إذا كان المرء لا يفتر عن تنظيف غرفة نومه، فالأحرى والأولى أن لا يتوانى في تنظيف ذاته من الداخل<، كانت هذه فحوى ما افتتح به الدكتور مصطفى أبو سعد، المدرب العالمي في التنمية الذاتية، دورته التدريبية التي أطرها لمنظمة تجديد الوعي النسائي في مقرها المركزي بالدار البيضاء يوم الأحد 26 يناير 2003. تطرق الدكتور مصطفى أبو سعد خلال دورته التدريبية إلى الوسائل والاستراتيجيات التي تخول للإنسان اتزان طاقته البشرية عبر الانتقال من الذات المزيفة إلى الذات الحقيقية، وهو ما عبر عنه بنظافة الذات من الداخل أو كما سماها هو رحلة الطمأنينة. وفي تحديده للذات المزيفة التي يجب التخلص منها، أشار الدكتور مصطفى أبو سعد إلى مواصفاتها التي تتجلى في كل من: الخوف، اللوم، الحق، الغيرة، المقارنة، الغضب، الكراهية، التكبر، المنافسة، النميمة، الغيبة، الكذب، الخصام. هذه المواصفات كلها تؤدي إلى حالات نفسية من ضغوط نفسية وقلق وضياع وتعاسة وإحباط وشعور بالوحدة، وكل هذه الأمور ، يقول المدرب العالمي في التنمية الذاتية، تمثل البعد عن الله عز وجل. إن هذه المواصفات إذا أضيفت لها العيشة في الماضي بترسباتها السلبية أو العيشة في المستقبل بقهر الذات في حاضرها من أجل المستقبل، يمثل حسب الدكتور أبو سعد محور الشر. وبالمقابل يحدد أبو سعد محور الخير الذي ينبغي للإنسان أن ينخرط فيه في العيشة في الحاضر، وهو ما يتأتى عن طريق الهدوء والحكمة والراحة النفسية وراحة البال والتقبل والسعادة، وهذه الحالات تتأتى للإنسان، كما أشار إلى صفات الذات الحقيقية التي يتوصل إلىها الإنسان بواسطة رحلة الطمأنينة. وفي ما يخص صفات الذات الحقيقية، حددها الدكتور مصطفى أبو سعد في ما يلي: (الحب، الحنان، التسامح، العطاء، الصدق، الصبر، التعلم، التواضع، التفاهم، الثقة، الكفاح، الاتصال) هذه الصفات تمكن الإنسان من التقرب إلى الله عز وجل. ونشير إلى أن الدورة التدريبية تضمنت أفكارا أخرى غير هذه عن الطاقة الذاتية وكيف ننميها لا يتسع المجال لذكرها، كما تضمنت تدريبات عملية تجلت في تعليم الحاضرين حركات خاصة تمكن من الاستفادة من الطاقة الذاتية سواء من أجل اتزان الطاقة للفرد في حياته الخاصة أو من أجل التواصل الجيد مع الناس أو من أجل نجاح العلاقات الأسرية.