اعتبر عبد الجليل الجاسني، رئيس حركة التوحيد و الإصلاح بجهة الوسط ، أن الشباب لبنة من اللبنات الحية و مرتكز فعال ينبغي الاهتمام به. واهتماما منه بعمل الشباب أكد الجاسني في الأمسية الثقافية التي أقيمت بالفضاء الثقافي الأمل تحت عنوان « الشباب و التحديات المعاصرة « أن فترة الشباب تحيلنا إلى القوة و الفتوة و الحركة، و قال أن زمان النبي صلى الله عليه و سلم أكد للشباب مكانة و مركزية خاصة، بل إن المهام الكبرى قام بها شباب الصحابة. و بين عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، عناية القرآن الكريم والسنة النبوية بالشباب مشيرا في هذا الصدد إلى ما ترمز إليه قصة نبي الله يوسف عليه السلام من العفة مستدلا بقوله تعالى « وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ» و أيضا ما ترمز إليه سورة الكهف من الفرار إلى الله بالدين « إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا . و أوضح الجاسني أن من يتصفح القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة، يلحظ مقدار العناية الإلهية الواضحة بجيل الشباب، وكيف أنه صلى الله عليه وآله وسلم أعطاهم المكانة اللائقة بهم. و أشار الجاسني أيضا في كلمته الموجهة للشباب الذين حضروا بكثافة بقاعة الأمل التابعة لمقاطعة الفداء، بأن بعض المتتبعين للتاريخ المعاصر كان يظن أن شبابنا لا أهمية لهم في مجتمعاتهم حتى جاءت رياح الربيع العربي التي قلبت التصورات النمطية المكونة من الشباب بل أيقظت شعوبا من سباتها. واعتبر الجاسني أن الشباب يعرف تحديات تواجهه، و ركز على تحديين مركزيين: تحدي إبليس اللعين، و تحدي النفس الخبيثة. و اعتبر عبد الجليل الشبهات مازالت مطروحة بإيقاظ الشبهات و إلا فالتحدي العلماني ما هو إلا صورة من صور الشبهات المطروحة، و أول ضحاياها هم الشباب في التشكيك في الدين و قيمه و مبادئه خاصة وأن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة مع التقدم التقني و ثورة الإتصالات . والتحدي الثاني الذي ركز عليه المحاضر هو تحدي الإباحية، العبثية ، الخواء الروحي، كما يعتمد برنامج إبليس وأتباعه على تلخيص حياة الإنسان كلها في حاجيات إشباع شهوتي البطن والفرج لتكون غاية الشباب لإلهائه عن دوره. و عن كيفية تحقيق الرشد في تحديات الحياة، أشار إلى ضرورة اللجوء إلى سورة الكهف « إنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى « أي اللجوء إلى التلقي التربوي حتى يتسنى له الخروج إلى المجتمع من جهة و من جهة ثانية التعامل بمنهج القرآن في مواجهة الشهوات. و من جهة أخيرة الوقاية من الشبهات بالعلم النافع. و دعا الجاسني الآباء والأولياء إلى تسيير سبل الزواج للشباب للوقوف في وجه الفساد الأخلاقي وللحد من الميوعة مبرزا أن الشباب بإمكانه أن يقوم برفع رأس الأمة عاليا إذا وجه توجيها سليما كما أوضح أن الشباب فعل وليس سنّ . كما دعا المحاضر إلى مواجهة الشبهات بميزان الشرع والعقل كما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفعلون مستشهدا بتعامل أبي بكر رضي الله عنه مع حادثة الإسراء والمعراج وبتعامل أبي أيوب الأنصاري وزوجه رضي الله عنهما مع حادثة الإفك، مبرزا أنه لا تعارض بين النقل الصحيح والعقل الصريح كما ألف في ذلك ابن تيمية رحمه الله. و دعا رئيس مكتب الجهة لحركة التوحيد والإصلاح في ختام محاضرته إلى تنظيم لقاء على شكل منتدى بين الشباب على مختلف مشاربهم وتوجهاتهم على رأس كل شهر يتناقشون فيه فيما بينهم أنجع السبل للنهوض بأنفسهم وبأمتهم.