مقال في نقد نظرية العروي عن الأيديولوجيا والأدب في المجتمع العربي المعاصر الحلقة الثانية قبل أن نبدأ بعرض نظرية العروي عن الأيديولوجيا العربية المعاصرة والتعليق عليها نرى أن نشرح أولاً ما نعنيه بقولنا إن نظرية التثاقف هي جزء أو حالة خاصة من نظرية التواصل ونعني بهذه الأخيرة النظرية التي تبحث في العوامل التي تحدد طبيعة المعلومات التي يتلقاها كل طرف من الأطراف التي تتبادل المعلومات. لا يعتبر التواصل أمراً واحداً فهو يتغير مع تغير أطرافه إذ أن نفس المعلومات التي يريد المعلم نقلها إلى الطلاب تستقبل بصورة مختلفة عند كل طالب وكلما زاد الاختلاف في التجربة وفي اللغة ازداد الخطأ في النقل وهذا ما يصعّب التفاهم بين الكبار والصغار وبين الناس من مجتمعات مختلفة بل يمكن أن نقول بوجه عام أن عملية التواصل لا تكون مطلقة النجاح أبداً فنحن والحالة هذه نعتبر أن سوء الفهم (أو سوء التفاهم) هو القاعدة التي يجب أن ننطلق منها في محاولة للتصحيح المتتالي لأخطاء عملية التواصل. لنأت الآن إلى التثاقف بما هونتيجة عملية تواصل بين مجتمعين مختلفين وفيها نرى تحولاً في المعلومات التي أخذها المجتمع س من المجتمع ع ولا تخضع كمية المعلومات التي يأخذها مجتمع من الاخر ولا نوعها ولا التغير الحادث فيها إلى عامل الصدفة وحسب فثمة قوانين محددة تسير هذه العملية. يقول العروي: "عندما يتصل مجتمع ما بآخر فإن التماس بمعناه المادي البسيط لا يهم في شيء إذ قد يحصل أن أحد المجتمعين المتماسين يرفض بكل بساطة أن يرى الآخر. المهم في مثل هذه الحال هو أن نحدد بالضبط ماذا يستطيع كل مجتمع أن يدرك من الآخر. عندما تعرف العرب على الغرب كان هذا الأخير قد قطع أشواطاً كبيرة في معرفة ذاته، ومع ذلك اضطر العرب أن يبدؤوا من البداية. وكانت معرفة العرب للغرب تتسع وتتعمق بقدر ما كان المجتمع العربي يزداد تمايزاً في مبناه الاجتماعي. هذا أمر بديهي وهو بالضبط ما لا يظهر في التحليلات الرائجة اليوم حول ما يسمى بالمثاقفة. تفترض هذه التحليلات خطأ أن المجتمعات شفافة سهلة الفهم والتأثر والتأثير" (ص61). لنتذكر قول العروي عن الغرب"الذي كان قد قطع أشواطاً كبيرة في معرفة ذاته حين تعرف عليه العرب" فلنا عليها تعليق يأتي في حينه إن شاء الله. نلاحظ هنا تميز العروي عن الماركسيين العرب المعتادين وعن دعاة الحداثة وأنصار التثاقف: خلافاً للأولين هو يطرح موضوع التثاقف كحقيقة مهمة في تفسير "البنية الفوقية"- التركيبة الاجتماعية العربية على حين انهم عودونا على تبني نظرية ميكانيكية للعلاقة بين "البنية التحتية" و "البنية الفوقية" ترى تلازماً حتمياً بين البنيتين يجعل من كل حديث عن قوانين خاصة "بالبنية الفوقية" أي الفكر والقانون والفن إلى آخره حديثاً نافلاً. وأما دعاة الحداثة وأنصار التثاقف فإنهم هم بالذات من يؤكدون أن "المجتمعات شفافة سهلة الفهم والتأثر والتأثير" . إنها لميزة قيمة من مزايا العروي غير أنه حين يشرع في محاولة إيضاح القانون الذي حدد سيرورة "التثاقف" التي قادت إلى تكوين الأيديولوجيا العربية المعاصرة عاد إلى النظرية المادية التاريخية بل إلى شكلها الوضعي الذي لا يزيد في منهجه التبسيطي شيئاً كثيراً على منهج أوغست كونت و"حالاته الثلاث" وبحتمية صارمة ما فيها ولا ذرة واحدة من الروح النقدية المفترضة في شخصية مرموقة من شخصيات الفلسفة العربية المعاصرة مثل الأستاذ العروي. نظرية الأستاذ العروي عن الأيديولوجيا العربية المعاصرة تقول ببساطة إن هذه الأيديولوجيا تكونت تحت تأثير عامل واحد لا أكثر ولا أقل هو المواجهة مع الغرب وثمة لحظات ثلاث في هذه الأيديولوجيا اللحظة الأولى هي لحظة "الشيخ" وكنموذج له يأخذ العروي محمد عبده و"الشيخ" يرى السر في تقدم الغرب هوتقديمه للعقل وتخلص دينه من خرافات الكنيسة ولذلك هو يرى أن السر في تخلف الشرق هو ما ورثه من خرافات شابت العقيدة الإسلامية الصحيحة التي رفعت من شأن العقل (لعل هذا ما جعل عبده يقول إنه رأى في أوروبا إسلاماً ولم ير مسلمين على حين رأى عندنا مسلمين ولم ير إسلاماً) وفي اللحظة الثانية يتقدم إلى الساحة "اللبرالي" (وكنموذج عنه يأخذ العروي لطفي السيد) وهو يرى أن سر تقدم الغرب هو الديمقراطية البرلمانية بينما سر تأخرنا هو الاستبداد. ويأتي ثالثاُ "التقني" وسلامة موسى هو الذي يمثله وهو يرى أن سر تقدم الغرب هو الصناعة والقوة المادية. العروي يرى أن هذه اللحظات الثلاث ما هي إلا مراحل ثلاث من تطور الغرب وحين تتصدى الأيديولوجيا العربية إلى زرعها في المجتمع العربي فإنها لا تفعل أكثر من تشكيل المجتمع بالتدريج على صورة المجتمع الآخر. يقول العروي أنه يستعمل مصطلح "الأيديولوجيا" أو "الأدلوجة" بثلاثة معان: أولاً: بمعنى ما ينعكس في الذهن من أحوال الواقع محرفاً بتأثير لا واع من المفاهيم المستعملة. ثانياً: بمعنى النسق الفكري الذي يستهدف حجب الواقع الذي يصعب أو يمتنع تحليله. ثالثاً: وهذا المفهوم كما يقول هو الذي يستعمله في الكتاب بكثرة "الأيديولوجيا هي نظرية مستعارة لم تتجسد بعد كلياً في المجتمع الذي استعارها لكنها تتغلل فيه أكثر فأكثر. فهي تلعب دور الأنموذج الذهني الذي يسهل عملية التجسيد هذه" (ص29) ومن المفارقات أن العروي الذي هو على طريقته الخاصة داعية لتبني الماركسية يرى أن المفاهيم التي استعارتها الأيديولوجيا العربية من الغرب ذات معان طبقية ولكن هذه الطبيعة الطبقية للمعاني لم تنتج عن البنية الاجتماعية العربية بل عن بنية المنشأ. المعنى الطبقي للمفهوم عنده هو أثر البنية الاجتماعية التي نشأ فيها، ذلك الأثر الذي يلازمه حتى عندما يحتضنه مجتمع آخر، صحيح أن المجتمع لا يستورد اعتباطياً المفاهيم بل يستورد ما يحتاج إليه لكن المفهوم الدخيل لا تربطه بالبنية المستعيرة علاقات واضحة مباشرة. مدلوله الطبقي إن صح التعبير هو وصمة أصله.(ص28) ويقول إنه بمجرد ما تتم استعارة عنصر واحد ترتسم في أفق المجتمع المستعير مجموع البنية التي ينتمي إليها ذلك العنصر وهذه البنية عندها لا يمكن اعتبارها داخلية أو خارجية تماماً فهي غير حاضرة كلياً ولكنها فاعلة وهو يسمي هذه العملية تمايزاً أو انبناء، عملية يتشكل بمقتضاها مجتمع ما على صورة مجتمع آخر وهي بطيئة واحتمالية لا تتحقق دائماً بالكامل فقد تتوقف في الطريق وتستبدل بغيرها وعند تحليل المستوى الثقافي خصوصاً في المجتمع لا يمكن اعتبار هذه العملية لا واقعاً قائماً ولا مجرد تخيل ووهم. وكما يرى القارئ فإن هذه النظرية من منظور "المادية التاريخية" المعروفة نظرية مثالية تقلب التاريخ على رأسه مثل جدل هيغل الذي صلح ماركس وضعيته المقلوبة غير أننا مع ذلك، خصوصاً لأننا لسنا ماركسيين،لا نستطيع طرحها بسهولة إذ تبدو الوقائع وكأنها تؤكد ما فيها فقد حصل بالفعل أن قامت استقطابات اجتماعية على أرضية هذه المفاهيم التي استعارتها الأيديولوجية العربية المعاصرة من الغرب ففي وجه محمد عبده ثار المتصوفة وكثير من الأزهريين:أليس في ذلك تمايز خلق من الخارج يماثل ذلك الذي قام مرة بين الكنيسة ومارتن لوثر والإصلاحيين؟ألم يصطدم الاتجاه اللبرالي العربي بالاستبداد معاوداً سيرة الصراع الأوروبي بين اللبرالية وملوك"الحق الإلهي"؟ يبدو العروي بالفعل مقتنعاً بهذه العملية التي يعيد فيها تاريخ أوروبا نفسه مرة أخرى في غير أوروبا عبده يتمثل لوثر والسيد مونتسكيو وسلامة موسى سبنسر فالمدلول الطبقي خارجي وهذا المدلول الخارجي هو الذي يساعد المجتمع العربي -مع عوامل أخرى-على أن يتمايز وتتبلور فيه الطبقات. الغرب أيضاً حين يحاور الشرق يحاوره على مستويات مختلفة فالغرب لا يحاور الشرق انطلاقاً من وضعه هو بل من المستوى من التطور الذي بلغه الشرق(لا حاجة بنا إلى القول أن هذا المستوى هو على الدوام أعلى أو يساوي نظيره الشرقي):"المجتمعان العربي والغربي إذ يجتازان فترة تداخل وتشابك لا يستطيعان التحاور في المرحلة الأولى إلا على مستوى الوعي الذهني(لنقل البنية الذهنية)ثم في مرحلة لاحقة على مستوى الوعي السياسي(البنية الاجتماعية)وأخيراًعلى مستوى الوعي التقنوي(القاعدة الصناعية المادية)" لقد تشابك المجتمعان فما عاد الواحد منهما يستطيع رؤية نفسه بمعزل عن الآخر:يؤكد العروي لنا ذلك ولا أعرف من أين أتاه اليقين في وصفه لحال الغرب في هذا التشابك:ثمة أسباب وجيهة بالفعل تجعل العربي يصعب عليه أن يقيم نفسه بدون أن يضع صورة الغرب نصب عينيه ولكن لماذا يرى العروي أن العكس صحيح أيضاً؟"إن الأمر المهم هو تحديد تلك النقطة التي تتقاطع فيها كل الأشعة التي تنير الذات وغير الذات فتبيح لمحمد عبده مثلاً أن يدرك بنفس النظرة محيطه العربي والعالم الغربي،تاريخه الإسلامي وتاريخ الغرب.لا يقف الشيخ تجاه الغرب،ولا الغرب تجاه الشيخ،كما لو كانا كائنين منفصلين.كلاهما مندس في الآخر،شعرا بذلك أم لم يشعرا به.فلم يعد أحدهما يستطيع أن يدرس الآخر من الخارج.لم يعد الغرب يستطيع أن يحكم على محمد عبده إلا بصفته لحظة من مسيرته هو أي الغرب،ولم يعد يستطيع الشيخ أن يعكس مجتمعه بكيفية شاملة وافية تمكنه من الحكم على الغرب باستقلال وتجرد:الغرب حال فيه يلون إدراكه لذاته.القول إن عبده أصاب أو أخطأ،أحسن أو أساء،فهم الغرب أو لم يفهمه،مجرد لغو ما لم ننزله حيث يجب أي حيث يتشابك المجتمعان وينعكس كل واحد منهما في وجدان الآخر وما لم نقرر مسبقاًًً أن عبده رأى الغرب كما كان الغرب يرى نفسه في مرحلة ما وكما أراد الغرب في مرحلة أخرى أن يراه غيره" يقول العروي آخر جملة في الاستشهاد الذي سقناه الآن ليفسر لماذا تكلم سبنسر مع عبده حين التقاه بلغة تماثل ما كان محمد عبده يريده رغم أن ما قال لا يمثل رأيه الراهن. قد نقبل إمكانية أن يكون الغرب يرى في الحالة العربية الراهنة صورة عن مرحلة سابقة له.قد يفعل ذلك.. هو حر أن يرى أو يتوهم ما يشاء! ولكن ما لا يمكن أن نقبله بدون برهان كما يفعل العروي متجاوزاً بديهيات النظر المنطقي أن محمد عبده يرى الغرب كما كان الغرب يرى نفسه في مرحلة ما..كيف حصل ذلك وما البرهان على أن هذا قد حصل؟لا يمكن لهذا أن يقبله العقل إلا بعد البرهان على أن الوضع الذي يعبر عنه محمد عبده يتطابق تماماً مع الوضع الذي كان موجوداً في الغرب في تلك "الحقبة الما"التي يؤكد لنا العروي وجودها وليس ذلك فحسب:إن زعم العروي لا يصح إلا إذا أثبت لنا أن الغرب في تلك الحقبة كان يعبر عن نفسه بالتأكيد بطريقة أحادية متطابقة مع طريقة عبده. ها نحن أولاء أخيراً مع نظرية العروي الحاذقة وقد كشفت أوراقها وأزاحت اللثام عن نفسها وإذا بها لا أكثر ولا أقل نظرية الخط الواحد الذي تسير عليه الأمم المختلفة :خط واحد في كل شيء"فوقيا"و"تحتياً" الحتمية التاريخية المطلقة في صورتها الأكثر تطرفاً(وأكاد أقول:الأكثر بدائية) وهذه النظرية يسمونها في أوروبا الآن "المركزية الأوروبية" وقد تعالت في أوروبا بالذات صيحات الاستنكار لها أما عندنا فأنصارها كما يعلم القارئ كثر وأسوأ ما فيها أنها مؤثرة بصورتها اللا واعية التي تتسلل عبر الحداثة والنقد الحداثي للهوية الثقافية العربية المتميزة. يختلط في تحليل العروي القناعة الساذجة بالحتمية(وهي ،ساذجة لأن القارئ يسهل عليه"ضبطه"متلبساً باستعمال هذه النظرية التي لم يعد أحد يؤمن بها بطريقة تدل على أعلى درجات القناعة وهي الاستعمال التلقائي بدون شعور بضرورة الدفاع أو التبرير)مع نزعة براغماتية متطرفة تساق بطريقة استفزازية كلبية اللهجة. من البديهي وخيارات العروي هكذا أن يكون الغائب الأكبر عن تحليله للأيديولوجيا العربية هو مفهوم الاستلاب مع أنه بالتأكيد يعرفه ويعرفه بالذات بالمفهوم الذي نستعمله به هنا و الذي استعملناه في أبحاث سابقة. هذا الغائب-مفهوم الاستلاب- نراه نحن المفهوم الأهم في تحليل الأيديولوجيا العربية المعاصرة فهذه الأيديولوجيا تكونت على قاعدة الأخذ الآلي للمفاهيم التي صاغتها الحضارة الغربية ليس عن نفسها فقط بل عنا أيضاً وإذا كان مفكروا الغرب بدؤوا يعيدون النظر في مبدأ صلاحية الأسلوب الغربي في الحياة وفي رؤية الكون لكل زمان ومكان بل يعيدون النظر في صلاحيته للغرب بالذات فعلينا أن لا نفعل مثل العروي الذي يكرس كتاباً بكامله هو كتاب "العرب والفكر التاريخي" للهجوم على من يقول في الغرب بتعدد الطرق التي يمكن للحضارات أن تتبعها وللسخرية من العرب الذين يقولون بذلك. قال العروي في فقرة سابقة وعدنا القارئ بالتعليق عليها أن الغرب حين تعرف عليه العرب "كان قد قطع شوطاً بعيداً في معرفة ذاته" هذا التعبير غريب جداً فما معنى أن الغرب "قطع شوطاً بعيداً في التعرف على ذاته"؟ هل كان هناك سلم تطور في بدايته لم يكن الغرب يعرف عن ذاته شيئاً ثم قطع شوطاً في هذا التعرف وهو الآن بالتالي قد يكون أنهى عملية التعرف على ذاته؟ لا أجد لهذا تفسيراً إلا إذا فهمنا أن العروي يتبنى بقناعة تامة-لا دخل فيها للنفع و"الإنجاز المستعجل" هذه المرة- نظرية شبيهة بنظرية هيغل تقول إن الروح يتعرف على نفسه عبر التاريخ بحيث لا تكتمل هذه المعرفة إلا مع الزمن، والغرب والحال هذه هو الطرف الإنساني النموذجي الذي يمثل "الروح" وهو المعيار الذي يجب أن تقيس بقية البشرية تطورها عليه وقد كان هيغل والغرب كله مقتنعاً فيما مضى بهذه النظرية المركزية الإثنية المتطرفة ونحن بالفعل رأينا هذا التوجه واضحاً في تحليل العروي الذي ينضح كل سطر منه بالإيمان الأعمى بلا نقد ولا مساءلة أن تاريخ الغرب بكل جزئية من جزئياته هو التاريخ المعياري الذي يجب أن تنسخه نسخة كربونية الشعوب الأخرى وهو لا يرى الأمور بهذه الروح فيما يخص فقط الغرب الحديث-وهنا الشيء المذهل-بل فيما يخص أيضاً التاريخ القديم ومن هنا فقط نفهم لماذا يأسف العروي كل هذا الأسف في مقدمة الكتاب لأن العرب لم يعتنوا بتدقيق ما ترجموه عن اليونانية ولم يحسنوا هذه الترجمة-بتشديد السين- جيلاًً وراء جيل كما فعل الأوروبيون. نتمنى هنا أن ينتبه القارئ إلى هذه النقطة الدقيقة:إن هذا يدل على أن العروي يرى أن البشرية لا تستطيع أن "تعيش بسعادة" أو حتى أن تعيش مجرد عيش إذا لم تنسخ كل المسار الغربي-وبالمناسبة نسبة الفلسفة اليونانية إلى الغرب الحالي كما صار معروفاً عند المؤرخين الجدد للفلسفة هو أسطورة غربية لا أكثر. هذا هو السبب الذي يجعلني أقول إن العروي ليس فيلسوفاً حقيقياً لأن الإنسان الذي يقف إزاء ظاهرة بشرية موقفاً تقديسياً لا يتصور فيه إمكانية النقد أو إمكانية أن تكون هذه الظاهرة على غير ما هي عليه،لا يؤمن بالمصادفة ولا بالحرية الإنسانية يمكن أن يكون أي شيء لكنه لا يمكن أن يكون فيلسوفاً. محمد شاويش-برلين