قال الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، أول أمس السبت بكلية العلوم بالقنيطرة، إن الحوار الوطني مع جمعيات المجتمع المدني يسعى إلى بناء شراكة واسعة في تدبير الشأن العام في إطار أحكام الدستور. وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء أوضح الشوباني، خلال افتتاح اللقاء الجهوي الأول مع جمعيات المجتمع المدني والفاعلين المعنيين بجهة الغرب الشراردة بني احسن، أن اللجنة الوطنية تحاور المجتمع المدني مباشرة من خلال لقاءات جهوية، مبرزا أن هذه العملية، التي ستستغرق بضعة شهور وتشمل جميع جهات المملكة، تعد التزاما ومسؤولية وتحديا مطروحا على الجميع استجابة لمضامين الدستور الجديد ولانتظارات الجمعيات وحاجات الوطن. وأكد أن «الجميع، كل من موقعه، مدعو إلى العمل من أجل تأمين تفعيل الدستور تفعيلا جيدا من أجل مغرب أفضل وأكثر تقدما، وهذا التحدي يحتاج إلى عمل ونضال ومجهود مستمر ومتواصل»، مضيفا، في هذا السياق، «نعتز في المغرب لكون الدستور الجديد هو صناعة جماعية وتفعيله وحمايته مسؤولية جماعية». من جانبه، أكد إسماعيل العلوي، رئيس اللجنة الوطنية للحوار حول المجتمع المدني وأدواره الدستورية الجديدة، أن المجتمع المدني مطالب بتقديم مقترحات ترمي إلى جعل القوانين المنظمة لحياته الذاتية أكثر ملاءمة مع هدف توسيع مجال الحريات بالمغرب والمساهمة أكثر في تدبير الشأن العمومي كما نص على ذلك الدستور. وأبرز رئيس اللجنة الوطنية أن النشطاء في إطار جمعيات المجتمع المدني يدركون أن المهمة ليست بالسهلة لكنهم عازمون على المساهمة في اكتمال مضمون الدستور بتقديم اقتراحات تخص المبادرة التشريعية الشعبية والمساهمة في وضع السياسات العمومية بتفعيل مضمون الديمقراطية التشاركية، مشيرا إلى أن الحداثة في السياسة بمفهومها المتشبع بروح المواطنة الصادقة لا بروح الانتهازية وتربص الفرص والوصولية، تنبني على الحق الطبيعي المخول لكل فرد ولكل مواطن في أن تضمن له ظروفا اقتصادية واجتماعية تحترم كرامته وتمكنه من الممارسة الفعلية لحقوقه السياسية. من جهته، أكد نائب رئيس جامعة ابن طفيل محمد ضمير أن اختيار الجامعة لاحتضان هذا اللقاء يحمل دلالات ورمزية تضع الجامعة في قلب التحولات التي يعيشها المغرب ليس فقط بوصفها فضاء للبحث والتكوين، ولكن لاعتبارها شريكا في نشر ثقافة المواطنة بكل أبعادها ليتسنى للطلبة الانخراط في بناء مجتمع حداثي منفتح ومسؤول والقيام بالدور المنتظر منهم في إطار جمعيات المجتمع المدني أو في إطار الأحزاب الوطنية أو هما معا. كما أكد عز الدين الميداوي، عميد كلية العلوم بجامعة ابن طفيل، أن الحوار الوطني حول المجتمع المدني يؤكد ترسيخ العمل الجمعوي في فكر المواطن بكل أطيافه، ويؤكد الدور الجوهري الذي أصبح يضطلع به المجتمع المدني في الحياة اليومية، وضرورة تعميق دوره ليساهم أكثر في تأطير المواطن وفي تنمية الوطن.هذا وأشار سعيد علاي، الكاتب العام لجهة الغرب الشراردة بني احسن، إلى أن المجتمع المدني بجهة الغرب راكم خبرة واسعة سواء في المجال الخدماتي أو في مجال التربية والتكوين وغيرها، واستطاع على الرغم من الإكراهات القانونية ومحدودية الموارد أن يبلور مقاربات وتجارب جعلته يكتسب صفة الشريك الجاد للهيئات المنتخبة والسلطات العمومية. يذكر أن الحوار الوطني حول المجتمع المدني الذي انطلقت أولى لقاءاته الجهوية؛ يندرج ضمن رؤية مسؤولة تسعى إلى تقوية أدوار المجتمع المدني وتبويئه المكانة التي يستحقها كفاعل أساسي في البناء الديمقراطي والتنموي.