سقطت كتلة من الثلج البلوري المتجمد تزن حوالي 25 كلغ بإحدى الحقول الزراعية في جماعة مقام الطلبة ضواحي مدينة الخميسات، بالمنطقة الفاصلة بين"آيت إيكو" و"آيت أوريل، مخلفة حفرة كبيرة. وسمع الفلاحون صوت الكتلة الثلجية وهرعوا إلى عين المكان لمعرفة ماهيتها، كما احتفظ بعضهم بأجزاء من هذه المادة، وقال صاحب الضيعة التي شهدت الواقعة للقناة الأولى "سمعت صوت صفير غريب فرأيت كتلة بيضاء قادمة من السماء، فتوجهت إلى مكان سقوطها، وتمكنت من أخذ الجزء الأكبر من الكتلة الثلجية". وحسب مصادر عاينت الحدث فقد حلت بالمنطقة السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي وقامت بتطويق منطقة الارتطام التى خلفها الجسم الجليدي. هذا وطرح سقوط هذه الكتلة تساؤلات حول أسبابها ومصدرها، خاصة وأن الظاهرة عرفتها دول أخرى ولقيت اهتماما علميا، وفي هذا الصدد ذكر عالم إسباني أن ظاهرة ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض قد تكون السبب في تساقط كتل كبيرة من الجليد من السماوات الصافية، تحدث ثقوبا في السيارات والبيوت. وقضى خيسوس مارتينز فرياس -وهو مدير جغرافية الكواكب في المركز الفلكي الإسباني بمدريد- سنوات يبحث فيما يسمى بالنيازك الجليدية التي يزيد وزن الواحدة منها عادة على 10 كلغ، والمعروف أنها تحدث ثقوبا يصل اتساع كل منها إلى 1.5 مترا. ويخشى فرياس أن تكون هذه الكتل التي تشبه الحجارة الباردة في الأيام الصافية سببا يبعث على القلق لتغير المناخ. ورغم عدم تأكد مارتينز فرياس حتى الآن من سبب تكون هذه الكتل؛ فإنه قال إنها ليست خدعا ولا كتلا من الجليد متساقطة من طائرة عابرة كما أشار المتشككون. وقال "لا نتحدث عن خدع.. فمن السهل للغاية تمييز كتل الجليد الحقيقية عن تلك الزائفة". وأضاف قائلا "إن تكوينها الموحد الخصائص يحمل توقيع.. الأمطار في شبه جزيرة إيبيريا". ويشير فرياس إلى أنه نظرا لأن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض يتضمن أن تصبح أحد مستويات الغلاف الجوي أكثر برودة بينما يصبح المستوى الآخر أكثر سخونة فإن بعض سحب الجليد تستمر الآن لفترات أطول. وأشار إلى أن مراكز هذه الكتل تتساقط من ثم عبر الغلاف الجوي ككتلة ممتلئة ومتجمعة لتنتهي بتحطيم الزجاج الأمامي لسيارة أو لتهبط بسلاسة في أحد الحقول وهو ما يحدث عادة على الأرجح. وعثر مزارع يستقل جرارا زراعيا على أول كتلة جليدية بلغ وزنها 16 كلم سنة 2002 في إسبانيا، كما عثر على ثلاث كتل أخرى في وقت لاحق ليصل العدد الإجمالي لهذه الكتل التي تساقطت أثناء العقد الأخير إلى أكثر من 50 كتلة. لكن فرياس قال إنه لم يتم العثور أبدا على حوالي خمس الكتل الجليدية المتساقطة. وذكر أنه عثر على كتلة جليدية متساقطة بلغ وزنها حوالي 200 كلغ في البرازيل، كما عثر على غيرها في المكسيك وأستراليا. وأشار إلى أن الكتل تتكون على ارتفاع يتراوح بين 4 - 9.5 كلم من سطح الأرض. ويشك بعض العلماء في تكون هذه الكتل الباردة في يوم صحو. ونقل عن تشارلز نايت الخبير في الكتل الباردة في هيئة الجامعة لأبحاث الفلك في بولدر بولاية كولورادو الأميركية قوله في ملحق لمجلة "ساينس" إن "الجليد لا يمكن أن يتكون في غياب سحب سميكة مرئية بوضوح شديد". لكن الجيولوجي روجر بويك من جامعة واشنطن بسياتل قال للمطبوعة نفسها إن النموذج الذي وضعه فرياس وفريقه والذي يبين أن الجليد يمكن أن يتكون في يوم صحو "تطور مهم من حيث إنه يسجل بدقة ويقدم تفسيرا لظاهرة معروفة".