لم يستح رئيس الوداد الرياضي حين وصف حملة الأقلام بصحافة "العيد الكبير" ولم يفقد جرأته و"شجاعته" في كيل الاتهامات لكل من يخالفوه الرأي، ورغم أن سيادته يؤكد في كل مرة أنه يرفض إعطاء التصريحات والحوارات لمن يطلب منه ذلك، فإنه لم يتورع في تخصيص جريدة أسبوعية متخصصة بصفحتين كاملتين، لقول كل ما يريد حتى وإن كان من قبيل المهاترات والكلام الزائف البعيد عن الحقيقة. ففي هذا الحوار المثير للكثير من التساؤلات تحدث الدوبلالي عن علاقته باللاعبين والجمهور، وعن أزمته المالية التي لا تنتهي ولم ينس نصيب جامعة كرة القدم وربيبتها، كما لم ينس المدرب أوسكار الذي قال في حقه أن التعامل معه صعب، وقال الدوبلالي: "إن التعامل مع المدرب أوسكار يتطلب التوفر على أعصاب من حديد" ولم يخجل الدوبلالي من سرد الأرقام والمبالغ التي طالب بها أوسكار والتي وصلت في المجموع إلى 200 مليون سنتيم زائد 110 مليون سنتيم قيمة العقد، في وقت يتحدث الدوبلالي عن أزمة مالية قد تعصف بالفريق، بل إن أوسكار عين من قبل رئيس الوداد الذي يوزع المناصب بسخاء كوكيل عام للفريق، وهو ما يعني مزيد من الأموال يسحبها المدرب الأرجنتيني من رصيد فريق أنهكه الفقر. ومن ضمن ما قاله الدوبلالي أنه مستعد للرحيل لو طلب منه ذلك، وهذا كلام يردده الرئيس بمناسبة وبغير مناسبة، بل إنه في آخر جمع للفريق حلف بكل الأيمان أنه لن يعود وما أن انتهى الجمع حتى اعتلى كرسي الرئاسة وسط مكتب صنعه بنفسه، ليظل كما كان يصدر الأوامر ويعطي التعليمات ويكيل الاتهامات لكل من يعارضه، أما الحساب فإنه أثقل مما يعتقد الدوبلالي، لأن الأمر لا يهم فقط أموالا بدرت ومداخيل صرفت بغيرحساب، ولكن المسألة أعقد من ذلك لأنه تاريخ فريق كامل أنهكه المرض، واعترت جسده كل الفيروسات ليفقد مناعته، لن نحاسب الدوبلالي فقط على ما صرفه من أموال، ولكن أيضا على ما فعله بتاريخ الوداد الذي صنعه الرجال في وقت عصيب من تاريخ هذه الأمة. لقد نعت الدوبلالي رجال الأقلام بصحافة العيد الكبير، لأن فيهم من رفع سيف الحق ليقول له بأنك أخطأت في حق الوداد، ولأن فيهم من صرخ في وجهه ليتقي الله في هذا الفريق. وأكيد أن الصحافة الوطنية ليست كلها سيف حق، ولكن حين يعمم رئيس الوداد اتهاماته ويوزعها هكذا جزافا فإنه من حقنا أن نطالبه بالحساب، وإذا كانت لديه الجرأة والشجاعة فليسم الأشياء بمسمياتها، ويقول لنا من هم أولئك الذين يقفون على أعتاب مركب محمد بنجلون ليأخذوا أضحية العيد. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الفتنة نار خامدة لعن الله موقدها". محمد والي