أسدل الستار مساء السبت 9 فبراير 2013 عن عروض الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم كما أعلن عن جوائزه وسط جدل حاد حول سؤال الجودة في المنجز السينمائي المغربي. ولاحظ نقاد سينمائيون، حسب وكالة المغرب العربي للأنباء، أن الجودة والأصالة الإبداعية كانت سمة نادرة ضمن قائمة 20 فيلما تم عرضها على مدى الأسبوع أمام جمهور كثيف متعطش للسينما. وفي هذا السياق، واعتبر رئيس جمعية نقاد السينما بالمغرب، خليل الدامون، أن هذه الدورة استثنائية بالنظر إلى كونها تأتي في سياق أجواء المناظرة الوطنية حول السينما ، التي جاءت لتصحيح المسار العام للسينما بالمغرب والتي تقارب بالأساس إشكالية الجودة في العمل السينمائي. غير أن الدامون يسجل بأسف أن السينما المغربية تسير في النهج الذي يراهن على الكم مقابل الكيف، مؤكدا أن السينما المغربية سجلت مؤخرا تراجعا كبيرا على مستوى كتابة السيناريو مما كان وراء إنتاج أفلام روائية تفتقر إلى كل المقومات الفنية للعمل السينمائي. من جهته يرى المخرج والناقد السينمائي عبد الإله الجوهري أن السينما المغربية أضحت تعيش، في الوقت الراهن، انتعاشة كمية مقارنة مع السنوات السابقة، لكنها «أخطأت الطريق على مستوى الجودة عند الوقوف على عدد من الإنتاجات السينمائية التي تفتقر في معظمها إلى كل المقومات الإبداعية الفنية». فعلى مستوى الإنتاج ، يقول الجوهري، كسبت السينما المغربية الرهان مع توالي الدورات، غير أنه وللأسف يظل سؤال الجودة يطرح نفسه بإلحاح، «حين نجد أن الأفلام التي تتوفر على الشروط الفنية المطلوبة لا تتجاوز ثلاثة أو أربعة أفلام على أبعد تقدير من بين كل الأفلام المشاركة». وأوضح أن تغليب الجانب الصناعي والمادي على حساب الجانب الفني؛ أنتج أفلاما تغيب فيها الجودة الفنية والجمالية، سواء تعلق الأمر بضعف السيناريو أو بغياب التكوين السينمائي الأكاديمي. من جانب أخر، يرى الجوهري أن الدورة الحالية تعكس حيوية المجتمع السينمائي المغربي من خلال النقاشات المطروحة، إن على مستوى التنظيم ، أو على مستوى البنيات التحتية. ومن جهته يرى الناقد السينمائي حسن نرايس، أن ندرة الأعمال الجيدة خلال هذه الدورة تعود بالأساس إلى وتيرة الإنتاج ، إذ يرى أن الجودة رهينة بتحقيق تراكم كمي مطرد، مشيرا إلى أن السينما الفرنسية تنتج عشرة أفلام روائية جيدة من بين المئة فيلم المنتجة سنويا. في المقابل توقف الناقد السينمائي عند بعض الأفلام الروائية التي، على قلتها، تستوفي قيمة سينمائية جيدة كفيلم (اغرابو) لأحمد بايدو، دون أن ينفي أن الدورة عرفت برمجة العديد من الأفلام المتواضعة فنيا و إبداعيا. الناقد السينمائي مصطفى الطالب قال في تصريح ل «التجديد» «نعم الجودة (أو الكيف) لا يمل المرء من التذكير والتركيز عليها في كل دورة. ومن وجهة نظر نقدية نقول للأسف غابت الجودة مرة أخرى في الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة. حيث أفرزت هذه الدورة عدة مشاكل تقنية وفنية مازالت السينما المغربية تتخبط فيها. إلى ذلك فاز الشريط الطويل «زيرو» للمخرج نور الدين الخماري بالجائزة الكبرى للدورة 14 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الذي اختتمت فعالياته، مساء أول أمس السبت. ومنحت لجنة تحكيم المهرجان جائزتها الخاصة لفيلم «ملاك» للمخرج عبد السلام الكلاعي، الذي فاز أيضا جائزة أحسن سيناريو. وحصل على جائزة أحسن ممثل رئيس يونس بواب، بطل فيلم «زيرو»، بينما آلت جائزة أول دور نسائي إلى الممثلة شيماء بنعشاق عن دورها في فيلم «ملاك». وفاز الممثل الراحل محمد مجد بجائزة أحسن ممثل دور ثانوي عن دوره في فيلم «زيرو» فيما عادت جائزة أحسن دور نسائي ثانوي، لصونيا عكاشة في نفس الفيلم. وفاز كمال هشكار بجائزة أول عمل سينمائي عن فيلمه الوثائقي «تنغير القدس.. أصداء الملاح». ومنحت اللجنة جائزة أحسن صورة لفيلم «يا خيل الله» لنبيل عيوش الذي حصل أيضا على جائزة أحسن موسيقى، وجائزة أحسن صوت ل»زيرو» وجائزة التوضيب لفيلم حكيم بلعباس «محاولة فاشلة لتعريف الحب». ونوهت لجنة التحكيم بفيلم «نساء بدون هوية» لمحمد العبودي. وفي فئة الأفلام القصيرة، توجت لجنة التحكيم فيلم «الهدف» لمنير العبار بالجائزة الكبرى. وعادت جائزة لجنة التحكيم لهذه الفئة لفيلم « يدور» للمخرج محمد مونة وجائزة السيناريو لفيلم «فوهة» لعمر مولدويرة. يذكر أن المسابقة الرسمية للمهرجان عرفت مشاركة 20 فيلما طويلا و 14 فيلما قصيرا.