علمت «التجديد» من مصدر مطلع، أن جثة الطالب محمد الفيزازي (22 سنة) المتوفى يوم السبت الماضي بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، خضعت أمس للتشريح بالدار البيضاء لمعرفة سبب وفاته؛ وذلك بعد أن أصدر الوكيل العام بمحكمة الاستئناف زوال أول أمس أمرا بتشريح الجثة بناء على طلب الأسرة. واستنكر ياسين الفيزازي أخ الطالب في تصريح ل»التجديد»، ما سماه «التماطل» في إخضاع جثة أخيه للتشريح بعد مرور خمسة أيام على وفاته، مؤكدا تشبث الأسرة بحقها في معرفة ملابسات وفاة أحد أبنائها بعد أن وضعت شكاية في الموضوع لدى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف. وتتحدث الأسرة، أن ابنها الذي كان يتابع دراسته في الفصل الخامس دراسات إنجليزية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس، توفي جراء إصابته البليغة في اقتحام أمني للحي الجامعي سايس، وقال الأب في تصريح سابق ل»التجديد»، إن ابنه توفي متأثرا بإصابته البليغة التي تعرض لها قبل أسبوعين، مضيفا أنه فوجئ بتدخل قوات الأمن عند خروجه من مسجد الحي الجامعي، إذ لم يكن مشاركا في شكل احتجاجي للطلبة من أجل السكن. وأمام الدعوات بفتح تحقيق في ملابسات الوفاة؛ دعا محمد لبراهمي رئيس منظمة التجديد الطلابي، إلى فتح تحقيق سريع حول ملابسات الوفاة وإخبار الرأي العام الطلابي والوطني به، محملا المسؤولية لكل من تبث تورطه «في هذه الجريمة»، وعبر المتحدث في تصريح ل»التجديد»، عن إدانته لمقاربة العنف في التعامل مع الجامعة، واستنكار المنظمة لما وصلت إليه الجامعة المغربية، مؤكدا أن الحوار يبقى الوسيلة المثلى للتعاطي مع إشكالات الجامعة والطلبة، ومشيرا إلى أن المنظمة نتابع التطورات ميدانيا من خلال التواصل مع عائلة الطالب واستجماع المعطيات حول ملابسات الوفاة، كما أنها بصدد إصدار بيان في الموضوع بعد استجماع كافة المعطيات، معبرا عن تعازي المنظمة لعائلة الطالب المتوفى وأصدقائه وعموم الطلبة. إلى جانب ذلك؛ تبنى منتدى كرامة لحقوق الإنسان ملف الطالب بناء على طلب الأسرة، فيما طالبت جمعيات حقوقية -في بياناتها- بفتح تحقيق في أسباب الوفاة، إذ طالب المركز المغربي لحقوق الإنسان الجهات القضائية المسؤولة بفتح تحقيق نزيه من أجل استجلاء ملابسات الوفاة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل المتورطين في مقتل الطالب، ودعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إلى فتح تحقيق حول الأسباب الحقيقية للوفاة، وآخر حول «جميع انتهاكات حقوق الإنسان التي رافقت عملية اقتحام الحي الجامعي بفاس ومساءلة جميع المسؤولين عنها». يشار، إلى أن الحي الجامعي سايس بفاس الذي كان يقطن به الطالب قد تعرض لاقتحام أمني تم بعد قيام طلبة بشكل احتجاجي ومنع موظفين من مغادرة مكتبهم، وذلك للضغط على مدير الحي للاستجابة لمطلبهم المتمثل في استفادة الطلبة من السكن، وخلف التدخل الذي وصف ب»العنيف» كسورا وإصابات في صفوف الطلبة، وثلاث إصابات من الأمن بعد أن دخل مجموعة من الطلبة القاعديين في مواجهة بالحجارة مع قوات الأمن، إضافة إلى متابعة 6 طلبة واحد منهم في سراح بتهم الضرب والجرح والتجمهر وإهانة الضابطة القضائية.