لفظ طالب جامعي أنفاسه الأخيرة، صباح أول أمس السبت، بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، بعدما دخل في غيبوبة دامت لأكثر من أسبوع في غرفة العناية المركزة. وقالت مصادر طلابية إن الطالب تأثر بنزيف داخلي أصيب به جراء تدخل أمني عنيف لإطلاق سراح موظفين احتجزهم طلبة دخلوا في احتجاجات للمطالبة بالحق في السكن منذ بداية الموسم الدراسي الحالي. وكانت تقارير للطلبة قد أشارت في السابق إلى أن الطالب، المسمى قيد حياته محمد الفيزازي، قد تعرض لإصابات متفاوتة الخطورة في مختلف أنحاء جسمه، جراء تدخل أمني استهدف الطلبة المحتجين في قلب إدارة الحي الجامعي، منتصف شهر يناير الجاري. وقالت مصادر قضائية ل»المساء» إنه تم فتح تحقيق في ملابسات الحادث بعدما تضاربت الروايات بخصوص ملابسات إصابة الطالب ودخوله إلى المستشفى. وقد تم انتداب ثلاثة أطباء شرعيين لإجراء التشريح الطبي، وإعداد تقرير حول أسباب الوفاة. من جهتها، تنفي الوقاية المدنية أن تكون قد نقلت الطالب على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى، فيما تشير مصادر إدارية بالمستشفى إلى أن الطالب قد أدخل إلى المستعجلات من قبل جهة غير معروفة. يذكر أن الطالب لم يكن ضمن لائحة الطلبة الذين نقلتهم سيارات الإسعاف لتلقي العلاجات جراء التدخل الأمني للإفراج عن «الرهائن» بالحي الجامعي سايس، بناء على تعليمات النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية. وأفضى الوضع إلى اندلاع مواجهات بين الطلبة والقوات العمومية، حيث اقتحمت عناصر الشرطة والقوات المساعدة الحي الجامعي، وطاردت عددا من الطلبة المحتجين في الأحراش المحيطة. واعتقلت السلطات عددا من المحتجين، أخلت سبيل جزء منهم، فيما تم الاحتفاظ بستة طلبة، تمت إحالة 5 منهم على الاعتقال الاحتياطي، وقد قررت النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية متابعة طالب من منظمة التجديد الطلابي في حالة سراح. ويتابع الطالب المتوفى، محمد الفيزازي، دراسته في شعبة الإنجليزية، ويتحدر من مدينة تاونات. وذكرت المصادر ذاتها أن الإصابات التي أصيب بها أدخلته في غيبوبة استمرت لأكثر من أسبوع. وطالب بيان لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع طهر السوق بتاونات، الجهات المسؤولة بفتح تحقيق دقيق في «الفاجعة».