طبعا لا نتحدث هنا عن «المهدي المنتظر»، فالله أدرى بمصيره، لكني أقصد المدرب التاريخي لمنتخبنا الوطني لكرة القدم إنه الراحل المايسترو المحترم المهدي فاريا الذي غيبه الإعلام المغربي لأزيد من27 سنة قبل أن يغببه قدره المحتوم، لقد حقق هذا الرجل ما عجز عنه العشرات من المدربين مغاربة وأجانب. ومن منا لا يتذكر إنجاز 1986 عندما تأهلنا للدور الثاني في كأس العالم بالمكسيك وهزمنا منتخب البرتغال بثلاثية. لقد مات الرجل في صمت بعد معاناته مع المرض، لا اعتراض على قدر الله فكل نفس ذائقة الموت، لكن يحز في النفس نكران الجميل من المسؤولين المغاربة وعدم تكريم الرجل في حياته. إن التلفزة وخاصة عندما تستقبل في برامجها الرياضية كل من هب ودب وهناك بعض النكرات استوطنت هذه البرامج وعششت فيها ثم يغيب رموز، من طينة المهدي فاريا الذي أحب هذه البلاد بصدق وأسلم فيها ولم يغادرها كما فعل الكثير بمجرد أن تمتلئ حقائبهم بالذهب وتنتفخ أرصدتهم «كيضربوها بسلتة» ولا يلتفتون. أما صاحبنا فقد بقي في هذا البلد إلى أن دفن بترابه كما أوصى، فالله وحده سيجازيه عن إخلاصه في عمله، فبفضله أصبح المغرب أول دولة في إفريقيا وآسيا تتأهل للدور الثاني في المونديال وبذلك كسر هذا الحاجز النفسي ثم بعده تأهلت دول إفريقية كالكاميرون ونيجيريا. المهم إن خصلة الوفاء من شيم العظماء، إن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان يكرم صويحبات خديجة رضي الله عنها بعد وفاتها، إنها قمة الوفاء، ولكم مثل من الحاضر فبادو الزاكي حارس عرين الأسود في مونديال 1986 عندما كانوا أسودا بصح أما اليوم فهم مجرد بطاين للأسود محشوة بالحلفاء يتسلى بها الصغار، فصاحبنا الزاكي لعب حارس مرمى لفريق «مايوركا» الإسباني وإكراما له قام هذا الأخير بصنع ثمثال لبادو من البرونز، وعندما تكون مناسبة ما يستدعي الفريق الزاكي. فبالله عليكم كم من مناسبة استدعي إليها المرحوم المهدي؟ الله يهدينا ويهديكم أو خلاص. أتوجه هنا إلى الإعلام الرياضي ليتدارك ما فات ولو بشكل نسبي فيبث مباراة البرتغال و المغرب التي انتصر فيها المغرب بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد وذلك إكراما لهذا المدرب الذي نتذكره اليوم بحصرة كبيرة، خاصة أن الكرة المغربية في الحضيض بسبب السياسات الفاشلة لبعض المتطفلين على الميدان الذين يعتبرون جامعة كرة القدم مجرد بقرة حلوب، والكل يتذكر سيناريو اختيار المدرب الوطني بعد فشل المدرب الأجنبي السابق، لقد كان الشعب يريد بادو الزاكي الذي حقق مع الفريق الوطني إنجازا هاما في تونس حيث وصل إلى النهاية، ويعد هذا عربون على جديته في العمل، لكن ومع الأسف كان الاختيار ضعيفا والنتيجة بادية للمغاربة إقصاء تلوى الآخر ونمني النفس بأمل كاذب، بصراحة فأنا مع عودة الزاكي لتدريب الفريق الوطني هذا إن كنا جادين فعلا في إعادة هيبة الكرة المغربية، صدقوني إن بقينا على هدا المنوال فلن نتأهل مستقبلا حتى لكأس إفريقية ناهيك عن كأس العالم، ولكم اقتراح آخر يريحنا ويريحكم فلتقم جامعة كرة القدم بتوزيع الملاعب المعشوشبة على صغار الفلاحين لتسمين الخرفان من سلالت الصردي والدمان، ثم ندمج الرياضة في الفلاحة أومريضنا ما عندو باس، وهكذا نقلص من عدد الحقائب الوزارية. إن الإعلام لابد أن يلتفت إلى المخلصين الذين قدموا للبلاد الكثير وقدموا تضحيات كبيرة سواء في الرياضة أو في ميادين أخرى كقدماء المحاربين وجيش التحرير حتى لا نفاجأ بموتهم ثم نسارع لدفنهم. وابالمعطي أش ظهرليك في هاد الناس؟ أنا ولدي إكرموني وأنا حي إلى مت إيعاودو لمخاخهم .