أعلن يوم 22 دجنبر 2012 بالرباط، عن مبادرة جديدة لتأسيس ائتلاف وطني من أجل اللغة العربية، واعتبر القائمون وراء المبادرة، أن الائتلاف يأتي «من أجل التنزيل السليم لمقتضيات الدستور الجديد حفاظا على لحمة المجتمع وقيمه الحضارية وتعدديته الهوياتية واستشرافا لمستقبل المغرب التنموي والثقافي». واعتبروا أن «الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية»، هو «تعبير عن حاجة أكاديمية ومجتمعية ترمي إلى النهوض بواقع العربية علما وتعليما وممارسة»، مشيرين إلى أنه «ليس من المعقول ولا من المنطقي أن تظل لغة الدستور والقرآن حبيسة الكتب القديمة والخطابات الأدبية بعيدة عن الواقع العلمي والمهني للأمة». وقال فؤاد بوعلي، رئيس اللجنة التحضيرية للإتلاف، «جئنا اليوم لنعلن ميلاد منسقية شعبية تضم الجمعيات والمؤسسات والشخصيات والاتحادات وكل المكونات التي تؤمن بقضية اللغة العربية في مستوياتها المختلفة، منها العلمية والمجتمعية والبحثية والقانونية»، وأفاد بوعلي بأن الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، يأتي «جوابا عن أسئلة المرحلة التي تفترض لم شمل كل فئات المجتمع ونخبه المتنوعة وتياراته المتعددة، في إطار يدافع عن العربية لغة وهوية وتنمية وعمقا استراتيجيا»، واعتبر أن ميلاد ائتلاف وطني يضم الغيورين على لغة الضاد «تنزيل حلم على أرض الواقع»،كما أكد أن «الائتلاف مقصده التجميع وليس الصراع». وتميزت الندوة الصحفية لإعلان مبادرة تأسيس الائتلاف، بحضور عدد من الشخصيات والمفكرين والباحثين والإعلاميين، منهم بلبشير الحسني، قيدوم الدراسات الإسلامية بالمغرب، وامحمد طلابي، مدير مجلة الفرقان ورئيس المنتدى العالمي للوسطية بالمغرب، وعبد الرحيم الشيخي، منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة، وامحمد الهلالي، النائب الثاني لرئيس حركة التوحيد والإصلاح، وعبد الصمد بلكبير، وشخصيات فاعلة في مجال حماية اللغة العربية والنهوض بها. ويعتبر القائمون على الائتلاف، حسب أرضيته التأسيسية، أن هناك «حاجة أكاديمية ومجتمعية ترمي إلى النهوض بواقع العربية علما وتعليما وممارسة»، كما حددوا نحو عشرين هدفا في ثلاث مجالات رئيسية، وهي «تفعيل الطابع الرسمي للعربية» و»مجال الحماية» ثم مجال «التطوير وتنمية الاستعمال». أما مجالات الاشتغال فتتمثل في «المجال الأكاديمي والتربوي» والمجال «الإعلامي الثقافي» والمجال «الحقوقي القانوني». ومن المرتقب أن يعقد المؤتمر التأسيسي للائتلاف في الأيام المقبلة، وعلمت «التجديد» أن عدد الجمعيات التي انخرطت في التنسيقية في أفق انعقاد المؤتمر التأسيسي للائتلاف، بلغ إلى حدود أول أمس السبت، 50 جمعية من جمعيات المجتمع المدني من مختلف المدن المغربية. وحول طبيعة الائتلاف، قال الدكتور مصطفى بنان، عضو اللجنة التحضيرية للائتلاف، إن المبادرة «تجمع كل الغيورين والمختصين والباحثين من مختلف التخصصات والتوجهات والانتماءات من أجل النهوض باللغة العربية والإعلاء من شأنها وتنمية دورها والعمل على استخدامها في الإدارات والمرافق والقطاعات الإنتاجية، والكشف عن قدراتها التعبيرية في شتى الميادين، إضافة إلى إبراز مكانتها في المجتمع المغربي ونشر الوعي بأهميتها». وأفاد المتحدث، بأن الائتلاف يسعى للعمل على التطوير المطرد للغة العربية على مستوى متنها وأدواتها ومواردها اللغوية العصرية، ودراسة مختلف التحديات التي تواجهها في وطنها والكشف عن المخاطر التي تهددها.