أجمع المتدخلون في الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني التاسع لشبيبة العدالة والتنمية أول أمس بالبيضاء على تأكيد أن لا تراجع عن مسار الإصلاح في المغرب، وألا مهادنة مع المفسدين، كما عبروا عن تضامنهم مع الشعب المصري في محنته ضد الانقلاب العسكري وضد تقتيل المتظاهرين السلميين، ومع الشعب السوري ضد السفاح بشار وما يقترفه يوميا من مجازر في بلاد الشام. في هذا الاتجاه ووسط مشاركين تجاوز عددهم الثلاث آلاف شدد خالد البوقرعي، الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، على شعار الملتقى الذي ينص على "متابعة المسار في ظل الحرص على حماية الخيار الديمقراطي". وحيى البوقرعي شجاعة ابن كيران وحكمته واصفا إياه بالرجل الذي أعاد الثقة إلى المواطنين في السياسية والساسة. وأضاف البوقرعي في مداخلته أن "تشبثنا بالديمقراطية هو عن قناعة وليس غير ذلك، وأننا سنستمر نناضل مع المؤسسات والشرفاء إلى أن نعلي راس بلادنا عاليا بين الأوطان"، معلنا عن دعمه للتجربة الحكومية وبمسار الإصلاح. وانتقد البوقرعي من سماهم "الكذابون والدجالون و الأفاكون" الذي يخلقون الكذبة ثم يصدقونها. وأضاف أن المغاربة "عاقوا بهم" و"أن الحكومة لا ترد عليهم لأنها مشغولة بقضايا أكبر وأننا لن نسمح برجوع المفسدين". من جهته حيى محمد ابراهمي، رئيس منظمة التجديد الطلابي، نضالية "شباب الإصلاح" "شباب يأبى إلا أن تكون إرادته في ملك يده خدمة للوطن والشعب"، و"شباب يناضل حتى لا نعود إلى مربع الفساد والاستبداد". وأضاف ابراهمي أن التحول الديمقراطي التي عرفته البلدان العربية ليس موجة عابرة أو قوس سيغلق بسهولة، بل هو لحظة تاريخية يستحيل الانقلاب عليها، لأن الشعب كسر حاجز الخوف و أصبح يؤمن بمستقبل الحرية ومستقبل الكرامة. وخلال كلمتها أثناء تسيير الجلسة قالت البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، اعتماد الزاهيدي، إن الشباب يجب أن يقف بثباث وتبصر في ظل وضعية راهنة دقيقة دوليا وإقليميا ووطنيا، وألا ينساق وراء الإعلام الكاذب الذي يسوق ما يتمنى أن يقع وليس ما هو واقع. وأضافت القيادية بشبيبة المصباح أن العدالة والتنمية لن تنجز إلى معارك هامشية وأنها ستبقى متشبثة بخيار الإصلاح في ظل الاستقرار، مشيرة أن ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق الخير للشعب والوطن. و في تصريحات مختلفة ل"التجديد" لعدد من الكتاب الجهويين للمنظمة الشبيبية، قال عصامي محمد، الكاتب الجهوي للشبيبة بجهة الحسيمة تاونات إن الملتقى التاسع محطة مهمة للتكوين السياسي لكثير من شباب العدالة والتنمية: خصوصا بحضور عدد من المؤطرين من مستوى عال قدموا من مختلف مدن المغرب وخارجه. وأضاف أن الملتقى مكان للرد على عدد من الأسئلة التي تدور في أذهان الشباب، مشيرا إلى أن خطاب بنكيران كان مطمئنا وحمل رسائل واضحة لخصوم الاستقرار : ورسائل أيضا للشباب في عدم التسرع والتريث على الحكم على الأشياء والاستعداد لتحمل المسؤولية في المستقبل. علي العروسي، الكاتب الجهوي للشبيبة بجهة مكناس تافيلالت، قال ل"التجديد" أن الملتقى ينعقد في ظرفية لا استقرار عدد من البلدان العربية، و المغرب خلال سنة عرف الكثير من المنعرجات منها خروج الاستقلال من الحكومة وايضا فتح اوراش كبرى ينتظر الشباب اجوبة عن مسارها مثل ورش اصلاح العدالة ومثل ورش ترسيخ دور الجمعيات في البناء الديمقراطي. من جهته يونس فكري الكاتب الجهوي للشبيبة بجهة الشرق قال ل"التجديد" إن الملتقى الوطني التاسع يأتي في سياق وطني وإقليمي خاص، ذلك أن العالم العربي يعرف نوع من الردة عن الثورة العربية خاصة في مصر، والانقلاب عن الانتخابات الديمقراطية غير المسبوقة في هذه الأقطار. والملتقى فرصة للشبيبة للتأكيد على وقوفها المبدئي مع الشرعية، ومع المظلومين ضد الطغاة ومن الانقلاب العسكري. . يشار إلى أن الجلسة الافتتاحية عرفت حضور أوجه سياسية ومدنية معروفة من قبيل وزراء العدالة والتنمية عبد الله باها، ومصطفى الخلفي ولحسن الداودي، وعبد العزيز رباح، كما حضرها عدد من البرلمانيين والضيوف من المغرب والأردن ومصر والسودان فيما غاب الفلسطينيون بسبب إغلاق معبر رفح من طرف الانقلابيين بمصر.وعرفت الجلسة كذلك حضور وجوه فنية ورياضية من قبيل الفنانة المقتدرة فاطمة وشاي والفنان ياسين أحجام. وكان من اللقطات المعبرة عند انتهاء الجلسة حرص الأمين العام للعدالة والتنمية عبد الاله ابن كيران على النزول من المنصة لتداول الحديث مع الفنانة المقتدرة فاطمة وشاي والتي حرصت على الظهور بمظهر المؤيدة للشرعية في مصر وضد الانقلاب العسكري.