توج الفائزون في مسابقة محمد السادس الوطنية للقرآن الكريم بعد أن أعلن محمد جميل مبارك رئيس اللجنة عن نتائج المسابقة خلال ليلة القرآن التي نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الجمعة 26 يوليوز 2013 بمسرح محمد الخامس بالرباط، وفاز بفرع الحفظ الكامل فيها على التوالي سعيد سبويه مرشح المندوبية الإقليمية باليوسفية، وعثمان بوعروق مرشح المندوبية الإقليمية بالمضيق - الفنيدق، وزكريا الزروالي مرشح المندوبية الجهوية لجهة الغرب الشراردة بني احسن. فيما فاز في فرع التجويد مع حفظ خمسة أحزاب بالطريقة المغربية كل من فاطمة الزهراء أبو إبراهيم من برشيد وعمر يارة مرشح مرشح من جهة العيون الساقية الحمراء، وابراهيم انهض من إفران. كما حصل على المراتب الثلاثة الاولى في فرع التجويد مع حفظ خمسة أحزاب بالطريقة المشرقية كل من خالد رياض من سلا وكلثوم زراد من فاس بولمان وهشام العابدي من مراكش. هذا وشهد برنامج الليلة تكريم مجموعة من المشتغلين على القرآن الكريم يتعلق الأمر بكل من محمد الطويل عضو المجلس العلمي بالحوز الذي عمل على مدار 40 سنة بتعليم القرآن الكريم وتخرج على يديه حوالي 25 ألف حافظ. والصهبة هابا من الداخلة والتي ناب عنها ابنها في الحضور حيث راكمت مسيرة 48 سنة في تعليم كتاب الله للناشئة. التكريم شمل أيضا فاعلين في المجال الإعلامي إذ تم اختيار الإعلامي وصاحب برنامج بقناة وإذاعة محمد السادس عبد القدوس أنحاس، وإلهام شفيق صاحبة برنامج مع القران للتكريم اعترافا لتقديمهم خدمات جليلة في العناية بالقرآن الكريم على منابر إعلامية. كما تم تخصيص فقرة للأطفال سُلم فيها جائزة تشجيعية لأصغر حافظ للقرآن محمد البقالي ذي التسع سنوات الذي يحفظ القرآن وألفية بن مالك والأجرومية وابن عاشر، إضافة إلى الاستماع إلى قراءات فردية للزبير الغوزي وضحى اوساو الفائزين في مسابقة التجويد لقناة الجزيرة. وقبل ختام الحفل أعطى وزير الأوقاف بالمناسبة إنطلاق عملية قرعة الحج لهذه السنة التي سيستفيد منها 82 من الأئمة إضافة إلى المؤذنين الذين ستشملهم القرعة هذه السنة حيث سيتفيدون أيضا من 82 مؤذنا للمرة الأولى وذلك باختيار 1 من كل إقليم وعمالة. وأسفرت القرعة عن اختيار محمد السملالي إمام ساحة باب الخميس بتارودانت ومحمد أبو جيل إمام بزايدة. والمؤذنون عبد الله باحسي مؤذن بآسا الزاك ومحمد الصلعي عن خميس انجرة فيما ستعلن الوزارة عن الباقي لاحقا، قبل أن تختم الليلة بقراءة جماعية لسورة ياسين. وقال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق في كلمة بالمناسبة، إن هناك نصف مليون طفل في المغرب يحفظون القرآن الكريم ويترددون على المدارس في نفس الوقت، مشيرا إلى أن إجبارية التمدرس على الأولاد لن تحول دون استمرار الأطفال في حفظ القرآن الكريم وذلك بفعل المدرسة الواحدة التي هي شعار البلد، حيث خصص نظام التعليم العتيق ثلث حصة التعلم لحفظ القرآن الكريم في السنوات التسع الأولى إضافة إلى كون التلميذ في فترة الاعدادي ملما بكل المواد التي تمكنه من اجتياز الامتحانات مع بقية المتعلمين في المدارس الأخرى. التوفيق أضاف أن التعليم الديني والقرآن الكريم قضية شعب وأمة وليس قضية إدارة وحكومة مؤكدا أن الإحصائيات تقول إن هناك إقبالا من الكهول والكبار ولا سيما النساء على القرآن الكريم، معتبرا حفظ القرآن الكريم من قبل النساء أمهات وزوجات وبنات؛ بمثابة إيداع للقرآن الكريم في منبع الاستمرار وذلك ما سيحفظ للأمة روحها. وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي أشاد بالعناية الكبيرة للمغرب بالقرآن الكريم متمثلة في مجموعة من المظاهر التي من بينها المسابقة الوطنية والدولية للقرآن الكريم وترؤس الملك للدروس الحسنية التي يدور أغلبها على القرآن الكريم، قال إن هناك مجموعة من الانجازات منها الكتاب الجديد «حمل القران الكريم ونشره في المملكة المغربية» الذي قدم للملك وسيوزع قريبا على وسائل الاعلام والمساجد والمهتمين. إضافة إلى أن هناك 500 رخصة سنويا للكتاتيب الخصوصية والملحقة بالمساجد سنويا واستفادة 250 ألفا من محو الأمية، كما أن هناك 15 تسجيلا لكبار قراء المغرب تذاع بالسادسة مما بوأها المرتبة الأولى من حيث الاستماع. هذا وتحدث التوفيق خلال الليلة التي حضرها أيضا بعض العلماء ورؤساء مجالس علمية وضيوف مشاركون في الدروس الحسنية؛ عن طبع مليون نسخة من المصحف المحمدي من يناير إلى يوليوز، 900 ألف منها تم تصديره للخارج، إلى جانب نشر مصحف الألواح الذي يضم قصار السور من بداية الانفطار إلى أطول سورة كما يحفظه الصغار في الكتاتيب. وضمن فقرات الحفل الذي تخللته قراءات فردية للقراء عبد العزيز السماهري وحليمة المهموزي ومصطفى زقان، إضافة إلى أمداح نبوية وابتهالات لمجموعة الفرقان بسلا.