طالب عبد السلام العذار، ممثل النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط بأقصى العقوبات في حق جميع المتابعين فيما يعرف بملف «ولد الهيبول» الذي يتابع فيه 19 متهما، تاجر مخدرات، وسيطة، و17 عنصرا من أمن -الصخيراتتمارة- لثبوت الجرائم المنسوبة إليهم. وأكد «العذار» في مرافعة له مساء الإثنين 18 مارس 2013 أن المتهم الرئيسي في هذا الملف صرح أنه كان يتاجر في أنواع المخدرات على مرأى ومسمع من رجال الشرطة بمدينة تمارة، وأنه كان يزود بتحركات الأمن مقابل مبالغ مالية كان يمنحها للمتابعين في هذا الملف، مشددا أن هؤلاء باعوا ضمائرهم ودنسوا شرف المهنة من جهته، شكك دفاع رجال الأمن المتابعين في هذا الملف خلال مرافعة لهم أمام غرفة الجنايات الابتدائية بالرباط في تصريحات وشهادة المتهم الرئيسي، تاجر المخدرات خاصة وأن سلوكه غير ملتزم، ومن ذوي السوابق وسبق أن اعتقل على خلفية جريمة أخلاقية (السرقة والاغتصاب)، مشددا على وجود بعض التناقضات وعدم الانسجام في التصريحات التي أدلى بها أمام الضابطة القضائية، وتصريحاته أمام المحكمة، في إشارة إلى ما صرح به المتهم الرئيسي «م.ز» أمام هيئة المحكمة بعدم معرفته لثلاثة أشخاص من رجال الأمن المتابعين على خلفية هذا الملف. والتمس الدفاع البراءة لموكليه لفائدة اليقين لغياب وسائل الإثبات مشيرا إلى أن هذه الاتهامات التي صرح بها تاجر المخدرات كانت مقصودة للإطاحة بالأشخاص الذين كانوا متشددين في مهامهم ومنضبطين في عملهم. وكان «ولد الهيبول» قد اعترف أمام المحكمة (في الجلسة السابقة) بمنحه رشاوى لعناصر من الأمن بتمارة مقابل تمتعه ب«حصانة» ترويج الشيرا والقرقوبي، وحمايته، والحيلولة دون وجود أي منافس له، حيث كان يروج يوميا 60 كلغ من الشيرا و800 سمطة من القرقوبي على امتداد سنوات، كما تحدث المتهم عن مدخول شهري يصل إلى 800 مليون سنتيم من عائدات «البضاعة». هذا وقررت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالرباط متابعة هذا الملف بداية الأسبوع المقبل للاستماع إلى باقي الدفوعات. ويتابع في هذا الملف 19 شخصا، و17 عنصرا من أمن الصخيراتتمارة (سبعة منهم رهن الاعتقال الاحتياطي وتسعة في حالة سراح مؤقت) من أجل «الامتناع عن القيام بعمل من أعمال الوظيفة وإفشاء سر مودع بحكم الوظيفة والمشاركة في الإرشاء والارتشاء»، وكان بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني قد أفاد بأن عملية إلقاء القبض على المتهم الرئيسي الصادرة في حقه عدة مذكرات بحث رفقة شريكه، مكنت من حجز كميات مهمة من مخدر الشيرا وأقراص مهلوسة من مختلف الأنواع، وأسلحة بيضاء، وهواتف نقالة تستعمل في التواصل مع المتواطئين معه الذين توجد من بينهم امرأة.