثبتت وجودها، وأصبحت محور أساسي تنبني عنه كل الأعمال القرآنية بالجهة، موضحا أنها مسابقة داخلية لحركة التوحيد والإصلاح يشارك فيها أعضاء الحركة ومتعاطفيها، وتدور أهدافها الأساسية حول الارتباط بكتاب الله عز وجل وخدمته، والتعلق به قراءة وتدبرا وتجويدا وحفظا، وأيضا هي آلية من آليات التشجيع والتحفيز للأفراد، للتعاطي مع كتاب الله عز وجل والعناية به، «ونحاول تبسيط فروع المسابقة، لأن غرض المسابقة عندنا توثيق العلاقة أكثر بين القرآن الكريم وأكبر عدد ممكن من الناس». وأوضح حفيان في تصريح ل«التجديد» أن المسابقة التي وصلت نسختها السادسة خلال هذا الموسم، تتضمن ثلاث أقسام رئيسية، أولا قسم الحفظ، يبتدئ بعشرة أحزاب وينتهي بستين حزبا وثانيا قسم التجويد، وينقسم هو الآخر إلى قسمين، قسم خاص بالكبار وقسم خاص بالصغار، وثالثا قسم التدبر الذي ينقسم إلى فرعين قسم للتلاميذ، وقسم للكبار، وتمر بثلاث مراحل أساسية، أولا مرحلة الإعداد والتسجيل في بداية كل موسم دعوي، حيث يسجل الراغبين للانخراط في المسابقة والتباري فيها في مناطق الحركة وقطاعاتها، وتبدأ عملية تأطيرهم في مراكزنا القرآنية وفي جمعيات التابعة لنا وفي مقرات التوحيد والإصلاح، وفي شهر شعبان تكون المرحلة الثانية وهي مرحلة الإقصائيات وتكون على مستوى المناطق، وأخيرا مرحلة النهائيات وتكون على مستوى الجهة، في مقر عين السبع بالدار البيضاء، وغالبا ما تكون في الأسبوع الثاني من رمضان. وأفاد حفيان أن التسجيل في المسابقة يكون في بداية الموسم الدعوي أي في شهر أكتوبر، قائلا «أصبحت القضية عندنا نحن روتينية عادية، من يريد الانخراط يتسجل في مراكزنا القرآنية ويبدأ في الحفظ»، ومتوسط عدد المشاركين فيها حسب حفيان 100 مشارك ومشاركة، قائلا» في السنة الماضية وصلنا إلى رقم قياسي 142 مشارك ومشاركة، مضيفا أي كانت الزيادة في السنة الماضية بحوالي 40 في المائة من عدد المتنافسين والمشاركين، ونلاحظ أن مشاركة النساء أزيد وأكثر من مشاركة الذكور، وهذه ملاحظة عامة في كل الأنشطة التربوية والدعوية يكون النساء فيها أكثر من الذكور. في التدبر يقول حفيان وصلنا إلى 24 بحتا في فرع تدبر القرآن الكريم، وبهذا الرقم نكون قد حطمنا رقما قياسيا، عندنا يكون التدبر عبارة عن بحث حول أية قرآنية حددناها سلفا، ويكون موضوعه دعوي وتربوي وله علاقة بالحالة التي تعيشها الأمة، مثلا هذه السنة ارتأينا أن نخصص لموضوع التدبر «الاستبداد السياسي وأثره على الأمة»، هذا موضوع يمكن أن يقول فيه الإخوة كلمتهم، موضحا يقدم المشاركون بحوت من 5 صفحات إلى 15 صفحة، وتصحح من طرف لجن علمية اخترناها بمعايير دقيقة، ويستدعى المتفوقون للجن المناقشة التي تكون في النهائيات ويتوج اثنان إلى ثلاثة من الفائزين المستحقين للمراتب الأولى، مضيفا على كل حال المسابقة جيدة وممتازة، نحن ندفع إلى أن تكون المشاركة فيها أكبر وأرقى، لأن هذا هو الجانب التي تغفل عنه الأمة للأسف الشديد، جانب تدبر القرآن الكريم وتمثل قيمه ومعانيه. وبخصوص جوائز المسابقة أوضح حفيان أن كل فائز في الإقصائيات ترصد له جوائز في المناطق، والمناطق تخصص جوائز خاصة بها والجهة تخصص جوائز خاصة بها، «أعلى جائزة عندنا نحن هي جائزة حفظ القران الكريم كاملا، وفيها نخصص مصاريف عمرة كاملة للفائز الأول، وقيم الجوائز عندنا تترواح ما بين 7 ألف درهم إلى 12 ألف درهم، ونتوج الفائزين في حفل ختامي يكون في مركب ثقافي مفتوح نستدعي إليه بعض رجالات القرآن الكريم»، مضيفا وقد نكرم فيه أيضا بعض الشخصيات القرآنية، في السنة الماضية كرمنا الأخ أحمد القباج، وقدما له درعا هدية، تكريما لجهوده القرآنية ورعايته للقرآن، وقد اغتبط بهذا الأمر وشكر الإخوان على هذه الالتفاتة، ونحن سنتخذ هذه المسألة في كل حفل تتويج، نختار شخصية قرآنية ونكرمها إن شاء الله تعالى. عليلو: أضفنا في المسابقة فرعا للحفظ الكامل وآخر للتلاميذ أوضح محمد عليلو مسؤول جهة الشمال الغربي لحركة التوحيد والإصلاح أن الحركة أطلقت حملة العناية بالقران الكريم وهذه السنة وصلت المسابقة في حفظ وتجويد وتدبر القرآن الكريم إلى نسختها الثامنة، قائلا «وكان من بين أهدافها ربط أعضاء الحركة ومتعاطفيها بالقرآن الكريم حفظا وتدبرا وفهما، فانطلقت الحملة، ونحن مستمرون فيها»، وتهدف الحملة -حسب المتحدث- إلى تشجيع أعضاء الحركة ومتعاطفيها أساسا على حفظ القرآن الكريم والتعامل معه وتعلم قواعد تجويده. وأبرز عليلو في تصريح ل»التجديد» أن المسابقة المذكورة حققت تراكما مهما، قائلا «بدأنا بسورة البقرة، وهذه السنة وصلنا إلى سورة التوبة»، مبرزا أن المسابقة تتضمن أربعة فروع؛ الفرع الأول حفظ سور البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة، وشروط المشاركة تتجلى أولا في حفظ السور المذكورة كاملة، وثانيا ألا يكون المشارك من الحفاظ، وثالثا أن يجتهد المشارك في الأداء السليم للتلاوة، والفرع الثاني حفظ سورة التوبة وشروط المشاركة تكمن في حفظ السورة كاملة وألا يكون المشارك حافظا للسورة من قبل والاجتهاد في الأداء السليم للتلاوة، والفرع الثالث التجويد وشروط المشاركة فيه أن يحفظ المشارك من أول سورة التوبة إلى الآية 60 منها، ثانيا أن يكون متقنا لقواعد التجويد علما وأداء، والفرع الرابع التدبر وشروط المشاركة فيه، أولا أن يحفظ المشارك من أول سورة الأنفال إلى الآية 60، وثانيا أن يطلع على تفسير السور وأحكامها الفقهية من خلال المراجع التالية تفسير الحافظ بن كثير، في ظلال القران لسيد قطب، أحكام القران لابن العربي.. ويقول عليلو أنه خلال هذه السنة أضيف للمسابقة فرعين جديدين؛ فرع الحفظ الكامل للقرآن الكريم، وفرع حفظ 5 أحزاب الأخيرة خاص بالتلاميذ، مبرزا «لأننا لا حظنا أن النسخ السابقة من المسابقة تعرف إقبالا كثيفا للنساء والثلاميذ لذا ارتأينا أن نخصص فرعا خاصا بالثلاميذ أما النساء فهن يشاركن في كل الفروع المذكورة»، مذكرا أن المسابقة تتم عبر مرحلتين، الأولى تكون على مستوى كل مدينة وتشرف عليها مناطق الحركة، والفائزون على مستوى المدن يتأهلون إلى المرحلة الثانية التي تنظم على مستوى الجهة. وأفاد المتحدث أنه في السنة الماضية تم تسجيل تفاعل جيد لمناطق الحركة مع المسابقة، ويؤكد ذلك عدد المشاركين في المدن، حيث تقدم رجال ونساء كبار السن للمشاركة في هذه المسابقة في بعض المناطق، مبرزا أن المرحلة النهائية من المسابقة تنظمها الجهة كل سنة في مدينة، مثلا السنة الماضية نظمت في مدينة تمارة، موضحا أنها تشرف عليها لجنة من العلماء والأساتذة والقراء، يشرفون على الاختبار في الفترة الصباحية، وسيكون التتويج في حفل كبير في الفترة المسائية، يضيف المتحدث. هذا وتوجت حركة التوحيد والإصلاح جهة الشمال الغربي 12 فائزا في نهائيات مسابقتها الجهوية السنة الماضية، التي احتضنها مقر الحركة بتمارة، في حفل نظمته بقاعة النخيل، بحضور ساكنة تمارة ونخبة من الأئمة والعلماء، وبعض أعضاء المجتمع المدني، وقيادات التوحيد والإصلاح الجهوية والمحلية، وشارك فيها 44 مشاركا. وكرمت الحركة في ذات الحفل العلامة محمد اليوسفي عضو لجنة تحكيم المسابقة لإسهاماته المتميزة في خدمة كتاب الله تعالى بتمارة والنواحي من خلال خطبه ومحاضراته وحلقاته العلمية، كما تم الاحتفاء بامرأتين من العرائشوتمارة أتممن حفظ القرآن الكريم كاملا. رمال: المسابقة حلقة صغيرة من العناية بالقرآن الكريم قال أوس رمال مسؤول جهة القرويين الكبرى لحركة التوحيد والإصلاح إن مسابقة حفظ وتجويد وتدبر القرآن الكريم هي الحلقة الصغيرة والأخيرة من العناية بالقرآن الكريم، لأن القرآن الكريم يحظى بأكثر من المسابقة، وأوضح أن القرآن الكريم يستحق أن نعطيه أكثر من 15 دقيقة التي نخصصها له في مجالسنا التربوية، ويستحق منا عناية أكبر، لذا «أطلقنا مشروعا طبعنا فيه مصحفا أسميناه المصحف الميسر لحفظ القرآن الكريم، وهو مصحف فيه ست أجزاء كل جزء فيه عشرة أحزاب، ويوجد ثمن في كل صفحة، وهذا المصحف فدمنا معه دليلا أسميناه دليل ميسر لحفظ القرآن الكريم، وزعناه في الجهة كاملة، وهو عبارة عن معالم تساعد الناس على حفظ القران الكريم، بطرق معاصرة»، يضيف المتحدث. وأبرز رمال في تصريح ل «التجديد» أن الحركة بجهة القرويين أطلقت أيضا مشروعا حول مراجعة القرآن الكريم تذكرا واستظهارا وحفظا وتدبرا على مستوى الجهة كاملة، وقال إنهم لاحظوا خلال السنة الماضية تخرج أفواج من الحافظين والحافظات، ليسوا من الطلبة المتفرغين للقرآن الكريم، بل من عامة الناس مثل الأطباء والصيادلة والأساتذة، «اللذين يقولون عادة لم نكن نتصور أن تكون عندنا القدرة يوما على حفظ سورة واحدة من القرآن الكريم، لكن الله سبحانه وتعالى أعانهم لاستكمال حفظه»، مضيفا وشارك في هذه العملية الرجال والنساء، ووجدت صدى أكثر عند ربات البيوت، وعند النساء عموما أكثر من الرجال، ومنهم من تمكن من حفظ القرآن الكريم كاملا، وهناك من لم يتمكن من حفظه بعد، أكثر من هذا هؤلاء المشاركين في المشروع المذكور، جعلوا مجالس خاصة لتحفيظ القرآن الكريم وتدبر معانيه لأولادهم الصغار، الذين يبلغون 11إلى 14 سنة، ومنهم من حفظ 40 إلى 45 حزبا. وأفاد رمال أن المسابقة في حفظ وتجويد وتدبر القرآن الكريم، عادة تدرجها الحركة في برامج رمضان، موضحا أن المسابقة إما تجعل مسابقة جهوية، يكون فيها التباري على مستوى مناطق الجهة العشرة، كل منطقة تنجز مسابقتها، والفائزون على مستوى المناطق، هم الذين يستدعون لمقر الحركة بالجهة بفاس للتنافس وهي المرحلة النهائية على مستوى الجهة واختارنا أن تنظم في شهر رمضان لأنه مناسبة للاحتفاء بالقرآن الكريم، لكن في عموم الأحيان مثل السنة التي مضت لم تكن هناك مسابقة جهوية، واكتفت بعض المناطق بتنظيمها. وأشار رمال إلى أن المسابقة المذكورة تكون في البرنامج السنوي للحركة منذ انطلاق السنة، ومتوسط المشاركين فيها على مستوى المناطق حوالي 100 مشارك، وتنقسم إلى مسابقة خاصة بالحفظ، مسابقة خاصة بالنساء، مسابقة خاصة بحفظ 10 أجزاء و20 جزء، مسابقة خاصة بالتجويد، وأخرى خاصة بالتدبر. الغاتي: جهة الجنوب تنخرط في المسابقة لأول مرة قال عبد الرحيم الغاتي مسؤول جهة الجنوب إن الجهة لم يسبق لها أن نظمت مسابقة جهوية في حفظ وتجويد وتدبر القرآن الكريم، وتكتفي مناطق الجهة بتنظيمها، إلا أن مكتب الجهة قرر تنظيمها هذه السنة، وصادق على الورقة المؤطرة لها أول أمس السبت، وستوجه إلى كل المناطق بالجهة، مضيفا أن المسابقة ستستهدف أعضاء الحركة ومتعاطفيها الملتزمين في المجالسها التربوية. وأبرز الغاتي في تصريح ل«التجديد» أن مناطق الحركة بالجهة تنظم المسابقة كل سنة ومنها من وصل إلى النسخة الخامسة ومنها من وصل إلى النسخة الثالثة، ويتوج المشاركون في مسابقات المناطق في شهر رمضان المعظم، مفيدا أن بعض مناطق الحركة مثل منطقة اشتوكة آيت باها تعرف مسابقتها تميزا ملحوظا حيث تنظمها لفائدة عموم الناس وبتنسيق مع المجلس العلمي المحلي.