بداية نهنئ العمال بعيدهم ونشد على أيديهم ونتمنى لهم كل الخير،أو ليسوا بناة الأوطان؟ بهم تعمر الأرض بالعمران، ونقول لهم بالدارجة المغربية»مْبارك عواشيركم يا الخدامة»(المونافرية). كما أنبه إلى أني أقصد بالعمال كل من يعرق ليكسب قوت يومه، وليس فقط المسجلين في النقابات»الأكثر تمثيلية»، كالمهندسين والربابنة،الصيادلة...»فهناك عمال آخرون غير معترف بهم (كالمواقفية، الحدادة، الفَرٌاشة، أوصحاب البلا والفأس...) المهم أن فاتح ماي، جرت العادة أن يخصص للطبقة العاملة لتقول كلمتها بكل حرية، إو هْنَا فين عْواج الفْكوسْ أبا المعطي، حيث يختلط الصراع السياسي بالنقابي، والشخصي أو زيدها حتى القبلي، ما كاين غير جيب اَلْفُمْ أُوقول. كنت وأنا طفل صغير أتذكر أني أقطع مسافة لابأس بها لأحضر استعراض العمال في مدينتي مراكش، كنا نسمي ذلك «بالدفيلي» حيث كنا نشاهد بإعجاب الفرقة النحاسية وهي تعزف ألحاناً اندلسية ويتبعها حشد العمال في انتظام، وفي المساء نعود بعد يوم متعب نتباهى بأننا شفنا الدفيلي، أما اليوم فالوقت تغير، وأصبحت الأحزاب تتناسل وأصبح لكل حزب نقابة، ولكل زعيم قبيلة واختلط الحابل بالنابل، وهذا ما شاهدته في الرباط بمناسبة فاتح ماي 2013، ولكم الصورة، ففي شارع محمد الخامس حيث تزاحمت النقابات وتضاربت الشعارات ومكبرات الصوت المحمولة باليد، وأخرى فوق السيارات إنه السوق، كلها يلغي بلغاه، فبالكاد تميز وسط هذا الصخب ما يرفع من الشعارات،إلا شعارا واحدا يتكرر باستمرار «بنكيران ارحل» وكأن هذا الشخص هو الذي خرب البلاد وقتل العباد، قد نتفق مع بعض المطالب العادلة للعمال، لكن أن نحمل كل المصائب لهذا الشخص وحده فهذه مبالغة. فكيف يعقل الى من حكموا البلاد منذ الاستقلال ومنهم حزب النقابي العتيد»خَبَاطْ» أن يحملوا المسؤولية لحزب لم يتسلم التسيير إلا مؤخراً، فأنا لا أنزه هذه الحكومة عن الخطأ فَسُبحان من لايخطئ، ولكن شيئا من المنطق.. في الحقيقة الأمور تنحو منحى الفوضى الخلاقة، فهذا النقابي العتيد حشر الناس في الحافلة من كل حدب وصوب، ووجههم إلى الرباط ويحكى والله أعلم 50 درهما للفرد ووعود أخرى، ليستعرض عضلاته في مسيرات»حاشدة»وهذا ما يفعله بعض المغاربة في حفل الخطوبة، حيث يلجأ أهل العريس الى حيلة تظهرهم من الميسورين وذلك بإعارة ثور أو خروف صَردي مع أكياس من السكر والدقيق والزيت، المهم هدية أميرية، وتؤخذ لها الصور وتسجل في الاسطوانات، لكن بعد حفل الخطوبة يتم ارجاع الثور وباقي الاشياء الى أصحابها وتبقى فقط الصور والذكريات، إوَ أبا المعطي هذا هو الزْواق، أُوالزواق يطير،هذا بالضبط ما قام به النقابي»خباط»،وتصوروا معي أن طفلا مراهقا من ضحايا هذا التجيش تحدثه اليه وهو في حالة سيئة قال لي: هلكني الجوع،فمنذ الخامسة صباحا الى الثالثة بعد الزوال لم اذق طعاما،سألته لماذا؟أجاب: قالوا لينا المكلة في الرباط وأعطوني طربوش،وقالوا لي المركوب فابور ذهابا وإياباً، طبعا هذا مغفل أما الاخرين فانتهزوا الفرصة وذهبوا لقضاء وقت ممتع على شاطئ البحر، طبعا بعد ترتيب جيد للرحلة، اما صاحبنا المراهق فسمع المركوب فابور فقفز داخل الحافلة دون اخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة الجوع والعطش... ومن الاشياء المضحكة المبكية في نفس الوقت ،ما قام به أحد القياديين في نقابة حمراء حيث عمد هذا الاخير الى مكبر صوت»ميغافون» وتصدر تظاهرة هذه النقابة الحمراء وبدأ بترديد شعارات الثورة الفرنسية وبالضبط امام ساحة البريد وسط استغراب الحضور حتى بعض السياح الاجانب ارتسمت على وجوههم ابتسامة ماكرة،أما صاحبنا فراح يردد ببلاهة وبصوت مبحوح»I I EGALITE... F F FRATERNITE...LI LI LIBERTE»وأنا أقول لهذا النقابي الاحمر عد الى ماضي فرنسا الاستعماري لترى هذه المبادئ تمشي على عكازين،وانظر الى مالي حاليا لترى الاخوة الانسانية، الله يلعن لما يحشم، إوا شفتي أبا المعطي هذ المسخ النقابي. الله يهدي ما خلق أو خلاص.