كيف تفسر ونحن في القرن الواحد والعشرين قيام البعض باختطاف أطفال ذوي مواصفات معينة لتحقيق مصالح شخصية ومادية تتعلق باستخراج الكنوز؟ ❍ إن ظاهرة اختطاف الأطفال باتت تؤرق المواطنين وتنغص عليهم حياتهم، بعد أن تفاقم أمرها، وتعاظم شأنها، واتسع نطاقها، وكاد شرها يطرق كل بيت، ويصيب كل عائلة، ظاهرة إختطاف الأطفال تعد من الجرائم البشعة التي ترتكب في حق الطفولة المغربية، وهذا بسبب ارتفاع معدل اختطاف الأطفال من أجل الاغتصاب وسرقة الأعضاء والسحر والشعودة والانتقام والمشاكل العائلية ... وغيرها من الأسباب التي أصبحت ترخص قتل الأبرياء. رغم غياب الإحصائيات والأرقام الرسمية التي تؤكد العدد الحقيقي لعدد الأطفال المختطفين في بلادنا إلا أن كل المؤشرات توحي بأن العدد خطير وعلى السلطات المعنية في البلاد دق ناقوس الخطر بسبب هذه الجرائم التي زرعت الرعب في نفوس العائلات وجعلتها تعيش حالة طوارئ قصوى من أجل تأمين أبنائها، فقائمة الضحايا طويلة جدا والأسباب مختلفة ومتعددة، لكن تبقى الحلول منعدمة من أجل حماية مستقبل ابناء هذا الوطن من الاختطاف والاغتصاب والقتل البشع. للأسف أشخاص أعماهم الطمع والرغبة في الوصول إلى الثروة السهلة، وقادهم إلى اختطاف أطفال أبرياء وإخضاعهم لشتى أنواع التعذيب، لا لذنب ارتكبوه سوى أنهم يحملون صفات «الزوهري»، الذي يستعين المشعوذون والدجالون بدمائه للتودد إلى الجن الذين يحرسون الكنوز والخزائن، ويقولون بأن «الجنون» الذين يحرسون الكنز متعطشون لدم طفل زوهري، وأن ذلك هو الشرط الوحيد لتنفتح الأرض وتصعد الخزينة التي تبلغ قيمتها الملايين، وأيضا يعتقد كثير من السحرة والمشعوذين في المغرب أن الطفل «الزوهري» ينتسب إلى ذرية الجن، لكنه استبدل حين ولادته بمولود من بني البشر، لهذا يكون هذا الطفل مميزا ومقربا إلى الجن ولا يخشى منه، ويستطيع بحدسه العالي أن يرى أشياء لا يدركها الإنسان العادي، ومن تم دوره الرئيسي في استكشاف أماكن وجود الكنوز المدفونة في باطن الأرض و ببعض المناطق المهجورة ، ويظن الدجالون والمشعوذون كذلك أن الأطفال الزهريين يستطيعون بتلك القدرات التي لديهم أن يقتربوا من الكنوز المرصودة والمحروسة من طرف الجن ويحملونها بأيديهم دون أن يتعرضوا لأي مكروه. وبهذا تنتهك حقوق أطفال وتعرض حياتهم للخطر باسم البحث عن الكنز، وهو مس خطير بحريتهم وبحقوقهم سواء من الناحية الشرعية أو من الناحية القانونية. هل تعتقد أن المجتمع بمختلف تكويناته واع بخطورة الظاهرة ولديه رؤية واضحة لمواجهاتها؟ ❍ ظاهرة الاختطاف أصبحت حديث الساعة في كل ربوع الوطن واستفحلت هذه الظاهرة التي دبت الرعب في نفوس الأسر المغربية في الآونة الأخيرة، وتثير مخاوف الآباء والعائلات خصوصا بعد ما تم تسجيله من طرف المصالح الأمنية، بالإضافة إلى ما يتم نشره في الصحف اليومية عن حوادث اختطاف أطفال قاصرين، وطالما ندد ناشطون جمعويون حقوقيون بهذا النوع من الاختطاف من أجل توظيف أطفال أبرياء في عمليات الشعوذة، مؤكدين أنه اختطاف غالبا ما يكون بالقوة والعنف، وكثيرا ما يتعرضون للأذى الجسدي والمعنوي، وأحيانا إلى القتل بعد انتهاء الخاطفين من مهماتهم. لهذا نطالب بوضع تدابير استعجالية من طرف الحكومة للقيام بمكافحة ظاهرة الاختطاف، وإحداث نظام التبليغ والإنذار والحملات الوطنية التحسيسية اتجاه الأطفال والعائلات وعلى مستوى المدارس والأحياء وبالمساحات العمومية والفضاءات الخاصة بالأطفال وبالأسواق والملاعب الرياضية. مع ضرورة اتخاذ وتطبيق إجراءات عاجلة من طرف السلطات الأمنية مع سن قوانين ردعية وشرعية لإيقاف هذا العمل الإجرامي وضمان الحماية اللازمة للأطفال والتلاميذ. تعيش الأسر التي لديها ابن بهذه المواصفات في حالة رعب مستمر خشية تعرضه لمكروه. بماذا تنصح هذه الأسر حتى تتمكن من حماية ابنها من جهة وتوفير حياة آمنة له؟ ❍ ندعو أولا إلى معالجة هذه الظاهرة من الناحية الاجتماعية، فبداية الاختطاف عادة ما تكون عن طريق استعمال تقنية الإغراء للطفل الصغير سواء كان ذلك بتقديم الحلوى له أو الشكولاطة أو إقناعه بالركوب معه في السيارة ليلعب ما يشاء من اللعب أو أن يوفر له بعض الاحتياجات الأخرى التي يرغبها الطفل ويضحي بأي شيء في سبيل الحصول عليها وغيرها من الأمور التي يتقن المختطف فعلها ويعلم بأن هذه الأخيرة من شأنها أن تغري الطفل الصغير لهذا يجب على الأسر تنبيه الطفل وتحسيسه بخطورة التعامل مع أفراد أجانب. ونصيحتي للأسر التي تضم أطفالا يمتلكون مثل تلك الصفات الخِلقية بأن يتحروا الحيطة والحذر من محاولات تصيد أفراد من العصابات أو مشعوذين لأبنائهم، خاصة في الأماكن الفارغة أو أمام المدارس وأحيانا في الأسواق التجارية الكبرى التي تشهد ازدحاما كبيرا يچعل من عملية الخطف أمرا يسيرا. أقول في الختام :»لا تجعلوا الطفل الزوهري يحس يوما بأن ما عندو الزهر في الدنيا ولا تجعلوه يفقد الأمل في الحياة».