كشف مشاركون في ندوة وطنية حول الوسائل التربوية الحديثة عن محدودية الاستثمار في التكنولوجيا التربوية بالرغم من الجهود التي يبذلها المتدخلون في المجال التربوي. وقال مشاركون خلال الندوة التي أنهت أشغالها أول أمس السبت وارتكزت حول التجارب المخبرية المدعمة بالحاسوب٬ أن التكوين العلمي داخل المؤسسات التعليمية ارتكز منذ عدة سنوات٬ بالأساس٬ على إلقاء المحاضرات لنقل معارف المحاضر إلى المتلقي٬ مشيرين إلى أنه٬ منذ إرساء إصلاح منظومة التربية والتكوين بالمغرب٬ بذلت جهود كبرى من أجل تحسين تجهيزات مختبرات المؤسسات التعليمية. وأشار عبد اللطيف ميراوي رئيس جامعة القاضي عياض في كلمة له أمام المشاركين بهذا الخصوص أن إشكالية الجامعة تتجلى٬ بالخصوص٬ في التجديد البيداغوجي٬ داعيا إلى ضرورة التفكير في طرق حديثة للتلقين والعمل على خلق شبكة علمية تعمل حول مفهوم التجديد البيداغوجي. فيما أكد فؤاد شفيقي مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية أن المغرب انخرط في إصلاح المنظومة التربوية من خلال التكوين المستمر للأساتذة٬ وإعادة النظر في البرامج والكتب المدرسية، موضحا أن الآلية البيداغوجية تعد رافعة أساسية لهذه الاستراتيجية. وأضاف شفيقي أن الوزارة المعنية تبذل جهودا حثيثة لتعميم التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال.. كما قال أساتذة إن الجهود التي تبذلها الدولة في شراء عدد من المعدات لم تواكبها الدينامية المطلوبة التي ترمي إلى إعادة النظر في الطرق البيداغوجية التطبيقية للأساتذة مع التركيز أكثر على التجارب في تدريس العلوم والتكنولوجيا٬ ونهج أسلوب التجديد في المجال البيداغوجي. وأضافوا أن هذه التقنية مازالت جديدة سواء في الجامعة أو في الثانويات التأهيلية ويلزمها بعض الوقت من أجل أن تصبح سلوكا يوميا في الممارسة البيداغوجية خاصة في تدريس العلوم. ويشار إلى أن هذه الندوة التي ينظمها كرسي اليونيسكو بتعاون مع جامعتي محمد الخامس أكدال - الرباط والقاضي عياض بمراكش؛ شكلت حسب المنظمين فرصة للمشاركين للوقوف على الحالة الراهنة المتعلقة بتعميم التجارب المدعمة بواسطة الحاسوب داخل المؤسسات التعليمية٬ وتشخيص وضعية التكوين بالمغرب من خلال أنشطة البرامج الاستعجالية خاصة برنامج جيني٬ ومخطط المغرب الرقمي والاطلاع أيضا على وضعية مجال التكنولوجيا التربوية بالمغرب.