يعتبر الدين الإسلامي حسب إحصائيات ودراسات مستقبلية توقعية من الديانات الأكثر انتشارا في العالم، ويرجع البعض ذلك إلى نظرة الإسلام إلى حياة الإنسان ودعوته إلى التكاثر والإبقاء على الجنس الإنساني، فيما يرجع البعض الآخر ذلك إلى كثرة الإقبال على هذا الدين من جميع سكان العالم، بسبب تلاؤمه مع الفطرة الإنسانية وقدرته على إسعاد الإنسانية وتناغمه مع العصر، ويلاحظ بعض المتتبعين أن هذا الأمر هو تجسيد عملي لقوله تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا). وتشير مجموعة من التوقعات المستقبلية بأن ما بين سنة 2025 و2050 ستكون مرحلة تحول كبير في تاريخ الإسلام خصوصا في الدول الأوربية سيتضاعف فيها عدد المسلمين. في هذه النافذة من صفحات «التجديد» نتوقف عند الإحصائيات المختلفة المتوفرة حول انتشار الإسلام في صفوف غير المسلمين، والأسباب الدافعة لهذا الإقبال على هذا الدين، وتوقعات الخبراء في علم الأديان لانتشار هذا الدين. النمو السنوي للمسلمين في العالم (6,4 %) بلغت نسبة النمو السنوي للمسلمين في العالم (6,4 %)، في إحصائيَّة لدى الأممالمتحدة، بينما نسبة النمو السنوي للنصارى (1 %)، واعتبر ذلك دليلا على أنَّ دين الإسلام من أكبر الديانات انتشارا في العالم، في وقت توجد فيه أكثر من 4200 نِحلَة ومِلَّة. وحسب دراسة تحليلية بعنوان: (أسرار انتشار الإسلام في العَالَم مع اشتداد الهجمات عليه) نشرت في موقع «صيد الفوائد» أصبح الدين الإسلامي هو الديانة الثانية في إسبانياوفرنسا وبريطانيا..، وأن 20 ألف أمريكي يدخلون الإسلام سنويًّا، وأنَّ 25 ألف بريطاني يعتنقون الإسلام كل عام، استنادا إلى قول رئيس المركز الإسلامي هنالك، بينما أكدت الدراسة أن عدد المسلمين بالولاياتالمتحدةالأمريكية تجاوز ستة ملايين مسلم ليصبح الإسلام أحد أكبر الديانات الخمس بالولاياتالمتحدةالأمريكية. توقعات ببلوغ 2,2 مليار مسلم بحلول عام 2030 وكان تقرير لمؤسسة «بيو» لأبحاث الأديان حول «خريطة السكان المسلمين حول العالم: توقعات بين عامي (2010 و2030)»، قدَّر باستخدام الطرق الديموغرافية القياسية أن يَزداد عدد السكان المسلمين في العالم بمعدل 35 في المائة في العشرين سنة القادمة، مرتفعًا بذلك من 1,6 مليار مسلم في عام 2010 إلى 2,2 مليار مسلم بحلول عام 2030، وذلك وَفقًا للتوقُّعات السكانية. وكشفت الدراسة استنادا إلى تقرير لمجلة «دير شبيجل» الألمانية اعتمدت فيه على دراسة أجراها مركز المحفوظات الإسلامية بمدينة «سويست» تؤكد أنه ما بين يوليو 2004 ويونيو 2005 تحول ما يقرب من 4 آلاف مواطن ألماني إلى الإسلام أي ما يعادل أربع مرات زيادة عن عام 2003. في عام 2040 سيكون المسلمون هم الأكثريَّة في أوروبا وأظهرت الدراسة، أن الإحصاءات تتحدث عن أنَّ ثلث الشعب الهولندي سيصبح مسلماً بعد مرور عشرة أعوام كما تحدَّثت بذلك بعض الدراسات المستقبليَّة التي تقيس الحاضر بمستقبله. موضحة أن تقريرا أعده المركز الإسلامي في العاصمة السويدية استوكهولم أعلن أن الإسلام أصبح يحتل المرتبة الثانية في السويد بعد الدين المسيحي وهو ما حدا بالحكومة السويدية إلى الاعتراف به وتدريسه في المدارس الحكومية هناك جنباً إلى جنب مع الديانة المسيحية، وأن هناك مساع حثيثة لترسيخ فكرة إنشاء كليات ومعاهد خاصة بالدراسات الإسلامية في السويد. وبينت الدراسة أنَّ 3600 شخص يعتنقون الإسلام سنوياً في فرنسا، وأن المسلمين الفرنسيين أكثر التزاماً وذلك استنادا على دراسة أعدتها وزارة الداخلية الفرنسية، توضح أن الجريمة تندر في أوساطهم وتشير الإحصائيات أن بفرنسا 2300 مسجد و7 ملايين مسلم ليصبح الإسلام الدين الثاني بعد المسيحية بفرنسا، مضيفة أن توقعات تؤكد أن المسلمين سيمثِّلون ربع سكان فرنسا بحلول عام 2025، بينما تشير تلك التوقعات أنهم سيمثلون 20 % من سكان أوروبا عام 2050، وإحصاءات أخرى ترى أنَّه في عام 2040 سيكون المسلمون هم الأكثريَّة في أوروبا. وأظهرت الدراسة أن أكثر من مليون ومائتي ألف أجنبي أشهروا إسلامهم خلال الأعوام العشرة الأخيرة طبقا لإحصائية أصدرها الأزهر الشريف في وقت سابق، مشيراً إلى أن الغالبية العظمى من المسلمين الجدد هي من أوروبا الشرقية وفي المركز الثاني الولاياتالمتحدةالأمريكية ثم أمريكا الجنوبية ثم دول شرق آسيا ثم إفريقيا، حسب ما أشار إليه رئيس لجنة إشهار الإسلام بمشيخة الأزهر. خصائص للإسلام تميزه عن غيره يرى علي بنبريك أستاذ التعليم العالي بشعبة الدراسات الإسلامية بجامعة ابن زهر، أن للإسلام خصائص تميزه عن الأديان الأخرى وتعطي له قوة دفع للانتشار في الناس، ومنها أنه دين يسر ودين وسطية ودين فطرة، مضيفا أن من خصائص هذا الدين الأخرى التي تميزه هو أن الله سبحانه وتعالى رفع عن هذه الأمة الإصر والأغلال التي كانت على الأمم السابقة، خصوصا على مستوى التشريع، موضحا في تصريح ل»التجديد» أن بعض الأمم شددت عليها التشريعات، لكن لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم رفع الإصر والأغلال عن هذه الأمة، لذلك نجد أن الإسلام يعرف انتشارا رغم الحصار التاريخي الذي يتعرض له منذ عهد النبوة. ويقول بنبريك إن قوله صلى الله عليه وسلم: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل»، لا يعني أن أهل الأرض سيدخلون الدين جميعا، لأن الله تعالى قال (ولو شاء ربك لأمن من في الأرض جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)، ولأن الله لم يأمر المسلمين أن يكرهوا أحدا على الإيمان، ولكن يعني من شاء بطريقة تلقائية أن يعتنقه.