أنواع المصنفات في الحديث النبوي ذكرنا في الأسبوع الماضي أن المحدثين نوّعوا التصانيف، وتفننوا فيها، مما يجعل تصانيفهم بتنوعها هذا ملبية للمطالب التي يتطلع إليها العلماء والباحثون في المراجع. وأوردنا بعض أنواع التصنيف ونتمم سرد الأنواع الأخرى: المعاجم المعجم في اصطلاح المحدثين: كتاب تذكر فيه الأحاديث على ترتيب الشيوخ، والغالب عليها إتباع الترتيب على حروف الهجاء. وأشهر مصنفات هذا النوع: المعاجم الثلاثة للمحدث الحافظ الكبير أبي قاسم سليمان بن أحمد الطبراني (المتوفى سنة 360 ه) وهي: المعجم الصغير والمعجم الأوسط، وكلامها مرتب على أسماء. والمعجم الكبير: وهو على مسانيد الصحابة، مرتبة على حروف المعجم. وهو أكبر المعاجم. الكتب المرتبة على أوائل الأحاديث وهي كتب مرتبة على حروف المعجم، بحسب أول كلمة من الحديث، تبدأ بالهمزة، ثم بالباء وهكذا، وهذه الطريقة سهلة جداً للمراجعة، لكن لا بد لها من معرفة الكلمة الأولى من الحديث بلفظها، معرفة أكيدة، وإلا ذهب الجهد في البحث عن الحديث هنا دون جدوى. ويلحق بهذا النوع من المصنفات: ما وضعه العصريون من مفاتيح لكتب حديثية، أو فهارس ألحقوها بكتاب من هذه الكتب على ترتيب حروف المعجم. ومن هذه المفاتيح: مفتاح الصحيحين للتوقادي. ومن الفهارس: فهارس صحيح مسلم، وفهارس سنن ابن ماجه التي وضعها محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله وأجزل مثوبته. المصنفات الجامعة (المجامع) وهي كتب تجمع أحاديث عدة كتب من مصادر الحديث، وهي مرتبة على طريقتين: الطريقة الأولى: التصنيف على الأبواب، وأهم مراجعها: جامع الأصول من أحاديث الرسول: لابن الأثير المبارك بن محمد الجزري. كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال للشيخ المحدث على بن حسام المتقي الهندي وهو أجمع كتب هذا الفن. الطريقة الثانية: ترتيب الأحاديث على أول كلمة فيها حسب ترتيب حروف المعجم، وأهم المراجع فيها: الجامع الكبير أو جمع الجوامع للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي وهو أصل كتاب كنز العمال الذي سبق ذكره. الجامع الصغير لأحاديث البشير النذير للإمام السيوطي أيضاً، اقتضبه من الجامع الكبير. مصنفات الزوائد وهي مصنفات تجمع الأحاديث الزائدة في بعض كتب الحديث على أحاديث كتب أخرى ، دون الأحاديث المشتركة بين المجموعتين. وقد أكثر العلماء من تصنيف الزوائد ونذكر منها هذين الكتابين الجليلين: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (807 ه) جمع فيه ما زاد على الكتب الستة من ستة مراجع هامة، وهي: مسند أحمد، ومسند أبي يعلى الموصلي، ومسند البزاز، والمعاجم الثلاثة للطبراني. المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني. جمع فيه الزوائد على الكتب الستة من ثمانية مسانيد: وهي لأبي داود الطيالسي، والحميدي، وابن أبي عمر، ومسدد، وأحمد بن منيع، وأبي بكر بن أبي شيبة، وعبد بن حميد، والحارث بن أبي أسامة. كتب التخريج وهي كتب تؤلف لتخريج أحاديث كتاب معين، ونعرف بأهمها فيما يلي: نصب الراية لأحاديث الهداية: تأليف الإمام الحافظ جمال الدين أبي محمد عبد الله بن يوسف الزيلعي الحنفي (المتوفى سنة 762ه)، خرج فيه أحاديث كتاب الهداية في الفقه الحنفي لعلي بن أبي بكر المرغيناني، من كبار فقهاء الحنفية (المتوفى سنة 593ه). المغنى عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار تأليف الحافظ الكبير الإمام عبد الرحيم بن الحسين العراقي (المتوفى سنة 806ه). التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير للحافظ ابن حجر.