يسود توتر واستياء كبيران بفاس، بعد انهيار عمارة من خمسة طوابق بالحي الحسني التابع لمقاطعة المرينيين يقطن بها تسعة أسر حوالي الثامنة من صباح الخميس 14 مارس 2013 متسببا في حدوث شقوق في العمارات المجاورة وانهيار سور بإحداها. وذكر شهود عيان، أن الحادث لم يخلف ضحايا بعد تمكن الأسر مغادرتها دقائق قبل انهيارها، وأضاف الشهود أن الأسر لم يتمكنوا من استخراج حاجياتهم التي أتلفت بالكامل. حادث الانهيار ولد "سخطا" عارما وحالة من "الرعب" في صفوف آلاف الأسر التي تقطن المئات من العمارات الآيلة للسقوط بالحي، ولجأ بعضهم إلى مغادرة منازلهم وحمل الآثاث وبعض المستلزمات المنزلية إلى الخارج خشية انهيارها، خاصة أن أغلب المنازل مصنفة في الدرجة الأولى من حيث احتمال انهيارها منذ مدة، في الوقت الذي نظم العشرات من الساكنة مسيرة قبل أن تعترضها قوات الأمن وتطوقها أمام ثانوية القرويين وتقترح عليهم تشكيل لجنة للحوار. مصادر مطلعة، أكدت أن العمارة التي انهارت عن آخرها، صدر في حقها قرار لإفراغها منذ نونبر 2012، إلى جانب مئات العمارات الأخرى الآيلة للسقوط، غير أن الساكنة ترفض مغادرة مساكنها لعدم قدرتها على سداد المبلغ المخصص للدفع من أجل الاستفادة من السكن الاقتصادي الذي تقترحه السلطات المحلية. من جهته، أكد محمد الخلفي رئيس قسم التعمير والبيئة بولاية جهة فاس- بولمان، أن السلطات نظمت بعد حادث الانهيار سلسة من اللقاءات مع عدد من الأسر بالحي بينهم الأسر التسعة التي كانت تقطن بالعمارة، وقال في تصريح ل"التجديد"، إن السلطات تقترح على الأسر الاستفادة من برنامج السكن الاجتماعي المنخفض التكلفة (بمبلغ 14 مليون سنتيم) إلى جانب تلقي دعم مادي بقيمة 60 ألف درهم لكل أسرة، علما أن المنازل في مجملها لا تتجاوز مساحتها 45 متر مربع، وأضاف المتحدث، أن حوالي 2000 عمارة بخمسة طوابق في المنطقة الشمالية للمدينة (تضم الحي الحسني، المرنيين، بن دباب، ظهر الخميس) مصنفة من الدرجة الأولى من حيث احتمال الانهيار إلى جانب أزيد من 4000 مصنفة من الدرجة الثانية والثالثة من حيث الخطورة، إضافة إلى 3666 بناية مهددة بالانهيار في المدينة العتيقة فقط. من جهة أخرى، عرّت الأمطار الغزيرة التي تتهاطل على المدينة منذ أسابيع واقع البنية التحتية للمدينة، حيث أدت الأمطار إلى غرق العديد من الأحياء طيلة اليومين الماضيين، في مقدمتها أزقة ودروب المدينة العتيقة وأحياء المرجة وبنسودة وللاسكينة، فيما تعرضت بعض الأزقة إلى انفجار واد الحار وغرقها في المياه العادمة.