تلتمس أسرة "سعيد البوجعدية" بمدينة الدارالبيضاء من الجهات المعنية فتح تحقيق لمعرفة مآل ابنها وبحث إمكانية الإفراج عنه. وتقول "العايدية سلاهمي"، والدة "سعيد البوجعدية" إن ابنها غادرالمغرب في صيف 2001 مع أسرته في اتجاه سوريا لمزاولة التجارة هناك، ووعدها بالعودة بعد ستة أشهر على أبعد تقدير. وأضافت أنهما كانا يتواصلان عبر الهاتف، إلى أن انقطعت أخباره بصفة نهائية، وبعد مرور عدة أشهر توصلت برسالة آولى منه عن طريق الهلال الأحمر المغربي بواسطة الصليب الأحمر الدولي يخبرها فيها أنه يوجد بسجن في كوبا بعد ما تم اعتقاله من طرف القوات الأمريكية في أفغانستان، حيث علمت بعدها أنه كان معتقلا ب"غوانتنامو". "فاطمة البوجعدية"، أخت سعيد، تؤكد من جهتها أن الرسالة الأولى كانت مفاجئة، خاصة أن زوجة سعيد، "بوشرى بلموجان"، كانت قد أكدت لهم احتمال استشهاده في أفغانستان. وتضيف فاطمة في تصريح ل>التجديد < أن زوجة أخيها تمكنت، رفقة أبنائها، من الالتحاق بأرض الوطن، وأخبرت أسرة سعيد أنها كانت في أفغانستان، وفقدت زوجها في ظروف مجهولة أثناء الهجوم الأمريكي، مؤكدة احتمال استشهاده. وتوصلت العائلة برسالة ثالثة مؤرخة في 4 مارس 2002 يخبرهم فيها أنه لازال قيد التحقيق، ومما جاء فيها:>أخبرك (يخاطب أمه) بأن هذه ثالث رسالة إليك، وكما أخبرتك في الرسالة الماضية، فإني أكتب من وراء القضبان، وأننا مازلنا تحت التحقيق، وأنني يا أماه ما فعلت ولا شيئا، وأنتظر الفرج من الله سبحانه<، بعد هذه الرسالة تضيف أم سعيد: >جاءني بعض عناصر من مديرية التراب الوطني واستفسروني حول قضية ابني، كما قاموا بتفتيش منزله واستنطقوا زوجته، ووعدوني بأن المغرب سيعمل ما في وسعه لاستقدام ابني من معتقل غوانتنامو<. غير أنه في الآونة الأخيرة، تقول فاطمة البوجعدية :>صدر ببعض الصحف الوطنية أن بعض المعتقلين السابقين بالمعتقل السري بتمارة، والذين تم نقلهم إلى السجن المركزي بعكاشة البيضاء قد صرحوا بكونهم علموا بوجود معتقلين تم استقدامهم من "غوانتنامو" من طرف الجهاز المذكور، ومن بينهم أخي سعيد<. وجدير بالذكر أن الرسالة الثانية مؤرخة بتاريخ 13 فبراير 2002 (توصلت التجديد بسخة منها)، يخبرفيها سعيد أسرته أنه بسجن بكوبا، وأخبرها أنه لايعرف أي شيء عن أسرته الصغيرة المتكونة من زوجته وأبنائه، ويطلب من أمه الدعاء ويبارك لها العيد، أما الرسالة الأولى فقد سلمتها أم سعيد لرجال الأمن، وعن مضمونها تقول أخت سعيد إنه يخبرهم فيها بسبب ذهابه إلى أفغانستان، حيث كان ذلك بطلب من زوجته لزيارة أختها هناك، ويشار إلى أن أخت زوجة سعيد البوجعدية قتلت خلال العدوان الأمريكي على أفغانستان، وكانت زوجة زهير محمد الثبيتي المتهم في قضية الخلية النائمة بالمغرب. يشار إلى أن سعيد البوجعدية من مواليد 1969 بالبيضاء، مستواه الدراسي بكالوريا، متزوج وله ثلاثة أطفال. وكانت رسالة من معتقلين بسجن عكاشة بالبيضاء أوردت أن المغرب استقدم 23 معتقلا من غوانتنامو،وهو نفس ما أكده المختطف والمعتقل محمد الشطبي في حوار أجرته معه التجديد في عددها 580، ومن ضمن الأسماء التي ذكرها المعتقلون الذين سبقوا أن تعرضوا للاختطاف قبل إحالتهم على القضاء إسم المواطن "سعيد البوجعدية". خديجة عليموسى