في جو صاخب وفوضوي عقدت عصبة الشاوية لكرة السلة جمعا عاما استثنائيا عقب استقالة الرئيس السابق خالد تاج الدين، ولعل أهم ما ميز هذا الجمع الذي احتضنته قاعة عبد الصمد الكنفاوي، الكلام الساقط والسب والشتم الذي تعرضت له بعض فعاليات العصبة بما فيها الرئيس السابق وأعضاء المكتب الجامعي، وحضر للسهر على الجمع كلا من السيد بن الطالب وياسين بنجلون عن الجامعة إضافة إلى ممثل الوزارة الوصية. في البداية استعرض ممثل الجامعة المرشحين للرئاسة ومدى استيفائهم للشروط المنصوص عليها في قوانين الجامعة، وبعد انسحاب الزنيدي احتجاجا على إلغاء ترشيح الرئيس السابق لم يبق غير اسمين وهما صفوان إدريس والكدالي عباس الذي فاز بكرسي الرئاسة بالأغلبية. وبالعودة إلى ما راج في الجمع فإننا نؤكد أن الأجواء لم تكن مطمئنة، حيث ظهر انشقاق بين الأندية، التي كانت تطالب بالتغيير، خاصة بعد سنوات القمع على عهد الرئيس تاج الدين الذي أعلن استقالته احتجاجا على ما أسماها خروقات وتجاوزات المكتب الجامعي، وكان ذلك في لقاء لم الشمل الذي تم بحضور بعض ممثلي الصحافة الوطنية بقاعة لارام، ومعلوم أن الرئيس المستقيل لم يمض على ولايته الثانية سوى شهرين بل ولم يعين حتى مكتبه المسير.. مما يؤكد طبيعة الأجواء التي تميز عصبة الشاوية. لقد أكد عدد من الحاضرين على أن ما تعيشه العصبة اليوم ماهو إلا نتاج للأسلوب السلطوي الذي فرضه السيد تاج الدين الذي همش الأندية وفرض عليها الخضوع لقراراته، وبعد أن كانت الشاوية تشكل أم العصب تراجعت إلى الوراء، ومن بين النقط التي أشعلت الصراع داخل قاعة عبد الصمد الكنفاوي عملية انتخاب الرئيس، حيث اقترح بعض رؤساء الأندية (إبراهيم الكرش) تقديم برنامج الرئيس المقترح ليعرف المسؤولون الخطوط العريضة وما يريد إضافته لهذه العصبة، اقتراح لم يلق أي ترحيب، حيث أبرز بعض المتدخلين (عدد منهم لا يمثل أي نادي وحضر كمتتبع فقط) أن الجمع الاستثنائي يفترض انتخاب الرئيس وأعضاء المكتب المسير، وفي هذا السياق تدخل ممثل الوزارة الوصية الذي اقترح جلوس المرشحين إلى طاولة الحوار، ومحاولة إيجاد طريقة لتنازل أحدهما للآخر، اقتراح أصاب البعض بالسعار لتتحول القاعة إلى سوق أسبوعي، إذ أكد مسؤولو الأندية رفضهم لما جاء به ممثل سلطة الوصاية، لأن الرئيس يجب أن تختاره الأندية وذلك عبر صناديق الاقتراع. وهكذا في جو من الفوضى وتبادل الاتهامات والسب والشتم انتخب رئيس عصبة الشاوية لكرة السلة الذي اعترض عليه عدد من الحاضرين، بل إن أحدهم أكد أنه بصعود السيد الكدالي إلى الرئاسة تراجعت سلة الشاوية عشرين سنة إلى الوراء، وجدير بالذكر أن بعض الحاضرين كانوا في حالة سكر طافح، مما جعلهم يتفوهون بكلام غير مسؤول، وحولوا القاعة إلى فضاء لقول أي شيء، وللأسف الشديد فإن من أوكلت لهم مهمة تسيير الجمع لم ينجحوا في فرض الانضباط وعجزوا عن منع بعض الأشخاص غير المعنيين. ياسين بنجلون: نائب رئيس جامعة كرة السلة ورئيس الوداد:ما يحدث الآن بعصبة الشاوية تتحمل مسؤوليته الأندية البيضاوية أكد السيد بنجلون التويمي عقب الجمع العام الاستثنائي، أنهم حاولوا إعطاء الفرصة للأندية قصد التعبير عن مشاغلهم وما ينتظرونه من الرئيس الجديد، وتمنى أن يكون الجمع بداية حقيقية نحو انطلاق العصبة من جديد واستعادة أمجادها الغابرة، وعن عدم ترشيحه لرئاسة العصبة قال رئيس الوداد الرياضي إنه لا يرغب في احتكار المسؤولية، فهو إضافة إلى رئاسته للوداد نائب لرئيس الجامعة، مما يعني عدم إمكانية رئاسة العصبة وقال في هذا الصدد: "لست متخوفا من تحمل المسؤولية، ولكن لا أريد الكذب على فرق الدارالبيضاء، أو الكذب على نفسي... كما لا أرغب في مضاعفة مهامي، لأنني لن أفيد أحدا... وأضاف أن رئاسة عصبة الشاوية هو شرف لكل شخص. وبخصوص فترة الرئيس السابق أوضح السيد بنجلون، أنه رغم كون السيد خالد تاج الدين عضوا بالوداد، فلم يكن مسؤولو الوداد يرضون بالضرر، وكلما حل بهم ضرر كانوا يطرحونه دون خوف من أحد، وأوضح أن الأندية كان عليها المطالبة بحقوقها بدل الوقوف خلف الستار، وأشار إلى أن الأندية ساهمت بشكل كبير في وصول الأمور إلى الباب المسدود، وعن الخلل الذي تعاني منه العصبة أوضح أن ذلك يعود إلى الصراع بين بعض الأشخاص، وغياب الحوار والتواصل بين الفرقاء، وإرادة الأشخاص كانت دائما تغلب على إرادة الأندية، وحول الاتهامات التي تفوه بها بعض الحاضرين، وخاصة في الجانب المادي، أكد أن ذلك كان يجب أن يتم حين تقديم التقريرين الأدبي والمالي بحضور الرئيس السابق، فكيف وافقوا على التقريرين وصادقوا بالاجماع واليوم يتحدثون عن الاختلاسات؟!