قال عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة، «إن الحكومة عازمة على نمو البحث العلمي، وإنه لم يعد من الممكن مجاملة بعضنا أو حلفائنا على حساب المصلحة الوطنية، فإما أن نتقدم إلى الأمام أو سنتأخر إلى الوراء». وحذر رئيس الحكومة من تأخر المغرب في البحث العلمي خاصة على مستوى «العلاقة التي تربط بين الجامعة والقطاعات الاقتصادية»، قائلا « ما فائدة البحث العلمي إذا لم يكن مرتبط بالاقتصاد، ويجب أن يكون هناك ارتباط بينهما، وربما أن هناك شعور بالمغرب أننا نتقدم ولكن لا نصل..». وأضاف ابن كيران خلال الجلسة الافتتاحية للمناظرة الوطنية الأولى للبحث العلمي والتنمية حول الفوسفاط، أمس الخميس بالصخيرات، « هذه المناظرة يجب أن تشكل انطلاقة لمجموعة من المناظرات واللقاءات الأخرى بين القطاعات والجامعات التي من شأنها أن تمكن من أن يستفيد بعضها من البعض. وأشار في مجال البحث العلمي «إلى المجهودات الكثيرة المبذولة رغم قلة الإمكانيات، وإلى مردودية وانعكاس البحث بالمغرب على المجتمع التي لا يمكن أن تكون إلا إيجابية». وشدد ابن كيران على ضرورة خلق ودعم الحماس في البحث العلمي للانتقال به من وظيفة إدارية إلى حماس وابتكار فعلي. واعتبر ابن كيران أنه بإمكان البحث العلمي أن يعطي خطوات على مدى 20 عام رغم أن نتائجه تحصد من السنة الأولى، مما يستوجب الوصول بنتائج هذا البحث إلى أرض الواقع. وقال رئيس الحكومة «إن نتائج البحث تتصادم بمصالح بعض الجهات ويتم محاربة أو توجيه البحث العلمي حتى لا تضطرب جهات أخرى من مصالحها. من جانبه قال مصطفى التراب، المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، إنه يجب معالجة الرطوبة التي توجد في العقليات» داعيا إلى ضرورة «تقوية العلاقة الاستراتيجية بين المؤسسات والمجمع الشريف للفوسفاط. ونوه التراب بعمل وزارة التعليم العالي ووزارات أخرى مثل وزارة الطاقة ووزارة التجارة والصناعة التي أكدت أولوية الابتكار، مضيفا، «أنه يجب أن نعطي أولية للابتكار، إذا عقدنا شراكات مع بعض المؤسسات، إلى جانب الشراكة التي تجمع المكتب بمجموعة من الجامعات.» وأوضح التراب أن الابتكار في مركز تنافسية المجتمع، خاصة في ظل الأهمية التي تكتسيها ثروة الفوسفاط، وارتباط الأمن الغذائي بها، من خلال الزراعات التي تستفيد منه بشكل كبير، مشيرا إلى أن احتياطي الفوسفاط بالمغرب يصل على 85 بالمائة. وأكد المتحدث، رغبة المجمع الشريف للفوسفاط في الرفع من قدرته الانتجاية والتصديرية والاستثمار في إنتاج الأسمدة على وجه الخصوص، مما يستدعي مواكبة التصنيع والمرتبط بالابتكار، مردفا أنه من اللازم ربح رهان هذا التحدي، بما أن مجال الابتكار ليس مغلقا وأن تثمين الفوسفاط هو أهم مفاتح تنافسية المغرب. واعتبر لحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، استغلال الفوسفاط من أهم الركائز الأساسية للاقتصاد، خاصة أن الاحتياط الوطني من هذه المادة هو نصف الإنتاج العالمي، وباعتبار المغرب أول مصدر للفوسفاط، الشيء الذي يدفع إلى مزيد من البحث العلمي والابتكار من أجل التأقلم مع المعايير الدولية للتنمية المستدامة، وأوضح الوزير، أن الأورانيوم والتربة النادرة ومواد كثيرة مازلت في حاجة إلى البحث العلمي، وتثمينها، «وأن ما يهمنها بالفوسفاط يهمنا في المواد الأخرى». وأردف الداودي أن الحكومة تمكنت خلال العقدين الماضيين وبشراكة مع مؤسسات التعليم العالي والشركاء على إنجاز العديد من البرامج على المستوى الوطني على اعتبار أحد الأدوات لتحقيق التنمية، وأن الجامعة مؤهلة ومستعدة لخوض معركة البحث العلمي. ووعد الوزير بقرب إطلاق العديد من المناظرات مع مجموعة مناجم وشركات الاتصالات، في إطار تطوير الثروات التي يزخر بها المغرب، معبرا عن استعداد الوزارة لإنشاء صندوق مع المكتب الشريف للفوسفاط لتنمية البحث العلمي.