عقدت حركة التوحيد والإصلاح نهاية الأسبوع الماضي لقاء مطول لمكتبها التنفيذي دام يومين كاملين بنواحي ولاد تايمة، عرف مدارسة ثلاث ملفات رئيسية لها علاقة بالتحولات التي يعرفها العالم العربي وتوجهات الحركة التي تستعد لعقد مؤتمرها الوطني السنة المقبلة وبنيتها التنظيمية وهي: «الربيع الديمقراطي إلى أين؟» و«توجهات المرحلة المقبلة 2018/2014» و«العمل المؤسساتي لحركة التوحيد والإصلاح». وقال محمد الحمداي رئيس حركة التوحيد الإصلاح في تصريح ل«التجديد»، إن طرح السؤال حول الربيع الديمقراطي جاء بحكم التحولات التي تشهدها مصر، حيث لا يمكن لحركة التوحيد والإصلاح أن تشتغل في واقع تبني فيه فقط على ما يروج في الصحافة أو ما ينشر من مقالات أو المواقع الاجتماعية. وأضاف أن قيادة الحركة من المفروض أن تكون قراءاتها لهذه التحولات فيها نصيب من التأني ومن العمق ومن العلمية. وعن تخصيص حيز مهم من اللقاء لتدارس توجهات المرحلة المقبلة، أرجع الحمداوي ذلك إلى ضرورة أن تحظى التوجهات التي تقبل عليها الحركة بالوقت الكافي من ناحية التشخيص وقراءة الواقع واستشراف التوجهات العامة لتحديد مشروع هذا التوجه الذي يجب أن يستمر طيلة هذه السنة التي تفصل عن المؤتمر، حتى تبقى الفرصة من أجل إرساله لعموم الأعضاء في الجهات والمناطق لتعميق النقاش والانخراط في إعداده. وأوضح المتحدث، أن تناول محور «العمل المؤسساتي للحركة» في ذات اللقاء، يهدف إلى طرح الأسئلة التي تثير القلق والتوتر المبدع، مشيرا إلى أنه سيكون من الخطأ عدم مواكبة التحولات الخارجية بملاءمة إحداث تغييرات وتطوير العمل المؤسساتي والهياكل التنظيمية وأشكال إدارة عمل الحركة، مؤكدا أن ذلك ما جعل الحركة تقتصر في هذا المحور على طرح الأسئلة الجريئة لإبراز مكامن الخلل على المستوى التنظيمي بما في ذلك السؤال حول مفهوم العضوية، والعلاقات والتواصل والتنسيق، والجهوية، والمجالات الاستراتيجية الجديدة ومكانها في الهرم التنظيمي، وكذلك مفهوم الهرم التنظيمي. يشار إلى أن اللقاء الذي استمر يومين كاملين هذه السنة صادف الذكرى 17 لميلاد حركة التوحيد والإصلاح بعد الوحدة الاندماجية في 31 غشت 1996. وفي هذا الصدد أكد الحمداوي أن أي دارس أو متتبع لمنهج الحركة وأفكارها ومواقفها وقراراتها، سيجد ملامح وتجليات وبصمات واضحة لمنهج الحركة في التدافع السلمي ومنهج الوسطية والاعتدال والتعاون على الخير مع الغير والمشاركة الإيجابية طيلة هذه المدة، والتي –قال المتحدث- إنها لم تزد الحركة إلا تشبثا بمنهجها وطموحا في تثبيت مكتسباتها وتركيزها وتطوير آفاقها، وأضاف الحمداي أن منطق الإسهام في إقامة الدين والتعاون مع الغير على الخير جعل الحركة تسير بخطى ثابتة وتراكم من مرحلة إلى أخرى مجموعة من الإنجازات التي تعطيها مزيدا من الثقة في منهجها لاستشراف المستقبل.