بحضور 220 فردا من مختلف الأعمار، نظمت جمعية التنمية النسائية والأعمال الاجتماعية بسيدي افني، الملتقى الأسري الثاني، تحت شعار: "الأسرة الممتدة أساس التكامل الأسري"، وذلك يوم 29 ماي المنصرم بدار الشباب بمدينة سيدي إفني. ورحبت في بداية الملتقى الكاتبة العامة للجمعية بالحضور، وذكرت من خلال كلمتها في الملتقى برسالة الأسرة الأساسية والتي تتجلى حسبها في السهر على تخريج الأبناء الصالحين بتربيتهم وتنشئتهم وتعليمهم واحتضانهم ورعايتهم، خاصة أن أطفال اليوم حسب المتحدثة يواجهون تحديات كبيرة في غياب دور الأسرة واحتلال فضاءات أخرى مجال التاطير التربوي للطفل كالشارع والإعلام. وتميز اللقاء بعرض قدمته خديجة كريم مهمة بمجال العلاقات الأسرية، حول: "أسس التربية الناجحة"، تحدثت فيه عن القواعد الأساسية لتربية الأبناء والتي تعتمد على المكافأة على السلوك الحسن، وتفادي العقوبات القاسية في حالة السلوك السيئ، والرفق والحنان في التعامل، والتربية عن طريق القدوة الحسنة الماثلة أمام أعين الطفل، وذكرت في المقابل العوامل المؤثرة في التربية الأبوية للأبناء، والتي تأتي من الشارع الذي يعج بمجموعة من تمظهرات الفساد، ثم المدرسة التي فقدت بعض أدوارها بحيث أصبح ينتشر فيها وخارج محيطها سلوكات سلبية من قبيل التدخين والمخدرات، والصحبة السيئة والإعلام الذي يستهدف مجموعة من القيم ويمرر مجموعة من الصور النمطية الخطيرة التي أضحت تهدد النشء. وتدارس الملتقى في محاوره سبل تعزيز التماسك العائلي، وتقوية العلاقات بين أفراد الأسرة بما يضمن استمرار الأسر الممتدة، وسبل تعزيز دور الأسر في حفظ القيم الاجتماعية وتنشئة الجيل الصاعد عليها، وكيفية المساهمة في الاستقرار المجتمعي المبني على روح التضامن والتعاون بين أفراده، وتم اقتراح جملة من التوصيات من أبرزها غرس القيم الروحية بالتمسك بها، والتثقيف الديني، والتعامل بالرفق والحنان بين أفرادها، وتجنب العنف والقسوة، والثقة والمحبة. وتحدثت رئيسة الجمعية التنمية النسائية والأعمال الاجتماعية بسيدي افني، عن مجموعة من الاختلالات التي أصبحت تعاني منها اللبنة الأساس للمجتمع (الأسرة)، ومحضنه التربوي الخالد الذي يعمل على ترسيخ القيم، ودعت الحاضرين إلى العمل بجدية على تثبيت قواعد المعاشرة الطيبة بين الزوجين وأفراد العائلة من جهة، وبين الأفراد والمجتمع عامة من خلال معالجة الاختلالات ورصد الانزلاق القيمي الذي أصبح واضحا بشكل كبير وسط المجتمع والعمل على محاربته بشتى الإمكانيات والوسائل. واختتمت أشغال الملتقى بتوزيع هدايا تذكارية على بعض النساء تقديرا وتنويها واعترافا بعلاقاتهن الطيبة في الأُسر، وتشجيعا لمجهوداتهن القيمة في تحقيق الامتداد الأسري والحفاظ على التماسك العائلي. يذكر بأن مجموعة من الهيئات من بينها حركة التوحيد والإصلاح، نظمت ملتقيات جهوية للأسرة بمختلف الجهات، وتهدف تلك الملتقيات حسب الجهات المنظمة إلى الدفاع عن الأسرة والارتقاء بها وتعزيز قيم التفاهم والتضامن بين أفرادها. ومن أجل إرساء قواعد الأسرة التي تعتبر اللبنة الأساسية في المجتمع.