أعلن في حفل ختام الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي التي نظمت مؤخرا بزاكورة، وبعد تكريم جمهورية مصر العربية في شخص المخرجة شيرين غيث وتكريم الدكتور لحبيب الناصري مدير المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، عن نتائج المسابقة النهائية حيث توج فيلم " الأطفال ضحايا الفلوجة " للمخرج العراقي فرات علاني عن جائزة الجمهور، وحصل على جائزة التحكيم مناصفة كل من فيلم "الأقصى يسكن الأقصى" للمخرج المغربي عبد الرحمان لعوان وفيلم " حسن الشرق " للمخرج المصري محمد عصام، كما تمكن فيلم "جذور" للمخرجة الفرنسية سيسيل كورو من انتزاع جائزتي النقد والجائزة الكبرى للمهرجان. و فيلم " الأقصى يسكن الأقصى" يتحدث عن أوقاف المغاربة ببيت المقدس وتاريخ التواجد المغربي بالأراضي المقدسة، ويتضمن شهادات لأساتذة وأكاديميين من المغرب ومن خارج المغرب منهم خالد السفياني والمفكر الاسلامي المقرئ الادريسي أبو زيد والأكاديمي المغربي عبد الهادي التازي وشخصيات أخرى. وبعد تتويجه بجائزة لجنة التحكيم، صرح مخرج فيلم " الأقصى يسكن الأقصى" ل"التجديد"، أن هذا التتويج هو تتويج في الحقيقة للقضية الفلسطينية خصوصا وأنها المرة الثانية التي يعتلي فيها هذا الفيلم منصة التتويج بعد أن كان قد حصل على نفس الجائزة بالدورة الأولى للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة ، مما يعكس مدى الثقة في هذا العمل وضرورة الاستمرار كما يقول المخرج على هذا النهج ومواصلة الطريق في مجال الخلق والإبداع السينمائي في شقه الوثائقي . كما لم تفت الفرصة مخرج الفيلم ليعبر عن امتنانه لكل من ساهم في إخراج هذا العمل للوجود وليهدي هذا التتويج وتذكار المهرجان لكل المغاربة الذين يعشقون الأقصى والذين لهم باب وحارة ببيت المقدس هي حارة المغاربة. و أكد مخرج فيلم "الأقصى يسكن الأقصى" على أن الفيلم الوثائقي كجنس من أجناس الأفلام السينمائية يساهم بشكل كبير في الحفاظ على ذاكرة الشعوب والمجتمعات وذلك من خلال كتابة التاريخ وتسجيله عن طريق الصورة، على اعتبار أن الصورة اليوم أصبحت على حد تعبير المخرج أكثر استهلاكا مما مضى وبالتالي أصبحت الحاجة ماسة إلى اعتماد ثقافة الصورة في إيصال الفكرة وتحليل الخطاب . الفيلم الوثائقي وكما صرح بذلك مخرج الفيلم ل"التجديد" لا يزال في بداياته في المغرب خصوصا مع غياب الدعم الرسمي لهذا الجنس من الأفلام، ورغم أن نشأة السينما المغربية في الحقيقة كانت نشأة وثائقية بامتياز، لكن للأسف يقول المتحدث لا يزال الطريق طويلا أمام التجربة المغربية في مجال الفيلم الوثائقي . هذا وعرفت الدورة مشاركة تسعة أفلام وثائقية من عدة جنسيات كان منها فيلم "حسن الشرق" للمخرج المصري محمد عصام وفيلم "الهورناتشروس" للمخرجة المغربية دنيا نيوف وفيلم " مرمرة تحت النار" للمخرج التركي دافيد سيكارا، و" نساء يرفضن الموت" للمخرج الإيطالي محمد قناوي و" بوكافر33 " للمغربي أحمد بايدو وفيلم "جذور" للمخرجة الفرنسية سيسيل كورو وفيلم "الأقصى يسكن الأقصى" للمخرج المغربي عبد الرحمن لعوان ، و" الأطفال ضحايا الفلوجة" للعراقي فرات علاني و" النداهة أسطورة مصرية " للمصري هيثم عبد الحميد . إضافة إلى الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية وبعد إبعاد الفيلم التطبيعي "تنغير جيروزاليم " من المشاركة، عرف برنامج الدورة الحالية تنظيم ورشات تكوينية لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية في مجال كتابة السيناريو والتصوير ، كما تم إحداث مسابقة على مستوى الأفلام التربوية بالمؤسسات، وتم تتويج إحدى المدارس الابتدائية في حفل الختام . و تم اختيار جمهورية مصر العربية كضيف شرف للدورة الثانية للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بزاكورة، ويأتي هذا الاختيار كما صرح المنظمون لما للسينما المصرية من مكانة على المستويين العربي والدولي، وقد مثل جمهورية مصر العربية في فعاليات هذه الدورة الأستاذ محمد بركات مستشار السفير المصري بالمملكة ومدير المركز الثقافي المصري بالرباط ، كما تم اختيار المخرجة المصرية شيرين غيث رئيسة للجنة التحكيم والتي ضمت إلى جانبها كل من الدكتور لحبيب الناصري من المغرب والأستاذ فايق جرادة من فلسطين والدكتور بوشعيب مسعودي من المغرب، إضافة إلى لجنة النقد والتي تكونت من الأساتذة مبارك حسني وعبد الله الشايخ وحسن وهبي .