شكل موضوع "الإدماج البيداغوجي لتكنولوجيا الإعلام والتواصل: تجديد تربوي من أجل تطوير التعلمات" محور ندوة علمية تحتضنها الدارالبيضاء على مدى يومين، بمشاركة فاعلين ومؤطرين تربويين يمثلون مختلف المراكز والمؤسسات التعليمية على صعيد الجهة. وتهدف هذه الندوة، التي ينظمها المركز التربوي الجهوي بالدارالبيضاء، تحت إشراف كتابة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي وبتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء الكبرى، إلى مناقشة الأوضاع الراهنة في ما يخص الإدماج البيداغوجي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من قبل الأطر والفاعلين التربويين. كما يروم هذا اللقاء تدارس النماذج البيداغوجية التي تدمج أنشطة السيناريو البيداغوجي بالفصل الدراسي من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتفكير في الفوائد المحتملة للإدماج البيداغوجي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأثرها على النجاح المدرسي. ويتضمن برنامج الندوة، التي تستهدف المكونين في مراكز التكوين والمؤطرين التربويين ومنسقي برنامج (جيني) ومديري المؤسسات التعليمية والتطبيقية بالدارالبيضاء والمدرسين والطلبة الأساتذة، مناقشة محاور تهم، بالأساس، كيفية تعامل الأساتذة والأطر التربوية مع التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال ومناهج تتبع مستوى الإدماج البيداغوجي لهذه التكنولوجيات الحديثة، إلى جانب استعراض نماذج تربوية تقوم عليها أنشطة السيناريو البيداغوجي في دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصال وإمكانيات الإدماج البيداغوجي للتكنولوجيات الحديثة ومدى تأثيرها على الحقل التربوي. في هذا الصدد، اعتبرت مديرة الأكاديمية الجهوية، خديجة بن الشويخ، أن موضوع اللقاء يكتسي أكثر من أهمية بالنظر إلى أنه يأتي في سياق الجهود، التي تبذل من أجل النهوض والارتقاء بالتعليم في إطار المخطط الاستعجالي، خاصة البرامج المتعلقة بإدماج التكنولوجيات الحديثة في العملية التربوية واعتمادها كأداة تلقين داخل فضاءات الفصل. وأبرزت أنه رغم كل المبادرات التي جرى القيام بها في هذا المجال من تكوينات متعددة وتأهيل للأطر التربوية وتنظيم ورشات متخصصة بتعاون مع الشركاء المعنيين، فإنه من الصعب الحديث عن إحراز تقدم كبير في ما يخص أجرأة البرامج الخاصة بتعميم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المجال التربوي، حيث لم يجر لحد الآن اعتمادها كأدوات بيداغوجية داخل الفصول الدراسية، مما يفرض اتخاذ تدابير ملموسة لاستثمار الإمكانيات المتوفرة لتحقيق الأهداف المتوخاة. ومن جانبها، أوضحت إلهام لعزيز، مديرة البرنامج الوطني لتعميم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المجال التربوي (جيني)، أن هذا البرنامج، وبعد تقييم المرحلة الأولى من التطبيق، خضع لتعديلات تتلاءم ومتطلبات المخطط الاستعجالي لإصلاح التعليم همت، على الخصوص، تحفيز الأطر الإدارية والأساتذة والطلبة على الانخراط الكامل في هذا البرنامج ومتابعة دائمة لمراحل تطبيقه من قبل الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين. وأضافت أن البرنامج في صيغته الأساسية تمحور، على الخصوص، حول تعزيز البنيات التحتية والتكوين وتنمية الموارد الرقمية البيداغوجية والحكامة الجيدة، فيما عرف بعد عملية التقييم إدماج محور جديد يتعلق بتحسين جودة التعلمات وتحقيق التنمية المهنية للأطر التربوية مما سيؤثر إيجابا على قدرات الطلبة المستفيدين. ومن جهته، أكد مدير المركز الجهوي التربوي، محمد زهواني، أن هذه الندوة المنظمة في إطار المبادرات، التي يقوم بها المركز من أجل المساهمة في منح نفس جديد لإصلاح المنظومة التربوية، تطمح إلى مواكبة التطور السريع في مجال إدماج التكنولوجيات الحديثة في المجال التربوي والتعرف على المعايير الدولية، خاصة المعتمدة من قبل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) في هذا المجال لتحسين الأنظمة التربوية وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. يذكر أن برنامج تعميم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المجال التربوي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالدار البيضاء بمناسبة الدخول المدرسي لسنتي 2005 و2006، ويروم تجهيز8700 مؤسسة تعليمية في أفق سنة 2009، بقاعات متعددة الوسائط وربطها بشبكة الأنترنت.