تشكل محطة تصفية المياه العادمة لمديونة بالدار البيضاء، التي أشرف الملك محمد السادس، ورئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند، على تدشينها أول أمس الأربعاء، إنجازا تكنولوجيا في مجال المحافظة على المنظومة البيئية. فالمحطة أنجزت على مساحة 3.5 هكتارا بتراب المجاطية أولاد الطالب (محطة التصفية وحوض تجميع المياه المطرية)، بإشراف الشركة الفرنسية "ليدك"، وهو مشروع تطلب إنجازه سنتين بكلفة مالية تصل إلى 14,1 مليار سنتيم (ضمنها 4 ملايين درهم كمساهمة من وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية). ويندرج إنجاز محطة تصفية المياه العادة بمديونة في إطار الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، الذي أعطى انطلاقته الملك في يوليوز 2009، كما تدخل هذه المنشأة التكنولوجية والبيئية المتقدمة في نطاق المخطط المديري لمحاربة التلوث بولاية الدار البيضاء الكبرى، والذي يهدف بشكل أساسي إلى تحسين إطار عيش الساكنة. ويهدف هذا المشروع الكبير، الذي يعتبر هو الثاني من نوعه بعد جنوب إفريقيا، إلى معالجة المياه العادمة لمديونة من أجل حماية واد حصار، بما يمكن من صيانة الوسط الطبيعي والمحافظة على الموارد المائية في آن واحد، من خلال تحويل المياه العادمة إلى مياه صالحة للسقي الزراعي لمساعدة صغار الفلاحين على تنمية منتوجاتهم وتحسين دخلهم من جهة، وللحد من تلوث البيئة من جهة أخرى.. وقد تم تصميم المحطة لتكون لها طاقة تعادل استعمال 40 ألفا من السكان، مع إمكانية أن يصل هذا الحجم مستقبلا إلى 80 ألفا، كما تتوفر على قدرة معالجة تقدر ب 3800 متر مكعب من المياه في اليوم، بقوة صبيب تصل 300 متر مكعب في الساعة. وأهم ما يميز هذه المحطة النموذجية كونها تمزج بين تكنولوجيا الأوحال المنشطة وتكنولوجيا الأغشية. للإشارة، فإن هذا البرنامج الذي يتوخى أيضا الرفع من نسبة المعالجة الثلاثية للمياه العادمة وإعادة استعمالها بنسبة 50 في المائة في أفق 2020، لأجل مواكبة الضغط والتوسع العمراني والديموغرافي الذي قد تعرفه المنطقة مستقبلا، مكن حسب معطيات "ليديك"، من معالجة 24 بالمائة من هذه المياه بواسطة 62 محطة معالجة تتوزع على مختلف مناطق المملكة، كما يرتقب أن تصل هذه النسبة إلى 38 بالمائة عند الشروع في استغلال المحطات الموجودة في طور الإنجاز والتي يبلغ تعدادها 43 محطة. للإشارة، فهذه المنشأة تنضاف إلى عدد من محطات معالجة المياه العادمة المنجزة بمختلف جهات المملكة، والتي تتقاطع مع أهداف البرنامج الوطني للتطهير السائل الذي يروم الرفع من نسبة الربط بالشبكة إلى 75 بالمائة في أفق سنة 2016 ، وبنسبة 80 بالمائة في أفق سنة 2020 ، وصولا إلى 100 في المائة بحلول سنة 2030، فضلا عن سعيه إلى التقليص من حجم التلوث الناجم عن المياه المنزلية العادمة ب 40 في المائة سنة 2016 وبنسبة 80 بالمائة في أفق 2020. هذا، وينتظر أن تعطي الزيارة الملكية لأول أمس لمديونة دفعة قوية من أجل تنمية المشاريع المفتوحة وتعزيز سبل جاذبية الاستثمارات التي وصل حجم تكلفتها إلى 24 مليون درهم. وذلك على خلفية أهمية موقع الاقليم من الناحية الإستراتيجية باعتباره المتنفس الطبيعي لجهة الدارالبيضاء. ويرتقب حسب مخطط التهيئة الحضري لجهة الدارالبيضاء لما بين(2010-2030)، أن تصل حصة التطور العمراني بإقليم مديونة إلى نسبة 16 في المائة على مساحة 2000 هكتار، وعملية تطور مناطق الاستثمار والتشغيل إلى نسبة 20 في المائة على مساحة 1100هكتار ، وذلك إذا ما أعطيت الأهمية للقطب الصناعي "أولاد حادة" الذي دشن على مساحة 850 هكتارا ، مما سيصنف كأكبر منطقة صناعية بالمغرب.