قال عبد الكبير العلوي المدغري المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، إن النموذج المغربي لحماية القدس الشريف ودعم صمود أهلها، يقوم على دعامتين أساسيتين، أولها سياسية وتتمثل في دعم مساعي السلام في الشرق الأوسط، والسعي لقيام دولة فلسطينية مستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، وإجراء الاتصالات اللازمة والدائمة بالأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي، و البابا من أجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني عموما، وسكان القدس الشريف خصوصا، بالإضافة إلى التنديد بالاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى حقوق ساكنة القدس، وأضاف المدغري في مداخلة له خلال لقاء تشاوري نظمته وكالة بيت مال القدس الشريف حول «أي نموذج نريد لحماية القدس ودعم صمود أهلها» أول أمس الثلاثاء بالمكتبة الوطنية بالرباط، (أضاف)أن هذه المساعي يضطلع بها الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، شخصيا، ويجند الدبلوماسية المغربية للعمل من أجل ذلك في جميع المحافل الدولية. والدعامة الثانية مدنية وتتمثل حسب المدغري فيما تقوم به وكالته من عمل ميداني يسمى «السياسية المدنية»، التي تقوم على استدعاء دور المجتمع المدني المقدسي وسلوك سياسة القرب، وذلك بمخالطة سكان القدس والاطلاع على ظروفهم والاستماع إلى اقتراحاتهم وطلباتهم، والعمل على تنفيذ المشاريع التي تعود عليهم بالنفع المباشر بالتنسيق والتعاون معهم. وأفاد المدغري أن وكالة بيت مال القدس استطاعت، بواسطة هذه السياسة وبتوجيه من رئيس لجنة القدس الملك محمد السادس، أن تنجز مشاريع ملموسة في قطاعات التعليم والصحة والإسكان والثقافة، والشباب والرياضة والمرأة، داعيا الدول الشقيقة إلى الانخراط في مثل هذا العمل، وتقديمها الدعم المالي اللازم لوكالة بيت مال القدس الشريف وفاء بالالتزامات التي قطعتها على نفسها في مؤتمرات القمة وغيرها من المؤتمرات الرسمية. وخلص المدغري إلى أن النموذج المغربي لحماية القدس ودعم صمود أهلها يقوم على العمل الميداني، ويعتمد على دور المجتمع المدني وشد عضده بالعمل الرسمي، وينفتح على الأفق الإنساني، ويعمل في إطار الشرعية والنزاهة والشفافية، ويفتح صدره لكل المخلصين العاملين الراغبين في المساهمة بالقليل أو بالكثير، ولا يقدم نفسه بديلا لأصحاب القضية الفلسطينية بل يخدمهم ويسند ظهرهم. وأبرز المدغري أن العدوان الهمجي والقمع الإسرائيلي للشعب الفلسطيني سيحوله إلى شعب حاقد، رغم أنه متسامح وكريم، مؤكدا أن العدوان لم يستطع إطفاء شعلة المقاومة الباسلة، داعيا الدول العربية والإسلامية إلى التوحد في دعم فلسطين، مؤكدا أن المجهود الدولي لم يؤدي إلى حماية الفلسطينيين وتوفير الأمن لهم، موجها الشكر إلى ملك البلاد الذي تكفل بمصاريف اللقاء. من جهته أوضح أحمد حسن صبح سفير دولة فلسطين بالرباط أن الشعب الفلسطيني يعمل على أربع محاور وأربع جبهات في أن واحد، أولا دعم صمود المناضلين على الأرض، فهناك حسبه حركة صهيونية دءوبة تريد أكبر قدر ممكن من الأرض، بأقل قدر ممكن من السكان، قائلا «ونحن ندعم الهجرة المعاكسة في العودة إلى الوطن»، مفيدا أن هذا الصمود يأتي متكافلا ومتكاملا مع مقاومة شعبية عارمة للدفاع عن الأرض، وفي مواجهة الجدار، وفي الحفاظ على دعم متواصل للأسرى وعلى الحفاظ على حقوقنا. الجبهة الثانية حسب السفير الفلسطيني بناء مؤسسات الدولة، قائلا»دولة نعتز بها، ويعتز بها أبناؤنا، دولة ليست شعار، ولا مجرد تصويت في المحافل الدولية، إنها دولة المؤسسات، تقوم على الحق وعلى العدل، وعلى تقديم أفضل الخدمات، للشعب بغض النظر عن الانتماءات السياسية والمواقع الجغرفية»، مبرزا أن البناء المؤسساتي استطاع أن يفرض اعتراف كامل بالدولة الفلسطينية في اليونسكو، «وعضوية منقوصة نأمل أن تكمل في الجمعية العامة للأمم المتحدة»، مضيفا نريد أن نحقق حق الشعب الفلسطيني الغير القابل في التصرف في العودة وبناء الدولة وعاصمتها القدس الشريف إن شاء الله. وقال حسن صبح نحاول جاهدين وهي الجبهة الثالثة أن نطوي صفحة سوداء لا نعتز بها أبدا، ألا وهي صفحة الانقسام، ونحن جاهزون اليوم قبل الغد لأن نطبق ما اتفقنا عليه بين الأشقاء، فالوحدة الوطنية ليست خيارا لنا، بل هي واجب قومي وسياسي ووطني وديني وهي شرط في الانتصار، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن نحقق أهداف شعبنا، إلا عندما تزول صفحة الانقسام، ونحن نريد أن نطبق ما اتفقنا عليه، ومن خلال التداول السلمي للسلطة، ونحن سننحني احتراما لما يقرره الشعب الفلسطيني في الانتخابات القادمة إن شاء الله. الجبهة الرابعة يفيد حسن صبح أن الشعب الفلسطيني نحن مستمر في حركة تورية نشطة تفرض علينا قضيتنا الفلسطينية، قائلا «لأننا لا نواجه احتلالا عاديا، ولا نواجه عدوا تقليديا، لو كان كذلك لانتصرنا عليه منذ زمن بعيد»، موضحا أن هناك للأسف الشديد من يجعل من إسرائيل دولة فوق القانون الدولي، مضيفا ونحن يجب أن نجرها إلى حيت يجب أن تكون، تحاسب كما تحاسب باقي الدول، وان تعاقب كما يجب أن يعاقب من يقوم بمثل هذه الخروقات الجسيمة. من جهته دعا المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة عبد العزيز بن عثمان التويجري إلى عدم الاعتماد على الدول الغربية في تحرير الشعب الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني، قائلا « إنهم منافقون»، موضحا أنهم يكذبون علينا باسم حرية التعبير وحقوق الإنسان، والمعول عليه حسبه صمود الشعب الفلسطيني أولا، ووحدة صفه ثانيا، ودعم الدول الإسلامية والعربية له ثالثا، مبرزا أن الفلسطينيين ملزمون بأن يكونوا يدا واحدة، بعدها سيفرضون على الدول العربية والإسلامية مساعدتهم، مضيفا لم يظلم شعب مثلما ظلم الشعب الفلسطيني. ونوه التويجري بعمل وكالة بيت مال القدس في دعمها ومساندتها للشعب الفلسطيني في محنته، قائلا» الوكالة تقوم بعمل مشرف في أوقات صعبة»، لا يجب أن نعول فقط على الإسيسكو ولجنة القدس ووكالتها لانقاد القدس، بل يجب الاعتماد على كل الحكومات في الدول العربية والإسلامية، يقول التويجري، مبديا تأسفه هو الأخر على كون إسرائيل فوق القانون لا تعاقب ولا تحاسب. ودعا البيان الختامي الصادر عن ذات اللقاء التشاوري ،إلى وضع آلية لتنسيق الدعم الموجه للقدس في ضوء قرارات القمم العربية والإسلامية والدولية ذات الصلة، ضمن الخطط والبرامج الخاصة بالقدس التي تم اعتمادها لهذا الغرض، وإلى حشد جهود المؤسسات المدنية والعربية والدولية والصديقة لدعم البرامج والخطط التي تكفل حماية المواطن المقدسي، وصيانة حقوقه وحفظ كرامته، وكذا تجنيد وسائل الإعلام الرسمية والخاصة للدفاع عن قضية القدس من خلال تنفيذ برامج نوعية موجهة على الخصوص للرأي العام الدولي، وحماية القدس والحفاظ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية وصيانة هويتها العربية والإسلامية ومقاومة خطط وبرامج التهويد، وجعل تنمية الإنسان وتعزيز صموده على أرضه محور برامج التنمية الموجهة للقدس. وأعرب المشاركون في اللقاء عن تقديرهم العميق للجهود الموصولة، للملك محمد السادس ، رئيس لجنة القدس، في حماية القدس والحفاظ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، ودعم صمود أهلها على أرضهم المباركة، كما ثمنوا الدور البارز للقيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس في تفعيل دور المؤسسات للدفاع عن القدس، وأشادوا بالإنجازات القيمة لوكالة بيت مال القدس الشريف على الأرض لخدمة القدس تحت الإشراف المباشر لرئيسها، منوهين كذلك بالتقليد الذي كرسته الوكالة للتواصل المستمر مع أهل القدس والتشاور مع مؤسساتهم لوضع البرامج العملية والواقعية لدعم القدس بمهنية وشفافية. وأضاف البيان إلى أن المشاركين في اللقاء التشاوري اعتمدوا الورقة التوجيهية للقاء، لاسيما أهداف ومبادئ السياسة المدنية التي اعتمدتها وكالة بيت مال القدس الشريف والتي تقوم على مخالطة أهالي القدس ومقاربة حاجاتهم والاستجابة لها قدر المستطاع وفق أولويات محددة. ووجه المشاركون في اللقاء برقيتين إلى الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، و إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس. اللقاء حضره كل من محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، وعبد الله بها وزير الدولة، وخالد السفياني منسق منسق المجموعة الوطنية للتضامن مع فلسطين، بالإضافة إلى ممثلي الهيئات السياسية والدينية والمؤسسات المدنية العاملة في القطاعات المختلفة في القدس.