في الوقت الذي يحتدم فيه النقاش حول جدوى اعتماد اللغة العربية الكلاسيكية في التدريس بالمغرب، وهو النقاش الذي أسال حبرا كثيرا وأخرج مُفكرين من مقابعهم، فإن بريطانيا، تبدو أنها تسير على عكس ما يجري بالمغرب. وفي هذا الصدد، أصدر "المجلس الثقافي البريطاني" (بريتش كاونسل) أخيرا، دراسة نشرتها صحيفة «اندبندانت»، تشير إلى أن العربية صارت واحدة من اللغات ذات الأولوية بالنسبة إلى وزارة الخارجية البريطانية، وتخطط لزيادة عدد ديبلوماسييها المتحدثين باللغة العربية بنسبة 40 في المئة. كما كشفت هذه الدراسة عن كون الطلاب في المدارس البريطانية يرون أن تعلم اللغة العربية أكثر أهمية من تعلم نظيرتها الفرنسية.
الدراسة أرجعت سبب اهتمام بريطانيا باللغة العربية، والاقبال المتزايد على تعلمها، إلى ظهور 6 بلدان تتحدث بالعربية ضمن أكبر أسواق التصدير إلى المملكة المتحدة، وتدرّ سنوياً على الاقتصاد البريطاني أكثر من 12 بليون جنيه إسترليني، أي ما يفوق قيمة صادرات المملكة المتحدة إلى إسبانيا أو الصين أو إيطاليا. وأضافت الدراسة أن 15 بالمائة من البريطانيين فقط يتحدثون باللغة الفرنسية بطلاقة، و6 بالمائة يتحدثون اللغة الألمانية، و4 بالمائة يتحدثون اللغة الإسبانية، و2 بالمائة يتحدثون اللغتين العربية والإيطالية، و1 في المائة يتحدثون لغات الماندرين والروسية واليابانية، وأقل من واحد في المائة اللغتين البرتغالية والتركية.