لم يكن يدور بخلد تلميذة بشعبة علوم فيزيائية بالعرائش أن استخدام التكنولوجيا للغش في امتحان الباكالوريا يمكن أن تكون له مضاعفات صحية خطيرة، فقد اقتنت سماعة غير مرئية لا يتجاوز قطرها 2,5 مم مع مستلزماتها بمبلغ زهيد لا يتجاوز 130 درهما وتم وصل السماعة اللاسلكية بجهاز بلوتوث علقته على صدرها ووصلته هو الأخر بهاتفها المحمول. واتفقت مع صديقة لها على الاتصال بها من منزلها لمساعدتها على الإجابة على الأسئلة بعد أن تكون قد تسربت إلى الآنترنت دقائق بعد بداية الاختبارات. وفعلا نجحت الخطة، وكانت إجاباتها موفقة طوال الأيام الثلاثة للإمتحان مما أصبحت معه تمني نفسها بالنجاح والتفوق واستدراك ما فاتها من تكرار السنة. ولكن ما لم يكن متوقعا هو أن تعلق السماعة الدقيقة بمسلك أذنها، وقد استعصى استخراجها منه رغم استعمال قطعة ممغنطة من نفس حجم الساعة، أصبحت عالقة هي الأخرى بمسلك الأذن.ومما ضاعف من معاناتها إضافة إلى المحاولات المؤلمة لطبيب اختصاصي لاستخارجها، هو الإزعاج الحاصل عن تضخيم الأصوات الخارجية كصوت التلفاز، مما جعل أذنها بمثابة بوق مؤلم.وقد تطلب الأمر إجراء عملية جراحية معقدة ببنج عام في إحدى المصحات الخصوصية بمدينة أخرى لاستخراج هذه السماعة والقطعتين الممغنطتين المصاحبتين لها.