كشفت إحصائيات جديدة عن الصحة النفسية والعقلية بجهة البيضاء أن مليون بيضاوي يعانون اضطرابات نفسية وعقلية، وأكدت أن حوالي 3000 مختلا عقليا يجوبون شوارع العاصمة الاقتصادية بدون مأوى تحت حر الشمس وبرد الشتاء. وحسب ذات الإحصائيات التي أوردتها دراسة لمجلس مدينة البيضاء حصلت «التجديد» على نسخة منها، أنه على مستوى جهة الدارالبيضاء الكبرى يوجد أزيد من 9560 شخص بدون مأوى يشكلون 95 في المائة من مرضى الحالات العقلية والنفسية بالجهة. كما كشفت الإحصائيات عن ضعف كبير في الموارد البشرية بالجهة، وأكدت وجود أخصائي واحد في الأمراض العقلية والنفسية لكل 144 ألف بيضاوي، وممرض واحد لكل 42 ألف مواطن بيضاوي، في حين أن المعايير الموصى بها دوليا هي طبيب واحد أخصائي للأمراض العقلية والنفسية لكل 100 ألف مواطن، وممرض واحد لكل 33 ألف مواطن. وشددت الدراسة أن الخدمات الصحية في مجال الأمراض العقلية لا تتناسب وحاجيات المواطنين، موضحة أن المرافق الصحية بالجهة لا تتوفر إلا على 393 سريرا (سرير لكل 14 ألف بيضاوي)، مما يبرز بجلاء، حسب نفس المصدر، النقص الحاد على مستوى إيواء المرضى على اعتبار أن المعدل الطبيعي هو سرير لكل 10 آلاف مواطن، واستنتجت الدراسة حرمان حوالي 4 آلاف مريض من العلاج. وبلغ عدد المستفيدين من العلاج داخل المستشفيات خلال سنة 2012 حوالي 1597 مريض عقلي في حين حرم على حوالي 33 ألف مريض بيضاوي من العلاج، حسب نفس الدراسة. من جهة أخرى، كشفت الدراسة ذاتها عن الخصاص الذي تعرفه القدرة السريرية للأشخاص المدمنين، حيث يتوفر المستشفى الجامعي ابن رشد على 10 أسرة فقط لعلاج الأشخاص الذين يعانون من الإدمان، في حين لا تستغل بعض الوحدات الصحية لانعدام الموارد البشرية مثل مصلحة الأمراض العقلية والنفسية بمستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي التي تتوفر على 30 سريرا غير أنها غير مستغلة، كما يوجد مركز لعلاج الإدمان بالمركز الصحي بوسمارة غير مستغل أيضا لنفس السبب، ناهيك عن النقص الحتد في الوحدات الإدماجية للإدمان والطب النفسي للأطفال. وأظهرت المعطيات تفاوتات في التقسيم الجغرافي لتقديم العلاجات، حيث تتوفر جهة البيضاء على 3 عمالات- مقاطعات تتوفر على أسرة للأمراض العقلية والنفسية بالمستشفيات، في حين لايتوفر إقليم مديونة النواصر وعمالة مقاطعات الفداء على أي خدمات في هذا المجال. وأشارت الدراسة إلى معدل الانتكاسات التي يتعرض لها المصابون بالأمراض العقلية والنفسية، موضحة أن معدل الانتكاسات مرتفع (بمعدل 4 مرات) مما يوضح مدى انقطاع المرضى في مواصلة العلاج. يذكر أن مجلس جهة الدارالبيضاء الكبرى، أعطى موافقته خلال الدورة العادية لشهر شتنبر، على مشروع اتفاقية إطار للشراكة من أجل تحسين الخدمات الصحية في مجال الصحة العقلية والنفسية بالجهة ، التي تهدف إلى تأهيل الموارد المتوفرة ودعمها بموارد إضافية من أجل تحسين الخدمات الصحية المقدمة في مجال الأمراض العقلية والنفسية. وتهم على الخصوص إحداث مستشفى للأمراض النفسية بالمركز الاستشفائي ابن رشد، وتوسيع مركز الطب النفسي بتيط مليل، وإحداث مركز صحي اجتماعي للأمراض النفسية بعمالة مقاطعات مولاي رشيد، وإحداث وحدتين لتشخيص وعلاج الأمراض العقلية والنفسية بإقليمي النواصر ومديونة، وبناء وحدة لعلاج الإدمان بعمالة مقاطعات البرنوصي، وإعادة تهيئة ثمان وحدات علاجية للطب النفسي. ويقدر المبلغ الإجمالي المرصود لهذا المشروع، الذي يمتد إنجازه ما بين 2013-2016، ب103 مليون درهم و900 ألف، ستساهم فيها على الخصوص كل من وزارة الصحة، ومجلس جهة الدارالبيضاء الكبرى، ومجلس الجماعة الحضرية للعاصمة الاقتصادية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.