قال الإمام الكتاني رحمه الله(1354ه) في "الرسالة المستطرفة": "ومنها كتبٌ تُعرَفُ بالسنن، وهي في اصطلاحهم الكتبُ المرتّبة على الأبواب الفقهية، من الإيمان والطهارة والصلاة والزكاة إلى آخرها، وليس فيها شيء من الموقوف، لأن الموقوف لا يسمى في اصطلاحهم سنة، ويسمى حديثا". قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله(1417ه) في كتابه "السنة النبوية وبيان مدلولها الشرعي" معقبا على كلام الكتاني: "وقوله رحمه الله: وليس فيها شيء من الموقوف، يعني به أنهم لا يدخلون الحديث الموقوف إدخالا أساسيا في الباب، بالتزامٍ واطرادٍ، وهذا هو الغالب على سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه؛ بل إنهم قد يُدخلون فيها الموقوف والمقطوع، استطرادا وإتماما للباب إذا اقتضى الأمر ذلك، بل إن سنن سعيد بن منصور وسنن الدارمي محشوةٌ بالآثار من كلام الصحابة والتابعين...". ويمكن أن نجمّع خصائص كتب السنن فيما يلي: 1 - التبويب الفقهي، وهذا هو الغالب عليها، مع أن بعض أصحاب السنن قد ضمنوا كتبهم شيئا من أبواب الجوامع، غير الأبواب الفقهية، كالفتن والملاحم والتفسير. 2 - إفرادها سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتصنيف، وتمييزها عن المضاف إلى الصحابة والتابعين، لأن غرضها جمع ما يحتج به في الأحكام الشرعية، قال ابن حجر رحمه الله(852ه) في "تعجيل المنفعة": "أصل وضع التصنيف للْحَدِيث على الْأَبْوَاب أَن يقتَصر فِيهِ على مَا يصلح للاحتجاج أَو الاستشهاد، بِخِلَاف من رتب على المسانيد، فَإِن أصل وَضعه مُطلق الْجمع". 3 - إفادتها المعنى الأصلي للسنن، وهو ما يحتج به على الأحكام الشرعية بجوار القرءان الكريم، لا بمعنى المستحب أو غير الواجب، قال عبد الفتاح أبو غدة في كتابه السابق: "فلفظ السنة في الحديث النبوي وكلام الصحابة والتابعين معناه: الطريقة المشروعة المتبعة في الدين، لا ما يقابل الفرضَ أو الواجب، وهو السنة بالمعنى الاصطلاحي عند الفقهاء". ثم قال: " فمعنى كتب السنن هذه: كتبُ بيان الأقوال والأفعال والتقارير المشروعة، وكتبُ بيان الأقوال أوالأفعال أو الأعمال الممنوعة غير المشروعة، ففي كتب السنن بيانُ الأحكام الشرعية بكل أنواعها". ومن أشهر هذ الكتب: سنن أبي داود(275ه) وسنن النسائي(303ه) وسنن ابن ماجه(273ه)، أما رابعها المشهور وهو سنن الترمذي(275ه) فهو معدود من الجوامع مع شهرته كذلك بالسنن. ومنها السنن الكبرى للنسائي(303ه) والسنن للبيهقي(458ه) وسنن الدارمي(255ه) وسنن سعيد بن منصور(227ه)، وغيرها.