صفعة قوية تلك التي وجهها منظمو مهرجان زاكورة الدولي في دورته الثانية لدعاة التطبيع عبر بوابة الفن والسينما عندما قرروا إبعاد الفيلم التطبيعي «تنغيرجيروزاليم» لمخرجه كمال هشكار، فبعد أن تم التحايل وتقديم الفيلم بجنسية فرنسية ومن طرف سيدة فرنسية، و حسب مصادر من المنظمين تقرر إبعاد الفيلم عن المهرجان تعبيرا عن وفائهم للقضية الفلسطينية ولموقف الشعب والدولة المغربية من قضية التطبيع. المنظمون ووفق لجنة الانتقاء برمجوا ضمن أفلا المسابقة وخارجها ثلاث أفلام حول القضية الفلسطينية منها الأقصى يسكن الأقصى « لعبد الرحمان لعوان، و»ناجي العلي في حضن حنظلة» من توقيع المخرج الفلسطيني محمد فايق جرادة وكتابة الدكتور لحبيب ناصري، وفيلم «اسير الالم» من لبوشعيب المسعودي. كما يوجد ضمن لجنة التحكيم أحد الفلسطينيين. وعن خطوة إبعاد هذا الفيلم قال عزيز هناوي، نائب المنسق الوطني للمبادرة المغربية للدعم والنصرة في تصريح ل «التجديد»، «هذه خطوة وطنية صادقة واعية بطبيعة الفيلم الصهيوني وواعية بموقف المغربي الشعبي المناهض للتطبيع، لقد أكدوا مرة أخرى أن زاكورة تمثل عمق المغربي الحقيقي بأمازيغها وعربها وأدعوا كافة القوى الحية والمدن المغربية ومهرجاناتها إلى أن تقف مثل هذا الموقف البطولي». أحمد ويحمان، الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، قال في تصريح مماثل ل «التجديد»، «ننوه بخطوة استبعاد الفيلم الصهيوني، على الرغم من كون هذا الموقف ينبغي أن يكون هو الأصل، إلا أنه وأمام اتساع دائرة التطبيع أصبح هذا القرار خبرا مفرحا، ويمكن اعتباره مؤشرا على حالة وعي في الوسط الفني والسينمائي بضرورة التصدي ورفض كل المحاولات التطبيعية عبر بوابة الفن والسينما». هذا وتشارك ثماني دول في الدورة الثانية لمهرجان زاكورة الدولي المتخصص في الأفلام الوثائقية الذي ينظم من 29 الى 31 مارس الجاري. و حسب المنظمين، فإن مسابقة الدورة تعرف عرض تسعة أفلام من إنتاج المغرب ومصر وتركيا وفرنسا والعراق وايطاليا والبوسنة وقطر. وتشمل قائمة الأفلام المتنافسة « بوكافر 33 « لأحمد بايدو و « الأقصى يسكن الأقصى « لعبد الرحمان لعوان و « الهورنوتشروس « لدنيا نيوف و « حسن الشرق « لمحمد عصام و « النداهة « لهيثم عبد الحميد و « مرمرة تحت النار « لدافيد سيغارة و « جذور « لسيسيل كورو و» أطفال الفلوجة المضحى بهم « لفرات علاني و « نساء يرفضن الموت « لمحمد قناوي. وتتنافس هذه الأفلام على خمس جوائز، هي الجائزة الكبرى وجائزة لجنة التحكيم وجائزة الإخراج وجائزة النقد وجائزة الجمهور. وتمنح جائزة النقد لجنة مكونة من النقاد المغاربة حسن وهبي وعبد الله الشيخ ومبارك حسني، بينما تمنح الجائزة الكبرى أو جائزة زاكورة للفيلم الوثائقي وجائزة لجنة التحكيم وجائزة الإخراج لجنة برئاسة المخرجة المصرية شيرين غيته، وعضوية المخرج الفلسطيني فايق جرادة والنقاد المغاربة مصطفى الطالب والحبيب ناصري وبوشعيب المسعودي. فعاليات المهرجان التي سيحتضنها المركب الثقافي لمدينة زاكورة، سيتم خلالها تكريم دولة مصر في شخص سفير جمهورية مصر العربية بالمغرب كما سيتم تكريم مجموعة من الوجوه التي أغنت الحقل السينمائي عموما والوثائقي على الخصوص.