وصل أمس الاثنين الفوج الأول من الشباب الماليين الذين سيتلقون تكوينا في المغرب ليكونوا أئمة في مساجد جمهورية مالي، وينتظر التحاق الباقين بعد أسبوع، وقد جاء اختيارهم حسب بلاغ لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية نتيجة عمل السلطات المالية المكلفة بالشؤون الدينية وباستشارة تقنية مع خبرة مغربية. وأوضح ذات البلاغ أنه رغم أن الوقت المحدد للترشح كان قصيرا، فقد وردت على السلطات المالية المعنية أكثر من ثلاثمائة طلب لاختيار مائة، مبرزا أن معايير الاختيار الذي جرت جلساته في الأيام العشرة الأخيرة من شهر أكتوبر على نفس المعايير المطبقة في المغرب، هي المستوى في اللغة العربية ودرجة حفظ القرآن الكريم والإلمام بمبادئ الثقافة الشرعية، مضيفا أن المسؤولين في مالي راعوا معايير محلية وقرروا على الخصوص أن يكون ضمن هذا الفوج أئمة عاملين في المساجد وشباب لم تسبق لهم مزاولة الإمامة. وبخصوص المضمون العلمي للتكوين، أفاد البلاغ أن وزارة الأوقاف أعدت بصدده مشروع برنامج أبلغته للجانب المالي ووافق عليه، ويركز على دراسة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والضروري من العلوم الشرعية واللغة العربية ومهام الإمامة وشروطها في سياق الثوابت الدينية في جمهورية مالي ومن جملتها التدريب على أساليب التبليغ باللغات المستعملة في مالي، كما يتضمن البرنامج دروسا في تاريخ مالي وجغرافيتها ومؤسساتها بالإضافة إلى تاريخ الإسلام والعالم، ودروسا في حقوق الإنسان والصحة العقلية والإعلام وحساب الفلك. ويتبين من هذا البرنامج أن جانبا من الدروس سيستدعي حضورا بيداغوجيا بتأطير مالي. هذا وتم مساء السبت المنصرم بدار المغرب في باماكو تنظيم حفل على شرف المجموعة الأولى من الأئمة الماليين الذين تم اختيارهم للشروع في تكوين على مدى سنتين في المغرب، وجرى الحفل بحضور سفير المغرب في مالي، حسن الناصري، والوزير الأمين العام للرئاسة المالية، توماني دجيمي ديالو، وكذا مسؤولين ماليين بوزارات الشؤون الدينية والإدارة الترابية وعلماء من مالي وممثلين للجالية المغربية المقيمة في هذا البلد. وفي ذات الحفل أشاد ديالو، بعمق العلاقات بين البلدين «اللذين يربط بينهما تاريخ مشترك»، مشيرا إلى أنه «ليس من الممكن إثارة تاريخ المغرب دون الحديث عن مالي، وبالطريقة نفسها، لا يمكن الحديث عن مالي دون الإشارة إلى المغرب». يذكر أن الملك محمد السادس كان قد أعلن في خطابه في حفل تنصيب الرئيس المالي الجديد عن قرار المملكة المغربية الاستجابة لطلب رئاسة جمهورية مالي المتمثل في تكوين خمسمائة إمام في خمس دورات مدة كل دورة سنتان.