دعا البيان الختامي الصادر عن اللقاء التشاوري٬ الذي نظمته وكالة بيت مال القدس الشريف٬ أول أمس الثلاثاء، بالرباط٬ مع ممثلي الهيئات السياسية والدينية والمدنية العاملة في القطاعات المختلفة في القدس٬ إلى وضع آلية لتنسيق الدعم الموجه للقدس في ضوء قرارات القمم العربية والإسلامية والدولية ذات الصلة٬ ضمن الخطط والبرامج الخاصة بالقدس التي جرى اعتمادها لهذا الغرض. عبد الكبير العلوي المدغري المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف كما دعا البيان الختامي الصادر عن هذا اللقاء٬ المنظم حول موضوع "أي نموذج نريد لحماية القدس ودعم صمود أهلها ؟"٬ إلى حشد جهود المؤسسات المدنية والعربية والدولية والصديقة لدعم البرامج والخطط التي تكفل حماية المواطن المقدسي وصيانة حقوقه وحفظ كرامته٬ وكذا تجنيد وسائل الإعلام الرسمية والخاصة للدفاع عن قضية القدس، من خلال تنفيذ برامج نوعية موجهة على الخصوص للرأي العام الدولي. ودعا البيان، أيضا، إلى حماية القدس والحفاظ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، وصيانة هويتها العربية ومقاومة خطط وبرامج التهويد٬ وجعل تنمية الإنسان وتعزيز صموده على أرضه محور برامج التنمية الموجهة للقدس. من جانب آخر٬ أعرب المشاركون في هذا اللقاء عن تقديرهم العميق للجهود الموصولة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ رئيس لجنة القدس٬ في حماية القدس والحفاظ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية٬ ودعم صمود أهلها على أرضهم المباركة٬ كما ثمنوا الدور البارز للقيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس في تفعيل دور المؤسسات للدفاع عن القدس. وأشادوا بالإنجازات القيمة لوكالة بيت مال القدس الشريف على الأرض لخدمة القدس تحت الإشراف المباشر لجلالة الملك رئيس لجنة القدس٬ منوهين كذلك بالتقليد الذي كرسته الوكالة للتواصل المستمر مع أهل القدس والتشاور مع مؤسساتهم لوضع البرامج العملية والواقعية لدعم القدس بمهنية وشفافية. من جهة أخرى٬ أشار البيان الختامي إلى أن المشاركين في هذا اللقاء التشاوري اعتمدوا الورقة التوجيهية للقاء، سيما أهداف ومبادئ السياسة المدنية التي اعتمدتها وكالة بيت مال القدس الشريف والتي تقوم على مخالطة أهالي القدس ومقاربة حاجاتهم والاستجابة لها قدر المستطاع وفق أولويات محددة. من جهة أخرى، استعرض عبد الكبير العلوي المدغري٬ المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف٬ أول أمس الثلاثاء بالرباط٬ النموذج المغربي لحماية القدس الشريف ودعم صمود أهلها٬ الذي يقوم على دعامتين أساسيتين سياسية وميدانية. وأوضح العلوي المدغري٬ في مداخلة خلال اللقاء التشاوري أن الدعامة السياسية للنموذج المغربي تتمثل في دعم مساعي السلام في الشرق الأوسط٬ والسعي لحل الدولتين على أساس قيام دولة فلسطينية مستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف٬ وإجراء الاتصالات اللازمة والدائمة بالأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي وقداسة البابا، من أجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني عموما وسكان القدس الشريف على وجه الخصوص٬ وكذا التنديد بالاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى حقوق ساكنة القدس. وذكر العلوي المدغري٬ خلال هذا اللقاء الذي شارك فيه٬ على الخصوص٬ المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، عبد العزيز بن عثمان التويجري٬ وسفير دولة فلسطين بالرباط، أحمد حسن صبح٬ وممثلو الهيئات السياسية والدينية والمؤسسات المدنية العاملة في القطاعات المختلفة في القدس٬ بحضور شخصيات حكومية وسياسية ومدنية مغربية من بينها وزير الدولة، عبد الله باها٬ أن هذه المساعي يضطلع بها شخصيا صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ رئيس لجنة القدس٬ ويجند الدبلوماسية المغربية للعمل من أجل ذلك في جميع المحافل الدولية. وبخصوص الدعامة الثانية الميدانية٬ أبرز المدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف أنها تتمثل في ما تقوم به هذه الأخيرة من عمل ميداني يسمى "السياسية المدنية"٬ التي تقوم على استدعاء دور المجتمع المدني المقدسي وسلوك سياسة القرب٬ بمخالطة سكان القدس والاطلاع على ظروفهم والاستماع إلى اقتراحاتهم وطلباتهم٬ والعمل على تنفيذ المشاريع التي تعود عليهم بالنفع المباشر بالتنسيق والتعاون معهم. وأشار إلى أن وكالة بيت مال القدس استطاعت٬ بواسطة هذه السياسة وبتوجيه من رئيس لجنة القدس صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ أن تنجز مشاريع ملموسة في قطاعات التعليم والصحة والإسكان والثقافة والشباب والرياضة والمرأة٬ مبرزا أن هذا العمل يمكن أن تنخرط فيه الدول الشقيقة بتقديم الدعم المالي اللازم لوكالة بيت مال القدس الشريف وفاء بالالتزامات التي قطعتها على نفسها في مؤتمرات القمة وغيرها من المؤتمرات الرسمية٬ كما يمكن أن ينخرط فيه المجتمع المدني العربي والإسلامي والمسيحي بكل أطيافه. وخلص عبد الكبير العلوي المدغري إلى القول أن النموذج المغربي لحماية القدس ودعم صمود أهلها يقوم على العمل الميداني٬ ويعتمد على دور المجتمع المدني وشد عضده بالعمل الرسمي٬ وينفتح على الأفق الإنساني٬ ويعمل في إطار الشرعية والنزاهة والشفافية٬ ويفتح صدره لكل المخلصين العاملين الراغبين في المساهمة بالقليل أو بالكثير٬ ولا يقدم نفسه بديلا لأصحاب القضية الفلسطينية بل يخدمهم ويسند ظهرهم. من جانب آخر٬ حرصت كلمات باقي المتدخلين وفي مقدمتهم عبد العزيز بن عثمان التويجري، وأحمد حسن صبح٬ وممثلو بعض الهيئات السياسية والدينية والمدنية بالقدس الشريف٬ على الإشادة بالجهود المتميزة التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ رئيس لجنة القدس٬ الرامية إلى الحفاظ على الطابع الخاص للقدس الشريف ودعم صمود الشعب الفلسطيني بالمدينة المقدسة. كما عبر المتدخلون عن اعتزازهم وتقديرهم للدعم الثابت والمستمر للمغرب وقواه الحية للقضية الفلسطينية٬ منوهين أيضا بالأنشطة المتعددة الميدانية التي تقوم بها وكالة بيت مال القدس الشريف في مختلف المجالات لدعم صمود أهل القدس.