ألغت المحكمة الإدارية بمدينة الرباط قرار العزل الذي اتخذته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في حق إمام مسجد الهرهورة بمدينة تمارة، وذلك بعد ضمها للمسجد الذي بناه أحد المحسنين. ورغم مرور أربعة أشهر على صدور هذا القرار ما يزال الإمام ممنوعا من استئناف مهامه ومن العودة إلى منزله الذي يقطنه حاليا الإمام الجديد الذي عينته وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية. وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد وجهت إنذارا للإمام بلحاج بن الكامل بإخلاء السكن الوظيفي الذي خصصه له المحسن الذي بنى المسجد منذ سنة 1983، باعتباره من مشمولات وقف المسجد الذي تم ضمه للوزارة، مما حدى بالإمام الذي قضى 25 سنة في مهمته إلى رفع طعن لدى المحكمة الإدارية يتعلق بمسألة العزل وطلب الإفراغ من السكن، لكن الوزارة رفعت دعوى أخرى أمام القضاء الاستعجالي بمدينة تمارة سنة 2011 قضى فيه على الإمام بالإفراغ المؤقت دون أن ينتظر صدور حكم المحكمة الإدارية في الملف. بينما قام الإمام الجديد الذي عينته وزارة الأوقاف بعد صدور الحكم المؤقت باحتلال المسكن الذي لا يزال يحتوي على أمتعة الإمام المعزول حسب رواية هذا الأخير. المحكمة الإدارية بالرباط أصدرت بعد ذلك حكمها بإلغاء قرار وزارة الأوقاف بعزل الإمام وإفراغه من منزله مستندة على أن ضم المسجد للوزارة الوصية لا يمكنه أن يحرم الإمام من حقوقه المكتسبة في وظيفة الإمامة والخطابة في المسجد المذكور ومن حقه في السكن التابع للمسجد الذي يعتبر من مشمولات الوقف الذي أوقفه المحسن. ويؤكد الحكم القضائي الذي تتوفر «التجديد» على نسخة منه على ان تغير المركز القانوني للمسجد من جهة الإشراف عليه من وزارة الأوقاف لا يؤثر في الحقوق والالتزامات التي ترتبت للامام في ذمة المشرف السابق بحيث تتحملها الوزارة الوصية وتخلفه فيها منذ تاريخ الضم وتستمر العلاقة القانونية والنظامية بشكل مباشر بينها وبين الإمام بنفس الحقوق والمكاسب السابقة.