على إثر وصول أول فوج من الأئمة الماليين إلى المغرب أمس الإثنين، أكدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أنها عملت، منذ الخطاب الملكي في حفل تنصيب الرئيس المالي الجديد، على التحضير لمتطلبات تكوين الأئمة الماليين بالمغرب على المستويين اللوجيستي والبيداغوجي. وأوضحت الوزارة، في بلاغ بالمناسبة، أنه على المستوى اللوجيستي تجري تهيئة مركز للتكوين والإيواء بحي الرياض، أما على مستوى المضمون العلمي فقد أعدت الوزارة مشروع برنامج يرتكز على دراسة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والعلوم الشرعية واللغة العربية ومهام الإمامة وشروطها في سياق الثوابت الدينية في جمهورية مالي، ومن بينها التدريب على أساليب التبليغ باللغات المستعملة في مالي. كما يتضمن البرنامج، حسب المصدر ذاته، دروسا في تاريخ مالي وجغرافيتها ومؤسساتها، بالإضافة إلى تاريخ الإسلام والعالم ودروسا في حقوق الإنسان والصحة العقلية والإعلام وحساب الفلك، مضيفا أن جانبا من الدروس سيستدعي حضورا بيداغوجيا بتأطير مالي. يذكر أن الملك محمد السادس كان قد أعلن في خطابه في حفل تنصيب الرئيس المالي الجديد، خلال شتنبر الماضي، عن قرار المملكة المغربية الاستجابة لطلب رئاسة جمهورية مالي المتمثل في تكوين خمسمائة إمام على مدى خمس دورات مدة كل واحدة سنتان، مشيرة إلى أن هذا الإعلان لقي صدى شعبيا واسعا في مالي ووقع عميق في مجموع بلدان إفريقيا الغربية باعتباره بادرة تعاون في مجال حيوي غير مسبوق. وأبرزت الوزارة أن التعليمات الملكية تقتضي توفير الظروف المالية والمعنوية للأئمة الماليين من أجل تكوين جدي ومريح، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يتم تكوين الأئمة الماليين الخمسمائة على مدى ست سنوات. ويتكون الفوج الأول من 90 مرشحا من أصل 102 ، و ينتظر التحاق الباقين بعد أسبوع. وكانت السلطات المالية المكلفة بالشؤون الدينية قد قامت باختيار المترشحين باستشارة تقنية مع خبراء مغاربة . وحسب المصدر ذاته فإنه سيتم تكوين الأئمة الماليين بالرباط بصفة مؤقتة، لأن التعليمات السامية لصاحب الجلالة تقضي بناء مقر لهذا التكوين والتكوينات المشابهة في مدينة فاس في أقرب وقت ممكن. وسيقوم الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الدينية في حكومة مالي السيد ثييرنو عمر أمادور هاس ديالو، الذي يزور المغرب حاليا، بالتوقيع على اتفاق تعاون مع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ، كما سيترأس الوزيران حفل استقبال الأئمة الماليين بعد ظهر اليوم الاثنين بالمقر الجديد لمؤسسة دار الحديث الحسنية.