اللغة العربية أكثر أهمية من الفرنسية لتعليمها لأطفال المدارس، بهذه الجملة ابتدأت صحيفة «الأندبندنت» البريطانية عرضها لتقرير صادر مؤخرا عن المجلس الثقافي البريطاني نشرته في عددها ليوم أمس. وفي الوقت الذي تتعرض اللغة العربية في المغرب وبعض الدول العربية لتهجمات بين الحين والآخر لصالح اللغة الفرنسية أو حتى الدارجة؛ تتقدم العربية على الفرنسية بالنسبة لبريطانيا وتوجهها في تعليم الأطفال حيث تحتل مكانة استراتيجية وذلك وفق تقرير «لغات من أجل المستقبل» الذي أصدره المجلس الثقافي. التقرير الذي أشار إلى أن عدم قدرة بريطانيا على التحدث باللغات الأجنبية الأكثر أهمية يمكن أن يعرض مكانتها العالمية للخطر؛ صنف اللغات العشرة الأكثر أهمية في المستقبل حيث احتلت فيها العربية المرتبة الثانية بعد الإسبانية التي اعتبرها التقرير الأكثر أهمية لتعليمها للأطفال، فيما جاءت بعدها الفرنسية والصينية والألمانية و البرتغالية والإيطالية والروسية والتركية واليابانية. ووضع المركز الثقافي البريطاني اللغة العربية في وضع متقدم مقارنة باللغات الأخرى حتى تلك التي نافست الإنجليزية عالميا كالفرنسية والالمانية، حيث أشار التقرير إلى بروز العربية كواحدة من اللغات ذات الأولوية وهو ما أدى بالخارجية البريطانية إلى زيادة عدد الدبلوماسيين الذين تدربوا في اللغة العربية بنسبة 40 في المائة . وقال «جون وورن» مدير التخطيط في المجلس الثقافي البريطاني ، في تصريح ل»سكاي نيوز» إن المشكلة ليست في تعليم الفرنسية أو الإسبانية أو الألمانية التي تدرس على نطاق واسع؛ بل إن بريطانيا محتاجة إلى فتح أكبر الفرص ليتعلم الناس اللغات الجديدة مثل العربية واليابانية والصينية، مضيفا أنه «إذا لم نتحرك لمعالجة هذا النقص ، فسوف نخسر اقتصاديا و ثقافيا » وشدد المتحدث على أن «اللغات ليست قضية أكاديمية فقط؛ بل إنها طريقة عملية للحفاظ على فرص المملكة المتحدة في مجال الأعمال التجارية والثقافة والحياة جميعها» هذا وتطرح المسألة اللغوية بالمغرب جدلا متواصلا حول السياسة اللغوية وحضور العربية في التعليم والإدراة، في الوقت الذي ترتفع المطالب بوضع قوانين تنظيمية لتعزيز حضور العربية وإخراج مؤسسات حمايتها من قبيل أكاديمية محمد السادس للغة العربية.