أعلن لحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عن إنشاء صندوق لتمويل البحث العلمي، مؤكدا رفضه لتشتيت موارد الوزارة رغم أن التعليم بكل أصنافه لا يتجاوز 25 في المائة من ميزانية الدولة على ضعفها. وأضاف الداوي الذي كان يتحدث في المؤتمر الوطني العاشر للنقابة الوطنية للتعليم الجمعة في الرباط، «أننا نريد للجامعة أن تكون قاطرة للتنمية لأن الاقتصاد الوطني اليوم في واد والجامعة في واد في وقت تعتبر فيه الجامعات في العالم هي القطب الذي يجر قاطرة التنمية»، مشيرا إلى أن «الجامعة تراجعت عن تأطير الساحة لصالح الجهل والتسطيح». وشدد الداودي على ضرورة إعادة تموقع الجامعة المغربية، مشيرا أنه «لا يمكن للمغرب أن يتموقع إقليميا وقاريا إلا عبر الجامعة والبحث العلمي، مؤكدا في هذا الاتجاه عزم وزارته عقد مناظرة وطنية حول البحث العلمي، لأننا «تأخرنا وتقهقرنا في إفريقيا ونسعى لأن نكون في المقدمة ولابد من وضع برامج واضحة». وأضاف الداودي أن «الإصلاح البيداغوجي انطلق وسنتشارك مع الجميع في وضع تصوراته وعلى رأسها الجامعات والنقابة التي نعتبرها شريكا في التدبير لأننا إذا غرقنا سنغرق جميعا»، مؤكدا أنه «بإمكان الجامعة المغربية أن تنهض لكن لن يتأتى ذلك بالاكتظاظ وقلة الأساتذة»، مسجلا أن عددا من الجامعات المغربية يتجاوز فيها الأستاذ 200 طالب في الوقت الذي تعرف فيه الجامعات الدولية مستوى 30 طالبا لكل أستاذ، والهدف الوصول لمليون طالب في الخمس سنوات القادمة يورد المسؤول الحكومي. وفي هذا السياق أعلن وزير التعليم العالي عن إطلاق برنامج استعجالي وطني لتجاوز الاكتظاظ، مذكرا ب 1000 منصب جديد خصصته الوزارة هذه السنة، ومعتبرا ذلك «واجبا على الحكومة من حيث القاعات والأساتذة وسنعمل على القضاء على هذا الاشكال»، يقول الداودي، الذي شدد على ضرورة رفع أجور الأساتذة التي تقف اليوم عائقا أمام الجودة المطلوبة لأن للجودة ثمن وعلينا أن نحافظ على طاقتنا لكن هناك أزمة وسنكون في هذا كلنا نقابيين'، على حد تعبير الداودي. من جهة ثانية، قال لحسن الداودي إن حاجيات المغرب تتجاوز بكثير ما هو موجود من خريجي الجامعات لكن الإشكال هو التمويل والدورة الاقتصادية تتحمل المسؤولية، مشيرا إلى أن الجامعة ليست مسؤولة عن البطالة وإن كانت تتحمل جزءا منها، ضاربا المثال بإسبانيا التي قال إن 50 في المائة، من خريجيها لا يجدون فرصا للعمل بتخصصاتهم، لكن هذا لا يعني فشل المنظومة التعليمية الإسبانية يؤكد الداودي. هذا وسجل وزير التعليم العالي ما اعتبرها تحديات كبيرة تواجه الجامعة، مشددا على ضرورة «التعبئة اليوم من أجل محو الصورة التي تروج على الجامعة كفضاء للفوضى والسيوف والعنف، وإعطاء صورة أخرى عن جامعاتنا، وهذا يتطلب منا أن نناضل جميعا لتكون الجامعة قاطرة على المستوى القاري ونحن عازمون على رفع التحدي وسنسعى إلى تغيير الصورة السيئة عن الجامعة التي تدبر من أموال المغاربة»، يقول الداودي.