في زيارة استفزازية ضمن محاولات الاحنلال الصهيوني المتواصلة لتحدي أزيد من مليار مسلم الذين يتفرجون على تدنيس المسجد الأقصى المبارك، قام حاخام صهيوني كبير بالتجول في باحات المسجد الأقصى المبارك رفقة عدد من المستوطنين الصهاينة، حيث اندلعت على إثرها مواجهات مع المرابطين داخله. وأصيب اثنان من المرابطين في المسجد خلال اشتباك مع الشرطة نشب عقب الاقتحام. وأفاد أحد حراس المسجد الأقصى، لصحيفة «فلسطين» التي تصدر في غزة، إن أحد كبار حاخامات الكيان المعروف بتطرفه وتأييده لبناء الهيكل المزعوم، دخل المسجد الأقصى من باب المغاربة مع ثمانية من كبار قادة المستوطنين، بحراسة مشددة من الشرطة، وتجولوا في باحاته وأدوا طقوسهم التلمودية عند السور المجاور لقبر الصحابي «عبادة ابن صامت». ولوحظ في الآونة الأخيرة أن سلطات الاحتلال الصهيوني تسمح وبشكل يومي دخول مجموعات المستوطنين والقوات الصهيونية بلباسها العسكري ووفود السياح إلى الباحات، الأمر الذي يزعج ويستفز المصلين المرابطين في الأقصى لحمايته. واستفزت الزيارة المرابطات داخل الأقصى، الأمر الذي أثار غضب واستياء طالبات مصاطب العلم اللواتي وجدن التكبير وسيلة ناجعة لطردهم من الأقصى، حيث قمن بملاحقة مجموعة المستوطنين وسط صيحات التكبير، إلا أن الشرطة الصهيونية لم يرق لها الأمر وقامت بتفريقهن ومحاولة اعتقال إحدى الطالبات غير أن المحاولة باءت بالفشل، وفق ما ذكرت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث»، نقلا عن شهود عيان. على إثر ذلك هرع طلاب مصاطب العلم والمصلين في الأقصى إلى المكان للتعبير عن غضبهم الشديد لما قامت به شرطة الاحتلال بحق الطالبات والنساء، الأمر الذي نتج عنه إصابة أحد طلاب العلم من مدينة القدس بعد أن دفعه الجندي بقوة ليقع أرضا ويرتطم بكتلة صخرية في باحات الأقصى وأصيب في منطقة الظهر نقل على إثرها الى العيادة الطبية في الأقصى لتلقي العلاج ومن ثم تحريره إلى منزله. في الوقت ذاته اعتدى أحد جنود الاحتلال على إحدى الطالبات وقام بخلع حجابها بعدما حاولت الدفاع عن نفسها من مستوطن صوّب كاميرته التي كانت بحوزته نحو وجهها عن مسافة قريبة. عمل جبان من جهتها، اعتبرت «مؤسسة الأقصى» ما قام به أحد عناصر شرطة الاحتلال بحق أحد طلاب العلم عملا جبانا يعكس حقد شرطة الاحتلال وأذرعه تجاه كل من يحاول الذود والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك. وأكدت المؤسسة أن ما قام به الاحتلال، أمس، ليس إلا مشهدا جديدا من مسلسل الانتهاكات والاعتداءات التي يتعرض له الأقصى وسدنته والمرابطين فيه. وأكدت «مؤسسة الأقصى» أن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين وحدهم، وأن وجود الاحتلال الصهيوني فيه هو وجود باطل وزائل عما قريب. وحيّت المؤسسة المقدسية طلاب وطالبات «مشروع إحياء مصاطب العلم في المسجد الاقصى»، وأهل القدس ومدارسها، مؤكدة أن المد البشري الذي يحيي المسجد الأقصى، عبر كل هذه المشاريع، يشكل خط الدفاع الأول وصمام الأمان لأولى القبلتين، ودليل واضح على أنه يمكن التصدي لعنجهية الاحتلال وظلمه. وشددت «مؤسسة الاقصى» أن الدفاع عن المسجد الأقصى يجب أن يكون على عاتق الأمة الاسلامية كلها، وأنه من واجب الوقت أن تتضافر الجهود من أجل حفظ واستعادة كرامة المسجد الأقصى، التي لن تكون إلا بتحريره وإنقاذه من براثن الاحتلال الصهيوني. جدير بالذكر أن حالة من التوتر والغضب تسود أوساط المصلين في باحات المسجد الأقصى منذ يوم الأحد الماضي بعد واقعة تدنيس ضابط صهيوني للمصحف الشريف بركله والدوس عليه والاعتداء على المرابطات بما فيهم طفلة لا تتجاوز ال10 سنوات، إضافة إلى محاولة اقتحام عضو الكنيست الصهيوني القيادي في حزب الليكود «موشيه فيجلين»، الاثنين الماضي، لقبة الصخرة المشرفة وتدنيس مسجدها، مستغلا بذلك «حصانته البرلمانية»، فضلاً عن الاقتحامات اليومية والسلوكيات التي تنتهك حرمة وقدسية المسجد الأقصى المبارك.