أكد السفير الألماني بالمغرب أن التفكير في حل عسكري للأزمة العراقية لن يزيد الأمور إلا تعقيدا. وأضاف"رولان موخ" في حوار مع "التجديد" سننشره قريبا أن ألمانيا ومعها دولة فرنسا يؤكدان أن طرق الحل الديبلوماسي لإيجاد مخرج للقضية العراقية مازالت لم تستنفذ بعد، وعليه فلابد من تعزيز دور المفتشين وتمكينهم من الآليات الضرورية لعملهم بدل التفكير في العمل العسكري. وقال السفير إن دولة ألمانيا الفدرالية لا ترى في الوقت الحالي ضرورة لاستصدار قرار أممي جديد بخصوص الأزمة العراقية بدل القرار رقم 1414 مبرزا بأن هذا القرار لم يصبح بعد متجاوزا، وبالتالي ما يزال صالحا للتعامل مع الملف العراقي. وذكر السفير الألماني أن نتائج حرب تشن ضد العراق ستكون تداعياتها خطيرة بحيث يصعب معها وضع تصور واضح حول نتائجها المحتملة سواء على المنطقة أو على العالم أجمع، مضيفا بأنه لهذا السبب تدعو ألمانيا الفدرالية إلى تقوية دور المفتشين في العراق. وحول هذا الموقف الفرنسي الألماني الرافض لشن الحرب في الوقت الحالي والذي أثار إعجاب العديد من الدول وخاصة منها الدول العربية, قال إن ألمانياوفرنسا اتخذتا قرارهما ذاك ليس لإرضاء أي كان، وإنما انطلاقا من اقتناعهما بأن الحرب في الوقت الحالي ليست ضرورية. وذكر أنه من الطبيعي أن يخرج الناس في مظاهرات حاشدة ضد الحرب على العراق، لأن الناس بطبيعتهم يخافون من الحرب بشتى أشكالها. وأشار إلى أن هذه المظاهرات تدل على وجود اختلاف بين الحكومات وشعوبها، وهذا أمر طبيعي يحدث حتى في بعض القضايا الداخلية. وأكد السفير الألماني أن المشكل لا يكمن في هذا الاختلاف بقدر ما يكمن في مدى قدرة الحكومات على استيعاب هذا الاختلاف. وحول المقارنة بين التعامل الدولي غير العادل مع أسلحة العراق وأسلحة الدمار الشامل في"إسرائيل" قال سفير ألمانيا بالرباط إنه ليس متأكدا من وجود أسلحة نووية لدى "إسرائيل"، مبرزا أن "الحكومة الإسرائيلية لم تستخدم الأسلحة الموجودة لديها ضد جيرانها" عكس ما فعله العراق. وأوضح من جهة أخرى أن "إسرائيل" تقبل بمراقبة دورية للأسلحة التي تتوفر عليها عكس العراق الذي يرفض التعاون الكامل مع المفتشين الدوليين. وذكر السفير الألماني أن أوروبا لم تزل بعد بعيدة عن اتخاذ قرار سياسي موحد، عكس مواقفها القوية المشتركة في المجالات الاقتصادية الأخرى. وأشار إلى أن "التلاسن" الذي وقع بين بعض المسؤولين السياسيين الأمريكيين وبعض نظرائهم الأوروبيين بخصوص الأزمة العراقية كان منطلقه بعض النزعات الشعورية والنفسية التي تولدت عن اختلاف وجهات النظر بخصوص العراق، موضحا بأن هذه النزعات الشعورية لا تصلح لأن تكون قاعدة للعمل السياسي بصفة عامة. يذكر أن السفير الألماني سبق أن شغل منصب ممثل ألمانيا بمقر الأممالمتحدة "بجنيف" ما بين عامي1975 و1979 ومنصب مدير ملحق بقسم التعاون السياسي الأوروبي بوزارة الخارجية ما بين 1988 و 1992، بحيث شارك في مفاوضات إنشاء الاتحاد الأوروبي خلال ما عرف بمعاهدة "ماسترييخت". كما شغل منصب ممثل الفدرالية الألمانية لدى مجلس الاتحاد الأوروبي ببروكسيل ما بين عامي 1992 و1995. ويشغل في الوقت الحالي سفيرا فوق العادة لدولة ألمانيا بالرباط. أحمد حموش