عاشت ساكنة حي مولاي عبد الله بفاس الجديد ليلة السبت/ الأحد «ليلة بيضاء» بعد انهيار منزل من طابقين تقطن به أم وطفلها ذي الخمس سنوات حوالي الساعة العاشرة ليلا بدرب الحاج امبارك، متسببا في حدوث شقوق في أربع منازل مجاورة وانهيار سور بإحداها، ولم يخلف الحادث ضحايا بعد تمكن الأم وطفلها من مغادرة الغرفة (محاذية لباب المنزل) التي كانا يستعدان للمبيت فيها دقائق قبل انهيارها. وعاينت «التجديد»، إتلاف حاجيات المنزل بالكامل، فيما غادرت العديد من الأسر منازلها خشية تعرض منازلها للانهيار علما أن أغلب الدور بالحي آيلة للسقوط. وحسب مصادر من السلطات المحلية، فإن المنزل المنهار لم يكن مصنفا ضمن الدور الآيلة للسقوط، بعد أن تم ترميمه قبل سبع سنوات، فيما الدور المجاورة له التي تصدعت جنباتها وتعرضت لأضرار بليغة وجهت إلى أسرها إنذارات بالإفراغ. وصرح عدد من سكان الحي ل»التجديد»، أنهم لن يتركوا منازلهم لعدم قدرتهم على سداد المبلغ المخصص للدفع من أجل الاستفادة من السكن الاقتصادي الذي تقترحه السلطات المحلية. ويعد هذا الانهيار الثالث من نوعه في ظرف شهر واحد، بعد انهيار عمارة مكونة من خمس طوابق بالحي الحسني وأخرى مكونة من ست طوابق بسهب الورد كانت في طور البناء، ويعيد «شبح» الدور الآيلة للسقوط إلى الواجهة، خاصة أن معطيات رسمية تكشف وجود أزيد من 2000 عمارة من خمسة طوابق في المنطقة الشمالية للمدينة (تضم الحي الحسني، المرنيين، بن دباب، ظهر الخميس) مصنفة في الدرجة الأولى من حيث احتمال الانهيار، إضافة إلى 3666 بناية في المدينة العتيقة. يذكر، أن الأمطار الغزيرة التي تتهاطل على المدينة منذ أسابيع عرت واقع البنية التحتية للمدينة، حيث أدت الأمطار إلى غرق العديد من الأحياء طيلة اليومين الماضيين، في مقدمتها أزقة ودروب المدينة العتيقة وأحياء المرجة وبنسودة وللاسكينة، فيما تعرضت بعض الأزقة إلى انفجار واد الحار وغرقها في المياه العادمة.