ستستمع اليوم غرفة الجنايات بالدار البيضاء إلى شهادة الشهود في قضية الخلية النائمة لتنظيم القاعدة بالمغرب، بعدما سبق لها أن استمعت إلى ستة متهمين يوم الثلاثاء الماضي، وباقي المتهمين مساء أول أمس. وخلال الجلسة الأخيرة ليوم الأربعاء، عرض القاضي "لحسن طلفى"، على المتهمين، خاصة المتهم السعودي هلال الثبيتي، المحجوزات التي تم ضبطها عندهم، من أجل التعرف عليها. وقد كانت هذه المحجوزات، التي ورد ذكرها بمحاضر الشرطة القضائية، عبارة عن أحجار مفحمة، غبرة صفراء اللون، ومجموعة أحجار صغيرة، تعتبر مكونات لبقايا حريق. بالإضافة إلى ذلك، عرض القاضي على السعودي الثبيتي، أشياء أخرى، منها زجاجة مكسرة، قال القاضي إنها خاصة لإعمال الخليط، وزجاجة أخرى مكسرة، وشيء عبر عنه القاضي باسم (Le fixateur). ومادة باسم (Hexamine) و(Hexamine detonateur). ولم يتعرف المتهم الثبيتي على هذه المواد، ونفى أية علاقة له بها، باستثناء مزهريات زجاجية صغيرة، كما طالب المحامي توفيق مساعف، الذي كان يؤازر موكله في أثناء عرض المحجوزات عليه، بتسجيل هذه المواد المحجوزة بمحضر كاتب الضبط بأسمائها، لكن رئيس الجلسة اكتفى بالقول إنه تم عرض المحجوزات على المتهم ولم يتعرف عليها. وقال مساعف لرئيس الجلسة إن المواد المعروضة على موكله هي مواد معدودة، بينما المحضر يتضمن 13 مادة محجوزة. وللتذكير فإن سلطة الاتهام تقول إنها أخذت عينة من بقايا حريق الحقيبة، وعرضتها على مختبر علمي بالدار البيضاء، وأنه من خلال المواد التي تم ذكرها بالمحاضر، يمكن بواسطتها تصنيع متفجرات وصواعق. وسبق لدفاع المتهمين أن طعن في هذه الخبرة، لأنه لم يشعر بتاريخ إجرائها ولا نتائجها، وأنها لم تحترم الشكليات القانونية لإجراء مثل هذه الخبرات، وقد أجلت المحكمة، في وقت سابق، البت في هذه الدفوع الشكلية إلى غاية الانتهاء من المرافعة في الجوهر. ومن جهة أخرى، وفي جلسة الأربعاء الماضي، استمعت المحكمة إلى باقي المتهمين في قضية الخلية النائمة وهم: نعيمة هيدور وبهيجة وحورية هيدور، وعبد الله عابد شرطي بمطار محمد الخامس. وقالت المتهمتان نعيمة وبهيجة للمحكمة إنه ليست لهما أية فكرة عن الإرهاب أو الجهاد، وإنهما مجرد امرأتين بسيطتين، تقدم إليهما السعوديان الثبيتي والعسيري، فتزوجاهما على سنة الله ورسوله وبحضور عدلين وشهود. وصرحت المتهمة نعيمة أنه سبق لها أن زارت أفغانستان مع السعودي العسيري، إمام وخطيب بالسعودية، ومكثت بها 3 شهور، وغادرتها فيما بعد؛ إبان القصف الأمريكي لأفغانستان. ونفت المتهمتان أن يكون لهما أي انتماء لأي تنظيم سياسي، وأن مستواهما الدراسي لا يتعدى الابتدائي. وقد صوب القاضي أسئلة مركزة للمتهمة بهيجة هيدور، حول الحقيبة التي تقول الشرطة إن بها مواد متفجرة، وصرحت المتهمة أنها أعطت أمرا لأختها حورية بإحراق حقيبتين بمدينة سلا، ليلة اختطاف المتهمين، دون أن تعلم بمحتوياتهما، وأضافت: "خفت أن تحتويا على مسائل متعلقة بالجهاد". وسألها القاضي حول كلمة "جهاد"، فأجابت بأن زوجها السعودي أخبرها ليلة دخلتها بأنه >مجاهد<، ولم تعط لهذا الإسم أي مدلول يذكر. وفيما يخص أختها حورية هيدور، قالت إنها أحرقت الحقيبتين بمكان خال بمدينة سلا، وأنها لم تكن تعلم بمحتوياتهما، وإنها نفذت فقط أوامر أختها بهيجة. وعرض عليها القاضي صورا فتوغرافية عن مكان الحريق، فتعرفت إلى المكان ولم تتأكد من الحريق ذاته. ومن التصريحات المثيرة للمتهمة حورية قولها للمحكمة إنها أخذت الحقيبتين من منزل أختها بعدما فتشته الشرطة عن كامله. وقد أكدت المتهمات أنهن وقعن على محاضر الشرطة بالإكراه ودون قراءتها، كما أن بعضهن تعرضن للتعذيب أو التهديد بالاغتصاب كما هو الشأن بالنسبة للمتهمة نعيمة. أما شرطي مطار محمد الخامس فقد أنكر تهمة الارتشاء المنسوبة إليه، وهي تسلمه مبلغ 200 درهم من السعودي العسيري، في أثناء دخول السعودي العسيري صحبة زوجته نعيمة إلى المغرب. وللإشارة فقد اعترف العسيري بأنه وضع صورة زوجته الثانية مكان زوجته الأولى بجواز السفر من أجل الدخول إلى المغرب، وأن شرطي المطار لم ينتبه إلى ذلك. وقال هذا الأخير للقاضي أنه لا يمكن التعرف إلى امرأة متنقبة، خاصة وأن تعليمات رؤسائه تقضي بألا يكشف عن وجه امرأة ذات خمار يغطي وجهها. وللتذكير فإن المحكمة استمعت يوم الثلاثاء الماضي إلى المتهمين السعوديين ونفوا علاقتهم بتنظيم القاعدة وفكرة التخطيط لأعمال إرهابية، وأن دخولهم للمغرب كان بهدف الزواج والاستقرار به. وللعلم فإن المتهمين في قضية الخلية يتابعون بتهم كثيرة؛ منها تكوين عصابة إجرامية من أجل إعداد وارتكاب جنايات ضد الأشخاص والممتلكات وتمويلها، والقيام بأعمال تخريبية تستهدف مصالح أجنبية بشمال المغرب، ومحاولة القتل وتصنيع وحيازة متفجرات وغيرها من التهم. عمر العمري