تحل يوم الأربعاء 11 شتنبر 2013 الذكرى الثانية عشرة لأحداث الحادي عشر من شتنبر 2001التي صدمت أمريكا قبل أن تروع العالم. ورغم مرور 12 سنة ليست بالهينة على ما اعتبرته الإدارة الأمريكية حينها بهجمات إرهابية تستهدف السلم العالمي؛ ما يزال الشعب الأمريكي ومعه شعوب العالم ينظر إلى هول ما حصل ويتذكر مئات القتلى الذين تحولوا إلى أشلاء، غير أن الجديد في هذه المرة هو ارتفاع الأصوات في الداخل الأمريكي التي تطالب بتحقيق مستقل لمعرفة ملابسات ما حدث وترفض التقرير الرسمي. وتاريخ 11 شتنبر لا يرتبط بسقوط 2744 أمريكي قتيل ومئات الجرحى، بقدر ما هو نقطة الصفر لانطلاق حرب عالمية على ما يسمى «الإرهاب»، خلفت لحدود اليوم فقدان أزيد من مليون شخص لحياتهم في العراق وأفغانستان، وآلاف المعتقلين في سجون متفرقة في كل بقاع الدنيا لعل أكثرها سوء معتقل «غونتانامو»، لذلك يبقى العالم يتذكر هذا التاريخ ويريد أن يفهم الحقيقة. ورغم أن إدارة «بوش» الإبن قدمت تقريرا عن الهجمات للكونغرس إلا أن التقرير برأي غالبية الأمريكيين لا يعدو أن يكون مجرد خرافة، وبرأي علماء وخبراء مجانب للصواب والأدلة العلمية، لذلك انتظم عدد من العلماء في جمعيات نشطة تضغط بكل قوة من أجل دفع أمريكا إلى كشف الحقيقة، جمعت آلاف التوقيعات، فضلا عن صدور مئات الدراسات العلمية التي تكشف زيف ما تروجه أمريكا من أن انهيار البرجين التوأمين والبرج رقم (7) كان نتيجة الطائرات التي انحرفت عن مسارها بفعل فاعل قبل أن تصطدم بالمباني. «التجديد» تستعرض جزءا من الحقائق العلمية التي توصل إليها علماء أمريكيون تدحض رواية الإدارة الامريكية. 82 في المائة من الأمريكيين يرون أن الرواية الرسمية خرافة من بين الأمور المثيرة الغير المتداولة على نطاق واسع أن الرواية الرسمية الأمريكية للأحداث لم تعد تقنع الشعب الأمريكي، حيث كشف آخر استطلاع رأي للأمريكيين حول 11 شتنبر يعود إلى أكتوبر 2006 أي منذ 7 سنوات، أنجزته صحيفة «نيويورك تايمز» و»سي بي اس نيوز»، أن 16 في المائة فقط من الأمريكيين يعتقدون أن الإدارة الأميركية في عهد بوش الابن قالت الحقيقة حول هجمات 11 سبتمبر، و53 في المائة يعتقدون أن الحكومة تخفي شيئا و29 في المائة ممن استطلع رأيهم عموما يعتقدون أن الرواية الرسمية هي خرافة. وعلى الرغم من أن نتيجة الاستطلاع تعد قديمة وتعود إلى سنة 2006 إلا أنه ما وسيلة إعلامية أمريكية غامرت بعد ذلك بالقيام باستطلاع آراء الناس عن الهجمات التي اتخذت ذريعة لتدشين حملة عالمية تحت ما يسمى «محاربة الإرهاب». ومنذ ذلك الحين صدرت الدراسات التي تتحدث عن أن ما وقع من صنع المخابرات الأمريكية، وغزت نظريات المؤامرة على شبكة الإنترنت، إذ أزيد من 40 مليون مرجع في «غوغل» متصلة فقط بعبارة «09/11 مؤامرة». انهيار البرج رقم سبعة يكشف «وهن» الرواية الرسمية! من بين الوقائع التي حيرت العلماء وجعلتهم يجرون أبحاثا لتفسير ما وقع هو انهيار البرج رقم (7) الذي يبعد عن البرجين التوأمين بحوالي مائة متر دون أن تصطدم به الطائرة، ومما أثار الحيرة أكثر هو التفسيرات التي سيقت عن انهيار ثلاث ناطحات سحاب بفعل اصطدام طائرتين فقط. المبنى السابع هو عبارة عن ناطحة سحاب تتشكل من 47 طابقا مؤطرة بالفولاذ لحمايتها من الانهيار، لكنها استوت على الأرض رغم أنها تبعد عن البرج الشمالي بطول ملعب كرة القدم. وأرجع التقرير الرسمي الذي أعده المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا ذلك إلى النيران المنبعثة من المكاتب المحترقة بالبرجين الآخرين الذين انهارا لحظة اصطدام الطائرة بهما. غير أن الانهيار السريع للبرج من الأعلى إلى الأسفل في سبع ثواني فقط جعل الرواية الرسمية موضع شك من قبل المهندسين المعماريين، حيث أكدت جمعية «مهندسون معماريون من أجل الحقيقة» التي جمعت أزيد من 10 آلاف توقيع لمهندسين لهم 25 ألف سنة من الخبرة، أنها حاولت تعقب نيران ناطحات السحاب ولم تعلم عن أي مبنى انهار بالكامل نتيجة الحرائق، بل إن الجمعية التي تطالب بفتح تحقيق مستقل في أحداث الحادي عشر من شتنبر لم تتورع في القول «إن الأمر يتعلق بإزالة محكمة لبناء سليم»، مشيرة إلى أنه لا يمكن البرج وانهيار كل أعمدته على ذلك النحو الذي حصل قبل عشر سنوات دون حدوث انفجار مصاحب، خاصة أن البرج يؤطره 40 ألف طن من الفولاذ لمنعه من الميلان والسقوط. ومما يضعف الرواية الرسمية للحكومة الأمريكية هو عدم احتفاظها ببقايا الهيكل الفولاذي الذي يحيط بالمبنى، إذ سرعان ما جهزت حوالي 400 شاحنة كبيرة لحمل الأنقاض من مكان انهيار المبنى بشكل يومي، وإرسالها إلى الصين لإعادة تدويرها، الأمر الذي يعتبر ضد عملية التحقيق لأنه في القانون الأمريكي إذا تحطمت طائرة فلا يسمح بتحريك شيء من موقع تحطمها. في سلسلة وثائقية كتبها «ديلان أفيري» بعنوان «الفكة» اهتمت بالبحث عن حقيقة أحداث الحادي عشر من شتنبر، صور علماء فيزياء سرعة انهيار البرج السابع بسرعة سقوط مفتاح على الأرض، وقالوا إنه لحصول ذلك يفترض أن يكون مستوى المقاومة صفر، لكن الحقيقة العلمية أنه «لا تخلو المباني من عامل المقاومة الذاتية ولا يمكن أن تكون تلك المقاومة بمعدل صفر».وبعد مرور أزيد من عشر سنوات على الأحداث التي استعملت ذريعة لغزو أفغانستان واحتلال العراق، يتفق خبراء على أن انهيار هذا البرج لا يمكن أن يكون بسبب مقذوفات البرجين الآخرين خاصة أنه انهار بسرعة كبيرة حتى استوى على الأرض بشكل كامل. يشار إلى أن التحقيق الفدرالي الرسمي يقول إنه لم يجد أدلة موثوقة تقوده إلى استنتاج باستعمال متفجرات أدت إلى انهيار الأبراج، وإنه لم يحقق في وجود متفجرات. موجات تفجيرات سوت البرجين على الأرض بمجرد اصطدام طائرات نقل مدني بالبرجين التوأمين بعد أن جرى تحريفهما عن مسارهما، انهار بشكل سريع البرجين واستويا على الأرض. وفسر التقرير الرسمي الانهيار بكون الهيكل الفولاذي للبرجين الذي يفترض أن يحميهما من أي اصطدام أُضعف بفعل تحطم الطائرة، وأن الجزء العلوي لمبنى التوأمين هو ما تسبب في ذلك الانهيار السريع الذي حصل، لكن تفسير الحرارة التي بلغت إلى درجة انصهار الفولاذ ظل معلقا. وعلى عكس التقرير الرسمي؛ أكد فيزيائيون مستقلون أن الجزء العلوي اصطدم بالسفلي وهما يتدافعان، وافترضوا أن يكون قد حصلت ضربة قوية في الجزء العلوي وضربة مماثلة بنفس القوة في الجزء السفلي، وقالوا إن الطريقة الوحيدة لحدوث ذلك هو أن تتعرض الأعمدة الداخلية للتدمير. صحيفة «نيويورك التايمز» كانت قد أشارت إبان الأحداث إلى أزيد من 100 شاهد عيان (شهادات بعضهم مصورة) قالوا إنهم سمعوا دوي انفجارات، وأكد كثيرون منهم أنهم سمعوا موجات من التفجيرات وليس تفجير واحد. لكن التقرير الرسمي غض الطرف عما سمعه الشهود، وجاء فيه «عاجزون عن تقديم تفسير متكامل لذلك الانهيار الكلي». ومن بين الأدلة المباشرة عن وجود انفجار ضخم تسبب في انهيار البرجين هو وجود أطنان من الفولاذ تناثرت بسرعة 60 ملم في الساعة ما يثبت مدى القوة والطاقة المستعملة في التدمير، وهناك أطنان من الدعامات تناثرت أفقيا لمئات الباردات، ولأنه معروف في الفيزياء أن الجاذبية تعمل عموديا وليس أفقيا، أوضح فيزيائيون وقعوا على عريضة لكشف الحقيقة «أنه حدث شيء ليرمي كل هذه الحاجيات والمقذوفات على مسافة مائة ملم، وكان يفترض أن تبقى أجزاء من الأسطح ومكونات الهيكل التي شكلت المبنى والخرسانة لا أن تتحول إلى جزئيات مسحوقة». والملفت للغاية أن التقرير الرسمي لم يشر إلى وجود عوارض فولاذية ذاتية وحديد منصهر، رغم أن إفادات أشارت إلى ذلك مثل جاكمي غلانز كاتب علمي في صحيفة «نيويورك تايمز» الذي قال «إحدى العوارض الفولاذية انصهرت وتمددت لتبلغ حوالي ثلاثة أقدام طولا وكأنها حاملة شموع»، وأبو الحسن أسنته أستاذ هندسة الهياكل في «بي بي إس» الذي قال «رأيت عوارض حديدية منصهرة في البرج». وأيضا كشفت أدلة مخبرية وجود حديد منصهر في الأنقاض، يتعلق الأمر بمادة «الترميث» ذات المفاعل الكيميائي (FOeO3+2AL) وهي أحد المواد العنيفة جدا وأكثر فاعلية من المتفجرات، إذا أحرقت أنتجت درجة حرارية عالية تذوب فترة، وفي ثانيتين فقط يمكن ل»الترميث» أن يبلغ درجة حرارة تفوق (4500 فارنهايت) وهي تكفي لصهر الفولاذ، كما أن «الترميث» مادة مسببة للاشتعال تعمل بطريقة المكيف الحراري. مادة للاستعمال العسكري وراء الحادث وليس الطائرات ! لحد الآن وبعد مرور أزيد من عشر سنوات لم يصدر المعهد الجيولوجي الأمريكي تفسيرا لمحتويات الغبار الناتج عن مبنى التجارة العالمي في مانهاتن، حيث كشفت الأبحاث أن 60 في المائة من الغبار كان يحتوي على كريات مجهرية رقيقة من الحديد مسبقة. لكن ماذا تحتوي تلك الجسيمات؟ التحليلات العلمية أظهرت أن الحديد هو الغالب في الجسيمات كما تحتوي على الألمونيوم والكبريت، وقد وجدت تلك العناصر على الغبار الناتج عن انهيار المبنى بغض النظر عن مكان أخذ العينة في محيط الحادث. وحسب خبراء فلا بد من وجود مصدر لتوليد درجة حرارة تصل إلى (2700 فرنهايت) كي ينصهر الفولاذ، ومصدر الحرارة يجب أن يكون شيئا يسببه تفاعل كيميائي طارد للحرارة. وذهب البعض إلى القول إن وجود «الترميث» في الغبار كان سبق انهيار البرجين، وجاء في مجلة «تكوين وتشكل» العلمية في دجنبر 2003 «انصهر الحديد مع مواد معدنية أخرى خلال حادث مركز التجارة العالمي ونتج عن ذلك كريات معدنية متناهية الصغر». المثير أن علماء وجدوا في الغبار مادة «نانو الترميث» بأربع نماذج مجمعة بشكل مستقل في حالة تفاعلها وتعطي حديدا منصهرا يستعمل في صهر هياكل الفولاذ. وقال أحد العلماء في سلسلة «لوز شانج» التي قدمت علميا للتقرير الرسمي «ما وجدناه هو في الواقع تركيبة متطورة للترميث تستعمل «نانو الترميث» وهي أولى المؤشرات على إمكانية التفاعل الحراري الذي يتم توليده بطرق مختلفة، وهذه المادة يتم بناؤها من حجم الذرة فما فوق نسمي ذلك بالإجراء العكسي». ويكشف البحث في مجلة التكنولوجيا أن «الترميث» المنقى ممزوجا من «نانو الألمنيوم» مضاف إلى أوكسيد المعدن بإمكانه الترفيع في قوة السلاح التدميري، وأنه مادة للاستعمال العسكري. لذلك خلص آلاف العلماء الذين يطالبون اليوم بإعادة فتح تحقيق لمعرفة ملابسات ما جرى في 09/11 إلى «أن الطريقة الوحيدة التي تسرع في انهيار مبنى ما تكون بتخطيط هندسي مسبق في توقيت دقيق ودقة في وضع الألغام بمعنى آخر عملية إزالة متحكم فيها».